الأبواب المغلقة !!




بعد البداية تبدأ الصور من داخل حياتنا ومن داخل الحقيقة التي نعشيها والأبواب المغلقة ،فأنا على اقتناع أن الحقيقة دائما خلف الأبواب وحقيقة ما يعيشه الناس والمشاكل الحياتية المختلفة يتم وأدها خلف الأبواب والخروج إلى الطرقات للتنفس فليست كل الأبواب تخفى جنه خضراء ولكي لا نطيح بكفه الميزان جانباً ونقر الحق وليس جميعها صحراء قاحلة ولكنها مرحلة وسطية يعيشها الإنسان تؤدى إلى حاله من التخبط والتوهان بين الصحراء وبين الجنة الخضراء وبين الطريقين يوجد أناس معكوسى النظر يرون أنهم يسيرون إلى الجنة الخضراء ولكنهم بنظراتهم العامية وتفكيرهم الواهي يسيرون إلى الصحراء القاحلة والنتيجة صدمة عمرية .
ومن خلال اهتمامي بالكتب الاجتماعية وخصوصا ما يناقش واقع المجتمع من الناحية الاجتماعية وتأثري الشديد بالأستاذ عبد الوهاب مطاوع - رحمه الله - كل ذلك جعلني في وقت من الأوقات أرى الأمور بضبابية ، وتاهت الصور التي كنت أظن إنها تعيش بيننا ، ورغم ذلك تعلمت من خلاصة تجارب الآخرين من خلال ما قرأته من مشاكل مختلفة ، وإنه لمن العجب العجاب أنه يتم تكرار نفس المشاكل وكأن الأبصار عَميت أو عُميت ولكني لا اعتمد اعتماداً كليا على البصر ولكن نرتكز إلى مناط التكليف " العقل" فانه لمن الوعي السليم أن تتدبر حياة الآخرين لتضعها في خبراتك الحياتية وليس لترسم علامة تعجب وتقطب حاجبيك .
ومن أخطر مشاكل المجتمعات الآن الأسرة " المجتمع الصغير" ولكن الأسرة لا تبدأ من تلك الكلمة وإنما تبدأ من أولى البدايات وهى مجرد التفكير وتحقق المسئولية الكاملة في الشخصية في تلك الخطوة وما يترتب عليه من خطوات تبدأ بالاختيار، وانه لأخطر وأصعب اختيار يقوم به أي إنسان عاقل ولماذا أقول عاقل لان المعادن البشرية تلونت ولم تعد تظهر ناصعة تستطيع معرفة درجة نقائها ونوعية المعدن ذاته في دقائق معدودة ولكن تحتاج إلى أيام وشهور وتمتد لسنة وذلك إن كنت من أصحاب الأقدار السعيدة ! لان الطريق طويل لا يكفى أن ننظر إلى أولى خطواته ولكن يجب أن يمتد النظر إلى منتصفة والتنبؤ بآخره من خلال حاضرة وهناك أساسيات وأولويات تم تأتى البقية وكلاً حسب تفكيره .
وفى ظل وقت أصبح الانسان يقدر بما يحويه جيبة . ويعود ذلك الى الظروف الحياتية الصعبه،فأصبحت الانظار بعد ما كانت تقدر الانسان بانه من اولاد الاصول ، وأن من يملك المعرفة تصبح مكانته ارفع من صاحب المال. تبددت النظرات و اندثرت تلك المفردات القديمة واصبحت الماده هى الهدف وليس وسيلة، وبناءاً عليه تشتت المبادىء واختلفت الحياة.
ولم نعد نرى الشخصيات السوية ذات الانماط الطبيعية لتحمل المسئولية. فأصبحت الفتيات فى حاله رفاهيه شديدة وحريات ولم تعد تربى على تحمل المسئولية منذ ان تصبح على قدر من النضج ولا يتم ترسيخ فيها مبدأ الاختلاف والادوار والتاهيل لذلك . وانما اصبحت الامور اشبة بصراع الديكه نظراً لغياب اساسيات اعتبرت خرافات وكلاً أصبح يرى الامور من زاوية رؤيته وما يناسب طبيعته ويعتبره مقياساَ . وأصبح الشباب يفتقد النموذج السوى للرجولة واصبح السائد النوعية" الذكور "واختفت الرجال . فما نفتقده ليس المساواه فانها ظلم بينّ وانما نتفقد الرجوع الى أصل النماذج السوية لانماط الحياة الطبيعية وتواجد المرونة فى التعامل والكفر بمبدأ العندوالمناطحة وتغليق كل ذلك بالتفاهم ، فليست العاطفة وحدها تضمن لنا استمرار ذلك المجتمع الصغير وليست الماديات فقط وانما الاشخاص بعينهم.


سنة جديدة.. وأسئلة جديدة




مشكلتي الحقيقة التي بدأت تتضح ملامحها أنني أدمنت الصمت عوضاً عن البوح وأتقنت الإشارات بدلاً من القلم وهويت الظلام كالخفافيش واتخذت منه وقتاً للعمل وتجميع الغيوم التى تزيد الظلمة وهجرت مدن الأحلام فلا يستقيم لي حلم ولا سطر دون أن تأكله الحريق فتتركه رماداً ينتظر هبوب الريح ليتم دفنه مبعثراً في كل أرضا حتى لا تقوى على تجميعه ولو للذكرى القصيرة . فلماذا؟
سؤال سخيف وعلامة تحجم الحركة للإجبار على التفكير ولكن ما استطيع أن اجزم به انه عندما يتم التحول من الظلام إلى مدن النور سنجد الجواب ولكن الآن أريد أن أتحدث عن موضوع جد خطير لماذا يتحول الإنسان هل الظروف الشماعة الدائمة التي يتم الاتكاء عليها أم الرفاهية المصحوبة بالغرور وذلك الكلام ليس من عالم افتراضي مكانة الأحلام وإنما هو وليد ارض الواقع يتم لمسة فى طباع البشر؟




ماذا يريد الشباب ؟ سؤال مرن وطويل لا تستطيع استخلاص نموذج أجابه له لأنة يضم نقاط عدة على جوانب مختلفة فأصبحت المطالب ليست حكراً على الصعيد المادي وإنما امتدت إلى الجانب الاجتماعي وزحفت إلى الجانب النفسي
فعندما تجد المادة تصبح عاجزاً أمام الجانب الاجتماعي والحياتي حيث ستأخذ الطرق ذهاباً وإياباً للبحث عن من هو مناسباً لك وتلك الكلمة لا تضم شق معين بذاته بل أصبحت حسابات مطولة تحاول تجميعها وترتيبها والتغاضي عن البعض والتأقلم مع البعض فى سبيل الخروج بنتيجة على الأقل مرضية تستطيع معها بدأ الطريق دون التنازل عن اساسيات بدونها ينهار البنيان وإن وجدت من هو يقارب حساباتك فاعلم انك من أصحاب الحظوظ !



مشكلة الناس فى الوقت الحالي الهموم والمشاكل وضغوط الحياة ولقمة العيش وسطور عديدة من هذا القبيل. فأصبح الناس كالآلات يعملون ليلاً ونهار بالتتابع متناسين أنفسهم والوقوف لتفقد أحوالهم النفسية وإذا حدث ذلك ستجد هموم ومشاكل لا حصر لها فأكثر ما يحتاج إليه الناس في الوقت الحالي من يستمع إليهم نعم فلو ان شخصاً تبرع وجلس ليستمع إلى هموم الآخرين سنجد طوابير تفوق طوابير الخبز الكل يحكى ويشتكى ويبكى فالهموم كثيرة والقلوب أصبحت ضعيفة والأجساد أصبحت نحيلة لا تقوى على التحمل ومازلت الآلات مستمرة فى الدوران وتلك هي الدوامة الكبرى!



سنة مرت وبداية اشراقة جديدة .. لحظة ميلاد جديدة تخرج من رحم الليل لتعلن سنة جديدة من عمرى..فعند تفقد الاحوال.. تجد انه قد تكسب اناس فتجد الارض تحولت إلى جنه الله ،وقد تخسر اناس وتجد الارض اجدبت وأصبحت صحراء جرداء وشمس محرقة وانت وحيداً لا تملك زاداً وظلاً ! وهذه مفارقات الحياة وهناك أناس من أصحاب الحظوظ وأعد انا منهم ولكنى من أصحاب الحظوظ الكبيرة !
وفى هذه السنة بدات أفتح ابواب وحدتى لاسمح لبعض صديقاتى بمعهد اللغات الذى التحقت به بعد ما أنهيت دراستى الجامعية بمجالستى ومؤانستى فانة لشعور جميل ان تجد ممن حولك يتفقدونك ويفتقدونك إذا غبت ويتودون إليك وليس هناك مصلحة ولكن ما أصعب أن تجد أن خسارتك كبيرة ودموعك تجاوزت عدد ضحكاتك ولحظات سعادتك لم تضمد لحظات ألمك !
أما بخصوص الامنيات الجديدة والحديث عنها فانها تعد كمدونتى الشخصية لا يستطيع احد قرأءتها لانها انا!!
معذرةً ! فلا اسمح للجميع أن يقرأونى !!


حروف و سطور..!




بين حالات الضعف والقوة .. والخمول والحركة .. تولد مرحلة وسط لا نستطيع إدراكها فإما الخمول التام أو الاحتراق بلا دخان .

عالم السطور .. عالم مختلف في خباياه ..هناك ملايين الكتب ..وهناك الكثير ممن يمتهن السطور ومن يهواها .. ولكن القليل من يقرأ ما بين السطور!!

البعض من البشر قد يقرأ سطر ويمر عليه مرور الكرام ..والبعض يمر على السطر ليلقى السلام..والبعض يتوقف ليرى السطر من كل زواياه .. والبعض يشاهد كل هؤلاء !!

عالم الإنسان عالم غريب وذلك ليس بجديد .. ولكن الأروع هو تواجد عوالم الحيوان والطيور والنبات لترى الجميل حينما تمتلئ عيناك بالقبيح وترى الخير حينما يعم الشر .

حياتنا سطور ولكن مختلفة الزوايا فليس الجميع كالخط المستقيم وليس الجميع يكتب بنفس الاتجاه فنجد من يسير على نهج بداية اليمين ومن هو متبع اليسار ومنهم من قلب الورقة ليبدأ من أسفلها إلى أعلاها .


بداية الألبوام - صور من حياتنا


سيدتي المخلصة حاولت البقاء وقمت بكافة الحروب من أجل إيقاف هطول الأمطار وسافرت إلى بلاد ما وراء النهر وتركت أغراضي هناك وتجردت من كل ذكرياتي وما يذكرني بكلمة حنين ولكن سيدتي هل لنا أن نترك قلوبنا المسكونة بالحنين؟
الأيام وحدها هي التي تمزق الحنين واللوعة، وتخلق مكانهما حجارة يابسة صماء .فالألم لا بد منه، لكن علينا أن نغير من أحرفه قليلاً بعد ذلك، لكي يصير : (أمل)..
وقد قيل : الألم كائن خرافي يمكن له الاختفاء لكنه لا يموت، يُبعث بعثاً، عندها تقوم قيامة الأحداث التي عشتها في ماضيك، و مع ظهور الألم المتجدد يكون فيروسا يحمل مرضين: ألم الماضي، و حِدّة الحاضر.

عندما تصبح فرداً فى عالم كبير يملؤه عوالم أخرى تختلف عنك فتحتاج إلى ان تصبح شخص متعدد الشخصيات ليس بهلوان بالطبع ولكن تملك من الخبرة ما يؤهلك لكى تصبح شخصيات جمة فى قالب واحد وذلك لن يتاح إليك إلا من خلال الخبرة الإنسانية من خلال ما تعيشه وما تعايشه وما يصادفك وما تصادفه فى حياتك وحياة المحيطين بك وما تصل إليه أذنك وما تراه عينك فكل منا لا يعيش فى باب مغلق على حياته ومسجل عليه ممنوع الدخول بل جميعنا نعيش فى غرف جميعها بدون أبواب لا تستطيع ان تعزل نفسك بحائط من خشب لان العزلة فى حد ذاتها تضغط على العقل من أجل التفكير فى كل شىء وتبدأ الهموم فى التزاحم والمشاكل فى التفاقم والحلول فى التضاؤل وتتسع الدائرة وتظلم الدنيا فى كل الغرف وتصبح أشبة بسجن فى الصحراء !

لذلك فى أوقات كثيرة نضطر إلى هدم الأبواب تلك ولو كانت من خشب كالورق حتى نندمج فى هموم الآخرين وعلى أثره نعلم ان ما نعانيه لا شىء فى ظل بحار الآخرين ونعلم إننا ننظر إلى الحياة من خارج غلافها وإننا لم نعيش شيئاً.

لابد لي أن اعترف اننى حينما أكتب صور من حياتنا لم أتعمد أن أروى فيها حكايات أشخاص بعينهم في قالب درامي ، لكن حينما يجلس الإنسان إلى قلمه وأوراقه ليكتب فإنه يستدعى بغير وعى منه كل ما ترسب في أعماقه على مر السنين من مشاهداته في الحياة وذكرياته الشخصية وذكريات من عرفهم على مر السنين وما عايشه أو اقترب منه من تجارب الآخرين فيسيل قلمه على الورق مختلطاُ بكل ذلك ومضافاُ إليه خواطره وأفكاره ورؤيته الشخصية للحياة .

قال جوهان جوته : كل الأفكار الحكيمة تم التفكير فيها آلاف المرات ولكن لنجعلها أفكارنا نحن علينا أن نفكر فيها مرة أخرى بصدق حتى تتغلل جذورها فى أعماق تجاربنا .


صخور الآخرين


معظم مشاكلنا في التعامل مع الآخرين تأتى في خطأ في تفكيرنا نحن لا في تفكيرهم هم. فنحن نفكر في الناس دائماً كما لو كانوا مثلنا تماماً متطابقين معنا في كل الصفات النفسية والأخلاقية وبالتالي فإننا ننتظر منهم أن يتصرفوا معنا كما لو كانوا نحن وكنا هم.. فإذا جاء ما ننتظره منهم أقل مما نتوقعه صدمنا فيهم وتغيرت مشاعرنا تجاههم وخسرنا صفاء نفوسنا .. وربما خسرنا صداقتهم وتكرر هذا الخطأ دائماً مع إن كل إنسان هو وحدة قائمة بذاتها، لهذا فلابد أن تختلف ردود أفعالة إلى حد ما عن ردود أفعال الآخرين .. ومالم نعرف ذلك ونوطن أنفسنا على قبوله عانينا معهم واتهمناهم بالجحود وخسرنا سلامنا النفسي وازداد إحساسنا بالغربة ونحن وسط زحام الآخرين.



أن عالمي النفس ماك بين ورونالد جونسون يؤكدان أنه لا يوجد في الدنيا شخصان متماثلان تماماً في صفاتهم النفسية والجسمانية وأن كل إنسان يعتبر عديم النظير كبصمة إصبعه التي لا تتكرر فإذا عرفنا ذلك وفهمناه استرحنا وعشنا حياتنا بمعاناة أقل . وأفضل سلاح تستعين به على أن تعايش الآخرين في سلام هو أن تؤمن بأنك إنسان مختلف لكنك لست إنساناً متميزاً على الآخرين لان اختلافك عن الآخرين يقنعك باختلافهم عنك ويعينك على فهم تصرفاتهم المختلفة عن تصرفاتك ويساعدك على نقبلها وتلمس الأعذار لهم فيها.. أما إحساسك بالامتياز عنهم فلا يخلق لك سوى الأعداء!




يجب أن نؤمن مع أبى حيان التوحيدي بأن الحقيقة أكبر من أن يدركها عقل واحد .. وانه لو وضع فيل أمام عشرة أشخاص مكفوفين وتحسس كل منهم الجزء الذي يواجهه لقال أحدهم هذا خرطوم وقال الثاني هذا عاج وقال الثالث هذا حائط، وكل منهم صادق لأنه عبر عن الحقيقة كما أحسها هو بمدركاته وبعقلة المحدود. فإذا تفكرت في هذا المثال الذي أورده التوحيدي آمنت بأن كل رأى يحمل جانباً من الحقيقة وإن بدأ مخالفاً تماماً لما نعتقد انه الحق والصواب.. ولتعاملت مع آراء الآخرين بما تستحقه من احترام وبما يستحقونه من إنصاف وتقدير واجتنبت الكثير والكثير من الأخطاء والعثرات . فالحق إن الحياة ملاحة صعبه في نهر تعترضه الصخور والجنادل وكل إنسان يحتاج إلى أن يكون ملاحاً ماهراً ليقود سفينته الصغيرة فيه بحكمة بغير أن تتحطم على صخور الآخرين !




كان عمر بن الخطاب يقول : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغلبك على ظنك . أي توسم فيه الخير إلى أن يصدمك بشرة . وكان يقول عليك بإخوان الصدق فإنهم زينة فى الرخاء وعدة فى البلاء وكان يقول أيضاً لا تطلبن حاجتك إلى من لا يحب نجاحها لك ..




إني أتذكر دائما عبارة المفكر الفرنسي جان جاك روسو التي قال فيها : كان عندي ست نظريات لتربية الأبناء وليس عندي ولد واحد ، والآن صار عندي ستة أولاد وليس عندي نظرية واحدة لتربيتهم!
فإذا سألتني لماذا أتذكرها أجبتك بأني أنا أيضاً عندي ست نظريات للحياة بسلام مع الآخرين لكن كل أملى هو أن تنجح واحدة منها قبل أن ينتهي العمر!


أصدقاء آخر الزمان




ما الذي يكشف معادن الأصدقاء ؟


قلت : أعرف صديقي وقت محنتي أجده بجواري فى ساعة حزنى ،أشعر بيده تنتشلني من دوامة سقوطي .. حين تظلم الدنيا وتغلق أبوابها أجده أمامى ممسكا بشمعة صغيرة يحاول أن يفتح أبواب سجنى المغلقة .
الصداقة معدن نقى نختبر صلابته فى ساعات الشدة .. قد تجد حولك آلاف الأصدقاء إذا أقمت لهم حفلا ولكنك قد لا تجد شخصا واحداً منهم إذا واجهتك مشكلة. هناك أشخاص يعرفونك ويتقربون إليك ما دمت واقفا على قدميك ، حتى إذا سقطت انفضوا من حولك وربما ألقوا عليك الحجارة اما الأصدقاء الأصدقاء فقد لا تراهم فى أوقات سعادتك ولكنك تجدهم حولك فى ساعة محنتك.
وأنا أحزن كثيراً كلما ضاع منى صديق ، أشعر بأن خسارة المال تعوض ولكن خسارة الناس لا تعوض ، فقد تخسر مالاً وتعوضه ولكن خسارة الصديق لا تعوض.
قالت: كيف أختبر أصدقائي؟ إنني أحيانا أجد حولى مهرجاناً من البشر الكل يدعى انه صديق كيف اعرف من يخدعنى ومن يحبنى؟
قلت: ليس هناك وسائل محددة لكشف زيف الصداقات وخاصة أن الأقنعة أصبحت كثيرة والأدوار متشابهة والناس يجيدون التمثيل ولهذا فأنا أجلس عادة فى الصف الأخير لكي أشاهد المسرح والكل يؤدى دوره وانتظر لكى أرى نهاية الرواية . وعادة أجد أن ما بقى بين يدى من الأصدقاء أقل مما تصورت . فأنا أحزن كثيراً كلما خاننى أو تخلى عنى صديق ، فالصداقة مثل الحب عمل اختياري لا أنا فرضت عليه صداقتى ولا هو أجبرنى على أن أكون صديقاً له ..وليس فى الصداقة إتفاق مسبق ولكن هناك أختيار قد تحكمه الصدفة او العقل . إن الصداقة مثل الحب تقتحم أيامنا وقد يخدعك صديق نصف عمرك وتكتشف انه لم يكن أكثر من أكذوبة كبيرة وأن لغة المصالح هى التى ربطت بينكما وعندما سقطت المصالح سقط معها آخر أركان الصداقة.
قالت : كيف اختار اصدقائى ؟
قلت : نحن نعيش الآن أخر الزمان ولهذا مطلوب منك ان تبحثِ بين عشرات الأكوام من الأوراق المالية المزيفة عن ورقة واحدة صحيحة . مطلوب منكِ الا تحاولى أن تقطفى الزهرة الجميلة لآن وراء عطرها ثعباناً كبيراً.
مطلوب منكِ ألا تتركى خزائن أسرارك بين أيدى صديق قد يبيعك فى أول مزاد ، وقد يعرض أسرارك فى أول بوتيك يلتقى فيه مع رفاق السوء ، فما أكثر المذابح التى تتعرض لها الناس فى جلسات الأصدقاء يستباح العمر والسمعة والقيمة .. وفى كل ليلة ضحية جديدة تتسلل فى أعماقها الخناجر والكل يتحدث باسم الصداقة !
فالصداقة أحساس عميق فى داخلنا وليست مجرد أجندة تليفونات تجمع مئات الأرقام وعشرات العناوين والآف المصالح .. قد لا تجد فى أجندة تليفونك أسما واحداً تأتمنه على لحظة صدق أو سر من أسرارك.
لابد أن يكون الإنسان حريصاً فى اختيار أصدقائه وخاصة فى زماننا الغريب الذى يبباع فيه كل شىء ويستهان فيه كل المشاعر ويستباح فيه كل القيم وليس معنى ذلك أن كل الصداقات سقطت .. وكل الأصدقاء باعوا ولكن أعدادهم صارت قليلة فما اكثر الناس حولك .. وما اقل الأصدقاء.. الأصدقاء.


أشعر بوحدة شديدة كلما سقط منى صديق ، تزاد برودة الايام ويزداد الصقيع وتكسو تلال الجليد مساحة كبيرة فى أعماقي وكلما كفنت صديقاً تمنيت لو أعدت له الحياة ، لو وجدتة فجاه يستعيد نبضة وينهض واقفاً .. أتمنى وأنا اوسدة أيام عمرى أن اسمع كلمة عتاب او رجاء او تراجع ، ما أكثر الأصدقاء الذين ورايتهم في أعماقي وأنا حزين.. خسارة الصديق خسارة عمر .. والعمر لا يرجع أبداً للوراء.

عادت تدق أبواب أيامى



عادت تدق أبواب أيامي ..



قالت: لم يبق إلا كل شيء جميل.. كلما تذكرتك طافت في رأسي تلك الأيام الجميلة التي قضيناها معاً.. ومرت على قلبي صورة الأحلام في برأتها والعمر في أحلى لياليه.
قلت: كنت دائماً أذكرك وأقف أمامك باحترام شديد.. وأشعر أن لك مكانه عميقة في نفسي وان ظلال الخريف التي عبرت على أيامنا لم تستطع أبداً أن تنزع جذور ذكرياتنا. كلما طافت أمام عيني نماذج قبيحة من البشر تذكرت قلبك الكبير الذي أحتوانى يوماً. إن الإنسان منا يشبه خريطة الكون هناك مناطق فقيرة وأخرى غنية هناك مناطق تغرقها الأمطار وأخرى يقتلها الجفاف والناس مثل خريطة الحياة هناك من يغرقون الحياة بعطائهم وهناك من لا يعرفون شيئاً اسمه العطاء.
بعض الناس مثل الأرض التي لا تعطى غير الملح و بعض الناس مثل الأرض الخصبة تعطى كل كنوزها كلما تدفقت في شرايينها المياه وأنت من هذا النوع الأخير .. كنت دائما أجد فيك وطناً جميلاً يعلم أبناءه كيف يكون الحب.. إنك نموذج غريب من الناس أصبح الآن نادراً في هذا الزمن ولذلك وضعتك في جزء بعيد من قلبي وأغلقت عليك خزينة ذكرياتي.
كنت دائما أخاف أن تهب على أيامك رياح النسيان ولكنني تأكدت أن قلوبنا لا تنسى إلا ما يستحق النسيان وأن في قلب الإنسان ميزاناً صغيراً يبقى ما يستحق البقاء. هناك بعض الناس يعبرون في قطار أيامنا ولا نستطيع أن ننساهم وأنت من هذا النوع من البشر كنت أشعر أن قدرتي على نسيانك عبء لا أقوى على تحمله.
قالت: تمنيت كثيراً لو عاد بنا الزمان وعشنا أياماً معاً مرة أخرى.
قلت: إننا لا نستطيع أن نعيد الزمان ولكننا نستطيع أن نحافظ على مشاعرنا ومادام الإحساس في داخلنا يمكن أن نعيش زماناً أخر. لقد كنت أشعر دائماً أن ما كان بيننا لم يصل إلى نهاية رغم أننا أسدلنا الستار والشيء الغريب إننا افترقنا دون استئذان وانسحبنا في هدوء واخذ كل منا أشياءه وفى حزن رحل. كنت دائماً أسال عنك وكنت أتألم وأنا أرى أمواج الحياة تلقى بك هنا وتدفعك إلى هناك وأنا لا أستطيع أن أمد يدي إليك في أحيان كثيرة لم أكن أريد شيئاً أكثر من أن أسمع أخبارك وأعرف ماذا صنعت بك الحياة ؟
قالت: ولكنني كنت أعرف كل شيء عنك .
قلت: هذا هو الفرق بين حياتي وحياتك أنت تعيشين في برجك العاجي البعيد وأنا أعيش فوق أوراق الشجر حياتي مشاع بين الناس وحياتك لا يعرفها أحد.. أيامي تتناثر أمامي كالزجاج المكسور فوق أرصفة الشوارع.. وأيامك زجاجة عطر معتقة وصورة جميلة في برواز أنيق، أيامك واحة تحيط بها الأشجار والزهور من كل جانب وأيامي بحر صاخب يتغير كل يوم وكل ساعة عشرات المرات. كم تمنيت أن أعيش بعيداً عن ضجيج الناس وتفاهتهم وأخطائهم لكنني لا استطيع لقد تعودت أن أعيش الحياة بكل متاعبها وأحزانها سيرك كبير نعيش فيه ومازلنا نسمى الناس بشراَ رغم أن كل شيء في هذه الحياة فقد كل معاني الإنسانية.
قالت: مازلت تحبني .
قلت: أجمل الأشياء أن أحب إنساناً وأحترمه إن ذلك أعلى مراتب الحب، أن يجتمع الإحساس مع التقدير أن تتوحد مشاعر القلب والروح مع حسابات العقل وأنا مازلت أحبك وأحترمك.
قالت: هل تجمعنا صدفة أخرى.
قلت: أجمل الأشياء في حياتنا تحملها صدفة.. وسوف أعيش على أمل أن تتكرر هذه الصدفة.

بدون عنوان



أشعر وكأنه الشتاء الغزير يكاد يغرقني بأمطاره المنهمرة، لا أدرى ما بى ولكن أشعر بأنه ربما اختلع ذاتي إلى مكان بدون عنوان لا أرى فيه إلا شخصية واحده ولا اهتم فيه إلا بشخصية واحده ربما هي الأنانية المفرطة ولكن اشعر أنه علاجي الوحيد. فالأمطار كادت أن تغرقني في تلك الفترة ما أن التقط الأنفاس تهب سحابة مليئة بالغيوم تحلق فوق رأسي ولا تتوانى ابداً .. أشعر وكأنها النهاية لبداية مغلقة . فاحياناً اشعر وكأنني فرد غريب في عالم يتحدث بلغة ومفردات مختلفة وكأني اسكن وسط الهنود و أتكلم العربية لا استطيع الفهم ولا يستطيعون فهمي لا يستطيعون الشعور بى ولا تقديري ! فماذا افعل ومن حولي يسقطون واحدا تلو الأخر .. فتأخذ الحياة أغلى الناس وتلك هي سنة الحياة وذلك الباب الذي لا مفر من دخوله ولكن عندما تكون وحيدا ما أصعبه من إحساس عندما تأخذ منك الدنيا من كنت تتوكأ عليه في هذه الدنيا الغريبة، فتشعر بعدها بالعجز الكامل لا تقوى على الحركة ولا على الكلام ولا على الحياة ذاتها وعندما تبدأ في الإفاقة تجد عاصفة أخرى تجلسك مكانك فمتى ستهدأ سمائي فأني بحاجه إلى صيف قريب أو ربيع قادم فلم اعد أقوى على تحمل أمطار الشتاء ولا غضب الخريف.!

الباحثون عن الكمال


الباحثون عن الكمال هم أتعس الناس في هذه الحياة إنهم مساكين فى هذا الزمن لأنهم غرباء !
وهذه القلة من البشر تعانى من مشاكلها مع الناس وتعانى من مشاكلها الخاصة.. فالإنسان حينما يصل إلى درجة من المعرفة يحاول أن يترجمها إلى سلوك.. والأفكار العظيمة كثيراً ما تصطدم بالواقع حينما تحاول أن تصبح وجودا حياً..
وما أكثر الأفكار التى عاش أصحابها تحت ظلالها وهم سعداء بها وظلت حبراً على ورق .. أما هؤلاء الفرسان الذين حاولوا أن يجعلوا من الفكر وجوداً فهم الذين دفعوا الثمن !! فمن السهل أن يقول الإنسان شيئاً ولا يفعله وأن يطالب الآخرين بأن يفعلوه ولكن الصعب دائماً أن تبدأ بنفسك وأن تفعل ما تقول ولان الكمال مساحة واسعة جداً من السلوك الانسانى فان قدرات الإنسان تظل محدودة فى الوصول إلى أعماقه البعيدة .
إنه يشبه البحار التى لا نصل إلى أعماقها ولا نعرف حدود شواطئها ولهذا يظل الباحثون عن الكمال فى حيرة مع أنفسهم ومع الناس لأنهم سلكوا طريق المعرفة وأصعب الأشياء أن تعرف لآن المعرفة تفتح فى أعماقنا أبواب التساؤل ولان التساؤل يقودنا للدهشة ولان الدهشة طريقنا للبحث والبحث ليس فى كل الحالات طريقاً مأموناً !
وهذا هو عبء المعرفة لان الذين لا يعرفون يجلسون فى مكان ما على رصيف الحياة لا يعنيهم من جاء ومن ذهب وما بقى وما ضاع إنهم يشبهون سكان المناطق البدائية ويتوقف بهم الزمن عند هذه المساحة الضيقة من الحياة . أما الانسان الذى عرف وشاهد وجرب فهو دائما فى حالة بحث عن الجديد واذا وصل إلى شيء حاول ان يتجاوزه واذا حقق حلماً زرع فى اعماقة حلما أخر.
فالانسان الذى يعرف يصبح اسيراً للمعرفة فهو أحب ولهذا لا يستطيع أن يعيش بغير مشاعر الحب ولأنة ذاق متعة الاشياء فهو لا يستطيع ان يعيش بعيداً عنها فهو يجد نفسه فى كتاب ويجدد شبابه كل يوم مع حدائق الالوان.. وتتحول المعرفة الى رغبة شديدة فى البحث عن المجهول وفى السفر دائماً فيما وراء الاشياء ويصطدام الانسان بالناس حوله انهم احيانا يرون فيه انساناً مجنوناً وهو يرى انهم مجموعات مختلفة من البشر جاءت لتأكل وتشرب وتنام وهو يحاول أن يفتح كل النوافذ والناس حوله يرون تحت أقدامهم وهم يرون أن سقف الحجرة هى اعلى نقطة فى هذا الكون ويرون الاشياء طقوساً وهو يرى الكون معنى.
ولهذا يعيش الباحث عن الكمال غريباً لانه اختار طريق المعرفة. والمعرفة عالم واسع رهيب لا تكفيه سنوات العمر وان طالت ولا يكفيه عقل الانسان مهما اتسع ! أما هؤلاء الذين اختاروا أن يعيشوا على ارصفه الحياة فهم أهدأ بالاً وأسعد حالاً لانهم يجيئون الحياة كما يرحلون عنها فقد اختاروا أن يكونوا على هامشها فى كل شىء. أما الباحثون عن الكمال فانهم يعانون متاعب الرحلة لانهم يحملون احزان زمانهم وما أكثرها. ولن يتساوى أبدأ من عاش مستكيناً على رصيف الحياة ومن دفع عمره ثمناً لرحلة البحث .

ونطق الصمت !!





دائما ما تكون السطور هي ملاذي الوحيد للتنفس من خلال طرد كمية من غاز الاختناق الذي بمرور الأيام يؤدى إلى ما هو أشبة بالموت إكلينيكيا ففي ظل السطور تتدافع الحروف معلنة عن ميلاد كلماتها لمحاولة الإفاقة من جديد بعد فترة طويلة من الغيبوبة التي تم قبرها في تربه ذلك العقل الذي هو مركز الهجوم والدفاع !


لم تكن عادتي أبداً الهروب من أي شيء ولكنى هذه ا لمرة قررت أن أجرب الهرب! من ماذا؟ لا أدرى .. ولكنى أردت أن ابتعد بعيداً !


لا أدرى ما علاقتي بالقلم والورقة .. ولكن الذي اعرفه كما قال براين تراسى.. بالورقة والقلم يبدأ كل شيء .. ففي حالة التفكير أجد الورقة والقلم وتخرج كلمات وأحيانا شخابيط ربما تولد حالة هذيان وربما اتزان !!



عندما تمتلك عقلاً متهم بتهمة التفكير فإنك أصبحت فريسة سهلة للعديد من الأمراض سواء كانت العضوية وما يصاحبها من أمراض نفسية وبالإضافة لمجموعة من الأصدقاء الدائمين التوتر والقلق والصداع وتصاب بحالة من التفكير الانعزالي ليس لمراجعة نفسك ومعرفة أسباب هؤلاء الأصدقاء ولكن لمحاولة التأهب لما هو آت كنتيجة حتمية لهؤلاء الأصدقاء الناجمين عن التفكير, فالتفكير هو الجد الأكبر لهؤلاء الصبية المسلطين على الجسد .


الناس معادن .. ولكن ما المعادن ؟!
يقال أنها معادن باطن الأرض ولكن كلا منا يرى معدن الآخرين من وجهة نظرة فالمعدن من وجهة نظري هي الثقة وعندما تنهار يبدأ الانحدار للبحث عما هو مدفون بداخل الأرض !


عندما أجلس مع الناس أجد نفسي أميل إلى التأمل أكثر حتى تعودت أن أنصت إلى الآخرين إلى النهاية أو حتى يملون من الحديث فلم يكن لي خيار أخر هكذا مر على الوقت وحيداً متأملاً حتى أصبح الهدوء جزءاً منى فكل ما ابحث عنه مكان أكثر هدوءاً وصمتاً ..مكان يشبهني أنا !



الصمت هو السيمفونية الوحيدة التي استمتع بها !



دوماً ما تطرح فكره الاستفادة والفائدة من الأشياء في عمومها وفى بعض النشاطات بالخصوص وبما إننا نتبع نظرية الجمع والطرح واحتساب الفائدة والخسارة بناء عليهما فالنتيجة في العديد من النشاطات صفر إن لم تكن بالسالب ولكن لا يتم احتساب الفائدة بناء على مقدار الإفادة من خلال جعل ذلك الخامد يبدأ في الإفاقة وانتباه حواسك فلقد احتلت الماديات عمليات الاستفادة !


عالم خاص.. الحياة العادية حياة تفتقر إلى مفردات قوية تقوى بوجود أصحابها لذلك أصبح الإنسان دائم البحث عن النشاطات الاجتماعية التي تجذبه من كلمة الوحدة إلى كلمة مجتمع وما يرافقه من وسط اجتماعي مزدحم ولكن يبدأ في خسارة ذلك العالم الخاص به لتتحول حياته إلى مشاع وأيا كانت الايجابيات والسلبيات فالحقيقة أن صحبة الناس ليست مفيدة في كثير من الأحيان خصوصا إذا تغيرت الموازين وحلت الاستثناءات مكان القاعدة !


مهما عصفت الريح واقتلعت مدن الأحلام وتخبطت بنا الدروب في بحر التيه والظلمة فلابد من شراع يعاود الاتزان..
فذلك درب تتفرع منه دروب وكما لكل شيء بداية فمن المؤكد وجود النهاية !