ونطق الصمت !!





دائما ما تكون السطور هي ملاذي الوحيد للتنفس من خلال طرد كمية من غاز الاختناق الذي بمرور الأيام يؤدى إلى ما هو أشبة بالموت إكلينيكيا ففي ظل السطور تتدافع الحروف معلنة عن ميلاد كلماتها لمحاولة الإفاقة من جديد بعد فترة طويلة من الغيبوبة التي تم قبرها في تربه ذلك العقل الذي هو مركز الهجوم والدفاع !


لم تكن عادتي أبداً الهروب من أي شيء ولكنى هذه ا لمرة قررت أن أجرب الهرب! من ماذا؟ لا أدرى .. ولكنى أردت أن ابتعد بعيداً !


لا أدرى ما علاقتي بالقلم والورقة .. ولكن الذي اعرفه كما قال براين تراسى.. بالورقة والقلم يبدأ كل شيء .. ففي حالة التفكير أجد الورقة والقلم وتخرج كلمات وأحيانا شخابيط ربما تولد حالة هذيان وربما اتزان !!



عندما تمتلك عقلاً متهم بتهمة التفكير فإنك أصبحت فريسة سهلة للعديد من الأمراض سواء كانت العضوية وما يصاحبها من أمراض نفسية وبالإضافة لمجموعة من الأصدقاء الدائمين التوتر والقلق والصداع وتصاب بحالة من التفكير الانعزالي ليس لمراجعة نفسك ومعرفة أسباب هؤلاء الأصدقاء ولكن لمحاولة التأهب لما هو آت كنتيجة حتمية لهؤلاء الأصدقاء الناجمين عن التفكير, فالتفكير هو الجد الأكبر لهؤلاء الصبية المسلطين على الجسد .


الناس معادن .. ولكن ما المعادن ؟!
يقال أنها معادن باطن الأرض ولكن كلا منا يرى معدن الآخرين من وجهة نظرة فالمعدن من وجهة نظري هي الثقة وعندما تنهار يبدأ الانحدار للبحث عما هو مدفون بداخل الأرض !


عندما أجلس مع الناس أجد نفسي أميل إلى التأمل أكثر حتى تعودت أن أنصت إلى الآخرين إلى النهاية أو حتى يملون من الحديث فلم يكن لي خيار أخر هكذا مر على الوقت وحيداً متأملاً حتى أصبح الهدوء جزءاً منى فكل ما ابحث عنه مكان أكثر هدوءاً وصمتاً ..مكان يشبهني أنا !



الصمت هو السيمفونية الوحيدة التي استمتع بها !



دوماً ما تطرح فكره الاستفادة والفائدة من الأشياء في عمومها وفى بعض النشاطات بالخصوص وبما إننا نتبع نظرية الجمع والطرح واحتساب الفائدة والخسارة بناء عليهما فالنتيجة في العديد من النشاطات صفر إن لم تكن بالسالب ولكن لا يتم احتساب الفائدة بناء على مقدار الإفادة من خلال جعل ذلك الخامد يبدأ في الإفاقة وانتباه حواسك فلقد احتلت الماديات عمليات الاستفادة !


عالم خاص.. الحياة العادية حياة تفتقر إلى مفردات قوية تقوى بوجود أصحابها لذلك أصبح الإنسان دائم البحث عن النشاطات الاجتماعية التي تجذبه من كلمة الوحدة إلى كلمة مجتمع وما يرافقه من وسط اجتماعي مزدحم ولكن يبدأ في خسارة ذلك العالم الخاص به لتتحول حياته إلى مشاع وأيا كانت الايجابيات والسلبيات فالحقيقة أن صحبة الناس ليست مفيدة في كثير من الأحيان خصوصا إذا تغيرت الموازين وحلت الاستثناءات مكان القاعدة !


مهما عصفت الريح واقتلعت مدن الأحلام وتخبطت بنا الدروب في بحر التيه والظلمة فلابد من شراع يعاود الاتزان..
فذلك درب تتفرع منه دروب وكما لكل شيء بداية فمن المؤكد وجود النهاية !