الغزو الثقافي يمتد في فراغنا


إن الحق كى يستديم وجوده ويحمى ذاته لابدّ له من قوتين : إحداهما عقلية تبسط حجته وتنفى عنه تهمة الشراسة والعدوان ، والأخرى مادية ترد الهجوم وتؤدب الذين يعيشون على القضم والهضم .. لا يكفى أن يكون الحق وسيماً يستحق الإعجاب ، ينبغى ان يكون كذلك له دارعاً يتحمل العراك وينجو من غوائل الخاطفين والقاطعين !! " (من القطوف البليغة بالكتاب)"


من خلال موضوع " أمة وارثة أم موروثة؟" يتحدث الشيخ الغزالى قائلاً:
مع الخلل الكبير الذي أصاب سياسة الحكم والمال عندنا .. ومع غلبة التقاليد القبلية والبدوية على رقعة رحبة من المجتمع الإسلامي.. ومع الفجوة التي حدثت بين علوم الكلام والفقه من ناحية وعلوم التربية والسلوك من ناحية أخرى وظهور الطرق الصوفية الجاهلية.. ومع استخفاء قضايا حيوية مهمة وبروز قضايا تافهة .. ومع ضعف المستويين الفكري والاجتماعي لدى أعداد من المتحدثين الإسلاميين .
مع هذا ، وغيره من الأسباب أخذت أمتنا تتراجع أمام خصومها ، وتترنح تحت ضربات موجعة وظهر عجزها عن تبليغ رسالتها بعد عجزها عن صنع رغيفها الذي تأكله !!


تحميل الكتاب

وفى موضوع " الاسلام دين المفكرين " يوجه الشيخ محمد الغزالى علامة استفهام بحاجه الى إجابه.. قائلاً:
أريد أن أسأل أناس من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا وينتمون إلى تراثنا ، شاء الله أن يعرفوا اللغات الأخرى ويقتبسوا منهما ويترجموا ..أريد أن أسألهم ماذا أفدتم من هذه المقدرة ؟ وماذا أفادت أمتكم منكم ؟ .. هل استصحبتم دينكم وتاريخكم وأنتم تطالعون الثقافات الأجنبية ؟ هل استوقفكم صديق يحب العدالة أو استشاركم خصم يكره الشرق ويزدرى العرب ، وينال من الإسلام ؟
إنكم لم تترجموا العلوم ، وكنا أفقر إليها من الروايات الغرامية والجنائية التي زحمتم بها لغتنا وشغلتم بها أولادنا ..ونقلتم أكاذيب المستشرقين ومفتريات الناقمين على الإسلام وحضارته وتاريخه المديد ، دون رد ذكى أو عادل ، بل وأحياناً مع الرضا فكيف ساغ لكم هذا ؟
في الحضارة الغربية عباقرة كثيرون عرفوا الإسلام فضله وقدروا له ما أسدى للعلم وللعالم ، أما كان حقاً عليكم أن تعرفوا وتشيدوا بصدقهم وتقدروا شجاعتهم بين قومهم ؟ .. أعتقد أن السكوت هنا لون من الغدر ، بل هو خدمة لكل القوى المعادية للإسلام ..

10 التعليقـــــــــــــــات:

محمد يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي نور

دوما موضوعاتك متميزة ..... فعلا كتابات الشيخ الغزالي تتمتع برونق أخاذ وفكر عملي واستقراء لواقع الحال ..... إن شاء الله سأبدأ في تحميل الكتاب وسأقرأه إن شاء الله قريبا

فجزيت خيرا

خالص مودتي وصادق دعائي

د/عرفه يقول...

السلام عليكم
اظن انه من المهم
ان يؤثر المسلم فى ثقافات من حوله
وليس ما يحدث الآن
فى ان يؤثروا هم علينا
وان يغيروا من تقاليدنا

هحمل الكتاب وان شاء الله يكون جميل

تامر علي يقول...

أعتبر الشيخ الغزالي من أهم علامات العصر الحديث في فهم الاسلام بطريقة صحيحة ... ورغم بعض خلافاتي مع منهجيته في الحكم على الاحاديث الشريفة إلا أنني وبحق أعتبره من مجددي هذا القرن

تحياتي على الطرح الرائع

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

عمري ما قرأت علي فكرة للشيخ الغزالي
يعني عمري ما قرأت كتاب كامل ليه
لكن بصراحة الكلام هنا قوي جداً
هحمل الكتاب إن شاء الله
وهحاول أطوف بين أرجائه .. لضيق الوقت
جزاكِ الله خيراً

فارس عبدالفتاح يقول...

انا على العموم لم اقرأ على الطلاق للمفكرين الاسلاميين المعاصرين هذا مع الاسف الشديد

لكن

من الواضح ان العزالى خرج من الامور الشرعية الى الفكر العام ومن الفكر العام الى الفكر السياسي ومن الفكر السياسي الى الفكر التنويري الاجتماعي الذي يضيف الى الامة والى معارفها وحضارتها ومساعدتها للخروج من متاهات التخلف وتمكين الحكومات او النظم او اصحاب راس المال من التمكين للفرد المسلم والعربي اسس الحياة الكريمة للنهوض به من ضحالة المعرفة الى نور العلم واليقين


شكراً على التلخيص

ن يقول...

السلام عليكم
الاخت الكريمة .. نور
شكراً على زيارتك .
مقدمتك فى صفحة التعليق بمدونتك تستحقين عليها التقدير والاحترام.

أما عن البوست فقد قرأت

أريد أن أسأل أناس من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا وينتمون إلى تراثنا ، شاء الله أن يعرفوا اللغات الأخرى ويقتبسوا منهما ويترجموا ..أريد أن أسألهم ماذا أفدتم من هذه المقدرة ؟ وماذا أفادت أمتكم منكم ؟ .. هل استصحبتم دينكم وتاريخكم وأنتم تطالعون الثقافات الأجنبية ؟ هل استوقفكم صديق يحب العدالة أو استشاركم خصم يكره الشرق ويزدرى العرب ، وينال من الإسلام ؟
إنكم لم تترجموا العلوم ، وكنا أفقر إليها من الروايات الغرامية والجنائية التي زحمتم بها لغتنا وشغلتم بها أولادنا ..ونقلتم أكاذيب المستشرقين ومفتريات الناقمين على الإسلام وحضارته وتاريخه المديد ، دون رد ذكى أو عادل ، بل وأحياناً مع الرضا فكيف ساغ لكم هذا.
صدق الشيخ الغزالى فى كلماته فهى الحكمةالتى أضاعوها من بين أيدينا فى ان يخلفوا لنا تراثاً آثماً جنى على عقول الاجيال مما أدى الى انتشار الفوضى والكسل والتواكل .
ولكن هذه ليست كل الحجة فمازال لنا عقول نعقل بها الامور وبصيرة نرى بها الحقيقة وأولاً وأخيراً ما بين أيدينا من كلمات الله ..ولعلنا نطمع أن نتزاحم على البحث والمعرفة لكى نغسل ما علق بنا من غبار الخرافات والاكاذيب التى تناقلت الينا ولدى كل الامل بأننا سنصحوا من هذه الغفوة لنواصل المسير ونطلب الهدايةمن الله .
شكراً لك
مع خالص تحياتى

۩ Nour ۩ يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاخت الفاضلة : ن
وأشكرك على زيارتك أيضاً وسطورك ..
بالفعل هى علامة استفهام تفرض نفسها من خلال السطور ..
فالنماذج الواردة فى الكتاب مثل فولتير ونابليون .. لا يعلمها الكثيرين..
وأن كانت شخصية نابليون معروفة بدراستها من خلال الشخصية الحربية.
وسطور الشيخ الغزالى محقه.. فاننا افقر ما يكون الى العلوم بدلا من الروايات الغرامية والجنائية التى سطحت عقولنا..

وبالفعل لدينا عقول ولكن العقول فى عصرنا الحالى تم تنويم التفكير بها تنويم مغناطيسى.. فنحن بحاجه الى تحرير العقول!!وتغير كل تردادات التشويش !!
أشكرك لتعليقك ولسطورك..دمتِ بخير دوماً

عربي نيوز يقول...

السلام عليكم

أخيتي نور

كتبت فأصبت ، لقد فشل الغرب بغزونا عسكرياً ، لكنهم لجأوا الى غزونا ثقافياً وأخلاقيا فنجحوا نجاحا باهراً لم يكن متوقع لهم
فانظري الى شبابنا الذين يتباهون بثقافة الغرب ويتفوهون بألفاظهم وينشرون فكرهم ، وانظري الى تلك الفتيات الاتي أصبحن يقلدن الغرب في المشي واللبس والموضة
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
دمت في رعاية الرحمن


لا تنسوا اخوانكم في غـزة من دعائكم

||..بحـر الدموع..||

د.أحمد يقول...

طرح رائع يحرض علي التفكير والتأمل

علي أية حال فإن ثقافتنا العربية في الوقت الراهن تحتاج إلي غربال يفرق بين الغث والسمين وتستوعب جميع التوجهات والمذاهب لتضعها تحت دائرة التمحيص والتدقيق وتقبل الآخر كما هو كائن لا كما نريد أن يكون مع البعد عن ظاهرتي التقديس والإقصاء التي إستعمرت فكرنا الثقافي لعقود طويلة أخذتنا الي الوراء قرونا وقرونا

الرائعة نور

سنظل دوما بشوق لجديد قلمك

تحياتي وتقديري

د.أحمد

Soul.o0o.Whisper يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نووووووووووور

حقيقى بجد مش عارفة أقولك ايه

الراجل دا يانور ماتعرفيش مكانته عندى
بجد بجد .. مش عارفة أوصفه أقول ايه
غير انه رجل أخلص لله ففتح له الله من باب العلم و الفهم

أنا بجد بأقرأ له كل كتاب و التانى
بأحس بعظمة الدين دا والله

و باقول يارب إذا كان دا فهم رجل فارق زمننا عنه سنوات معدودة
و هذا رجل استقى علمه و فهمه أولا و أخيرا من كتاب الله

فكيف كان عقل و فهم الصحابة؟؟
وهم من نزل القرآن فيهم

بجد بأحس اننا مش فاهمين و لا عارفين حاجة عنهم

ربنا يعلمنا جميعا يارب و يفهمنا
بجد شكرا على الرابط




دمتى بكل الود