حوار مع صديق جاهل






قال: في أي زمان تمنيت أن تعيش ؟
قلت : زمان بلا قهر وعصر بلا سجان..
زمان يحترم الضمائر ولا يتوج الصغائر..
زمان يقدس فيه العقل ولا يمتهن الوجدان.
زمان تنبت فيه الزهور ولا تعبث فيه الافاعى.
هذا هو الزمان الذي أتمنى أن أعيش فيه..
قال : ولكن أي الازمنه كانت بدون قهر .. واى العصور كانت بلا سجان .. في كل الازمنه سادت الصغائر على الضمائر.. وامتهن العقل والوجدان.. إن ما تطلبه في خيالات الشعراء..
قلت : في تاريخ الإنسانية لحظات نقاء كثيرة ، ولمحات ضوء وفترات من السمو الانسانى يمكن أن نتوقف عندها..
قال : ذكرني إذا كنت قد نسيت.
قلت: انظر إلى عصر رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_ وحاول أن تسترجع رحمته.. وبساطته ورجولته وكرمه .سترى به نموذجاً إنسانياً متكاملاً في العقل والسلوك والوجدان..
أنظر إلى صحابته .. عدالة عمر .. ورجولة خالد.. ورحابة أبى بكر.. وترفع على..كانوا عظماء في كل شيء..
قال : ولكن ذلك زمان بعيد.. لقد كان الرسول معصوماً . وكان صحابته- رضوان الله عليهم- أئمة للناس..هذا عصر لاقياس عليه.
قلت: انظر يا صديقي إلى عمر بن عبد العزيز وقد جاء بعد هؤلاء جميعاً، هذا الشاب الصغير الذي ضرب مثلاً في الزهد والعفاف والعدالة، لم يكن حاكماً عادلاً فقط. ولكنه كان إنساناً عظيماً بكل المقاييس.
قال : وانظر إلى الحجاج مثلاً.
قلت : سيبقى لكل زمان " حجاجوه" .. ولكن الصبح هو الذي يشعرنا بقسوة الظلام .. والبطش هو الذي يشعرنا بسماحة الرحمة، والسجون هي التي تشعرنا بقيمة الحرية.
قال : ولكن تاريخنا فيه جوانب ظلم وظلام كثيرة.
قلت : وفيه نقاط ضوء أكثر..
إذا تذكرت بطش الحجاج ، فتذكر عدالة عمر بن عبد العزيز . وإذا تذكرت قبح أبى جهل .. فتذكر شهامة خالد..وإذا تذكرت نقائص أبى لهب فتذكر كمال عمر ....
قال : ولكن تاريخ العرب يحتاج إلى مراجعة شاملة .. في الغرب تجد لكل فترة رجالها وأحداثها وقضاياها... ولكن ماذا في تاريخ العرب غير الدماء..؟
قلت لصديقي الجاهل : في تاريخ العرب فترات مجد كثيرة ولكننا ننسى .. تذكر أن خالد بن الوليد اكتسح جيوش الروم والفرس ، وأن عقبة ابن نافع وقف على حدود الاطلنطى .. وإن طارق بن زياد وصل إلى حدود فرنسا .. تذكر يا صديقي ابن رشد والغزالي .. وابن سينا والفارابي والبخاري والشافعي وابن حنبل وأبا حنيفة النعمان وابن خلدون وابن الهيثم.. تذكر صلاح الدين ..هذا النموذج الانسانى الرائع في الصبر والتسامح والقوة، ضع يا صديقي خالد بن الوليد بجوار كل قادة الغرب العسكريين ابتداء من نابليون وروميل ومونتجمرى ستجد أنه يزنهم جميعاً ..وأضف إلى هذا أنه سيف الله المسلول..
ضع يا صديقي ابن رشد والغزالي وابن خلدون أمام هيجل وماركس ..و" كانت" ستجد أنهم أكبر قدراً وأعظم أدواراً..ضع المتنبي والمعرى والجاحظ وحسان وابن أبى ربيعة والبحتري والعقاد وشوقي ومحمد عبده والافغانى وطه حسين والحكيم ونجيب محفوظ ..ستجد أن هؤلاء جميعاً ليسوا أقل من شكسبير وبودلير ودانتى وجيته وفيكتور هوجو وألبير كامى وسارتر وبيرون وشيلى..ضع يا صديقي فنون العمارة بكل أنواعها وطقوسها والفن والطب والفلسفة.. ستجد أن الثقافة العربية كانت أغنى وأعظم.. ولكن الزمان تغير.
قال صديقي: وما الذي تغير فينا ؟
قلت : تغيرت معادن البشر.. تراجع الإيمان .. وتكسرت الصلابة.. وغابت ظلال العدل.. وتقهقرت جيوش الحق، وسقطت الحدائق تحت نيران القهر.. وتاهت العصافير في ظلمات السجون ، وارتفعت قامات الأقزام وهوت قامات الأشجار..
يا صديقي أنا على يقين أننا أمة عظيمة وأننا صناع حضارة وأن الخير فينا إلى يوم القيامة.. ويوم يختفي أشباح السجون، وسراديب المعتقلات، ونعرف ما بين أيدينا من قدرات، سنعود مرة أخرى ونصبح خير أمة أخرجت للناس.
مأساتنا أننا لا نقرأ التاريخ، والشعوب التي لا تعرف تاريخها شعوب فقدت ذاكرتها ولا تستحق أن تعيش..
اقرأ يا صديقي تاريخ أمتك..


"من كتاب عمر من ورق"

17 التعليقـــــــــــــــات:

بنجاواتى يقول...

السلام عليكم

الموضوع رائع ويبعث على التفائل

وللاسف كثير منا يعتقد ما يعتقده هذا الجاهل بسبب الهزيمة النفسية التى نعيشها

واخيرا لى تعقيب اخير على القول:
وإذا طافت برأسك مؤامرات معاوية فلا تنس سماحة على. ..

فقد سكت العلماء الافاضل عن التحدث فى معاوية واعتقد أن هذا هو الاسلم للانسان المسلم

وتقبلى تحياتى

۩ Nour ۩ يقول...

وعليكم السلام..

بنجاواتى..

نعم الكثير منا يجهل ذلك نظراً لاحتلال كتب الدراسة عقولنا او تكاسلنا على القراءة فى الكتب عديدة الصفحات واعتمادنا على "التيك اواى" الوجبات الجاهزة ملخصات من يفتريها سناكيح من يدعو العلم"

السكوت لا يعنى عدم العلم ..وان كنت اتفق..

وعلى كل حال .. فذلك منقول بتصرف من كتاب عمر من ورق كما ذكرت "

اشكرك لتعليقك ولتواجدك ..دمت بخير ..

قلم رصاص يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيي حضرتك على هذا الموضوع الهادف

حقيقة الامر، الجهل هو أكبر التحديات التي تواجهها الامة .

وهو امل من الامال التي يتعلق بها الغرب عندنا .. بل ويتشدقون به لبث السم في العسل .

وانا يحضرني المثل القائل :

عدو عاقل خير من صديق جاهل


كنت اود ان استفيض في الحديث عن هذا الموضوع ، لكن نظرا لضيق وقتي هذه الايام ، حيث ادرس بدبلوم دراسات عليا بكلية الحقوق ..فدعواتكم لنا

لذلك للحديث بقية فيما بعد ان شاء الله

احيي حضرتك مرة تانية على البوست وعلى المدونة المتميزة بحق

في حفظ الله

قلم رصاص

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

المقال في المجمل رائع
افلاطون ظل يحلم بيوتوبيا بماركة غربية ولكن لم نرها إلا تحت راية الإسلام

أولئك أبائي فجئني مثلهم .. إذا جمعتنا يا أفلاطون المجامع

من في عدل وورع عمر بن الخطاب
ومن في دهاء وحكمة سيدنا معاوية
ومنا في حلم وبصيرة أبي بكر
ومن في علم وقوة علي
من في حنكة خالد
من بشاب مثل محمد الفاتح
من مثل يوسف بن تاشفين
من مثل عبد الرحمن الغافقي
من للبخاري وأحمد ومسلم وبن تيمية وأبي حنفية ومالك والليث بن سعد والفضيل بن عياض ووووو..

ولكن إلي متي سنظل نفخر بتاريخ ما عاد منه إلا قصص نروح بها عن أنفسنا بين فترة وأخري.

ولكن البشري لنا دائماً فإننا أمةٌ تمرض ولا تموت , تتواري ولا تنتهي , تهب ولكن سرعان ما يرتفع نجمها , وتشرق شمسها .

أختي الكريمة لي مأخذين
الأول :الكمال لله وحده
الثاني : معاوية رضي الله عنه ظُلم من العامة وأشباه المثقفين وأنا أنأي بك أن تحذي حذوهم وإن كان نقلاً.
كما تعلمين أن تاريخ الأمويين جمع أغلبه في الدولة العباسية , لذا فقد زيد فيه ما ليس فيه.
وجل القصص التي نالت من سيدنا معاوية واهية مجروحة.
ولمعاوية رضي الله عنه فضائل كثيرة وكان عهده مثال للعدل والسلام والرخاء.
تقبلي مروري وتعليقي بصدر رحب.
جزاكِ الله خيراً.

۩ Nour ۩ يقول...

دكتور ياسر..

اشكرك لتعليقك فى البداية ..

أليس من العيب فينا انه عندما نتسال عن ذلك التاريخ ان نجد علامات الجهل..
أليس من العيب أن ننتمى الى الاسلام ولم نعرف من هم المسلمون بحق..
فإن لم نحذوا حذوهم فلنتعلم منهم..
فما جعلت كتب التاريخ والسير والتراجم للبكاء على الاطلال. ولكن للمعرفة الحقة..
******

الكمال لله وحده ... والعصمة لمن اصطفاه..
****
لا انكر ان عندما بدات فى طرح ذلك البوست شغل ذهنى ذلك السطر بعينه, وكنت سأقوم بحذفه.. ولكن لم افعل..

وإن كان معاوية رضى الله عنه ظلم من العامة فأيضازيدت على سيرة علىّ رضى الله عنه وتم اضافه لها العديد ووصل البعض الى اضافه مكانة رفيعه له..

واعرف ما كان عليه عهد معاوية رضى الله عنه ...


***
اشكرك يا دكتور ياسر على التعليق والتعقيب ... جزاك الله خيراً
دمت بخير

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

أليس من العيب فينا انه عندما نتسال عن ذلك التاريخ ان نجد علامات الجهل..
أليس من العيب أن ننتمى الى الاسلام ولم نعرف من هم المسلمون بحق..
فإن لم نحذوا حذوهم فلنتعلم منهم..
فما جعلت كتب التاريخ والسير والتراجم للبكاء على الاطلال. ولكن للمعرفة الحقة..
---------
معك أختي الكريمة
ولكن ...
نحن نقع بين مطرقة الجهل بتاريخنا وتلك مصيبة
وسندان التعلق به والفخر به دون إضافة شىء لحاضرنا أو بناء مسقبلنا وتلك مصيبة أكبر

الأمر واقع كغيره بين إفراط وتفريط.
يجب أن ندرس التاريخ لكي نتعلم سنن الله في الكون , تلك السنن الثابتة علي مر العصور .

بل إن هناك أوامر إلهية ثابتة في التفكر وأخذ العظة منهم.
{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ } (137) سورة آل عمران
{قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (11) سورة الأنعام
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } (69) سورة النمل
{أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ} (21) سورة غافر

يجب أن نستلهم فقه النصر والتمكين من تلك الدولة الإسلامية الخالدة , لا أن نفخر بها ونركن إليها بينما حاضرنا محطم ومستقبلنا مظلم.

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

أما بخصوص معاوية وعلي
فكلاهما رضي الله عنه
وكلاهما سيدنا
وإن كنا نقر بأن سيدنا علي كان الأحق في النزاع.
وصديقيني السكوت أولي وأسلم
ولكن سكوت علي علم كما ذكرتِ أنفاً.

۩ Nour ۩ يقول...

اتفق معك يا دكتور ياسر..

ان نتعلم ولا نبكى.. وتلك مصيبتنا اليوم اننا نبكى،، وتظل تستغيث السنتنا من كثرت العويل والسردالذى لا طائل منه لا بالعلم ولا بالتعلم..
كالاطفال يبكون على دميتهم التى لن تعود الا اذا تعلموا أن يحافظوا عيلها ويبتعدوا عن كل ما يؤدى لدفنها مرة أخرى ..
***
ولكننا نحذوا فى اتجاه اصحاب القبور نظل نتصفح الوجوه من اجل البكاء والفخر بان هؤلاء يمتون بصلة لنا.. وماذا بعد تلك الاطلال ؟ فالجواب كماهو مرىء للعيان مجرد كلام انا ابن وسنظل ابناء ما لم نضم فى مصطلحات مفرداتنا التى تغافلنا عنها او اكرهنا على حذفها من قاموسنا...

واتفق معك كل الاتفاق ان نتعلم سنن الله فى الكون فتلك ثوابت.. وان نستلهم كل ما يغيير ذلك القادم والحاضر ..
****

نعم يا اخى ان نسكت ولكن على علم ..

اشكرك على الاهتمام والتعليق..
دمت بخير...

۩ Nour ۩ يقول...

ومن باب ...

فقد سكت العلماء الافاضل عن التحدث فى معاوية واعتقد أن هذا هو الاسلم للانسان المسلم...

السكوت لا يعنى عدم العلم ..

والخلاصة..السكوت أولي وأسلم
ولكن سكوت علي علم كما ذكرتِ أنفاً.

تم التعديل..

Ahmed يقول...

نحن قوما لا نقرأ للأسف
مصدر معرفتنا عن عمر بن عبد العزيز من مسلسل مثله نور الشريف
معرفتنا عن هارون الرشيد زي ماالتليفزيون بيقول أنه كان بيحب البهرجه والجواري
معرفتنا عن عظماء تاريخنا محصوره في أدوار تافهه اختزلت دورهم وطمست حقيقته

لما يكون التليفزيون هوا مصدر الثقافه الوحيد يبقى صديقك الجاهل هنقابل منه كتير

hasona يقول...

السلام عليكم

فعلا تاريخنا ملئ بالشخصيات الرائعة

وجهلنا بها وبسيرتها يجعلنا نتوه عن الدرب
وتختل المعادلة

كل عصر وجد فيه الايجابيات والسلبيات

وجود شخصيات عظيمة يتمثل فيها العدل والصدق والصراحة والامانة
والسير علي نهج رسول الله
أفرزت امة سادت العالم

رغم وجود الحاقدين

لكننا وقفنا علي زوبعة -لا نقرأ تاريخنا - واذا قرأنا نفقد التركيز وتتوه منا الخطي
قراءة للعلم بالشئ فقط

أ]ن ما نزرعه في أولادنا
وكيف نرسم لهم الخطي
علي خطي الحبيب ومن بعده أصحابه الكرام

تحياتي

صدى الصمت - عاشقة الورد - يقول...

الموضوع رائع ومن الواضح إن المدونة ستكون هادفة وجادة وراقية
أحييك عليها
وتقبلى مرورى

محمد يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نور

يعني اغيب عن المدونة شوية الاقي الكم الرهيب ده من التدوينات بسم الله ماشاء الله بتكتبي بسرعة الفيمتو كلمة ههههههههههههههههه بجد كتابات معبرة وجميلة والموضوعات اللي فاتت ايضا ذات رونق معبر ...... ربنا ييسرلك الحال ويذلل لك كل عسير ....... يمكن مفيش وقت للتحليل دلوقتي لأنه الكلمات فعلا تستحق الإشادة


وبالراحة علينا شوية حتي بوست كل يومين هههههههههههههه

خالص مودتي وصادق دعائي

assafo anaroze يقول...

يسعد صباحك
هذه الجمل لخصت كل شيء : مأساتنا أننا لا نقرأ التاريخ، والشعوب التي لا تعرف تاريخها شعوب فقدت ذاكرتها ولا تستحق أن تعيش..
اقرأ يا صديقي تاريخ أمتك..
مودتي

ebn roshd 777 يقول...

جميل جدا ان نحيي سيره عظمائنا
بعد ما تمكن الياس منا واصبحنا
مبهورين بكل ما هو غربي
ولكن ايضا لا يجب ان نبالغ في التفاؤل
ونواجه انفسنا اننا في اسوا حاله ممكن ان تمر بها امه
يا تري من هو مؤلف هذا الكتاب الجميل؟؟

عربي نيوز يقول...

السلام عليكم

الكثير من مشاكلنا تكمن في عدم فهمنا للامو جيداً
فلو تفقه شباب المسلمين في دينهم لناقشوا كبار الملحدين والمتذبذبين في الدين
تاريخ المسلمين تاريخ ناصع البياض لا يتجادل فيه اثنان ذوي عقل راجح
وبعض الخبايا هنا وهنالك لا تعكر صفو هذا التاريخ المسطر بالتضحيات..

بارك الله فيك اخت نور ، وجعلها الله في ميزان حسناتك
دمت بخير..

لا تنسوا اخوانكم في غـزة من دعائكم

||..بحــر الدموع..||

تامر علي يقول...

هذا الصديق ليس جاهلاً بقدر ما هو (قصير النظر) ... فالعالم كله في الفترة الحالية يتسائل عن تطبيق عملي واحد صحيح للنظرية الإسلامية فإن قلنا (كان) قالوا زمان غير الزمان ومكان غير المكان ...هذه هي المعضلة انفصالنا عن تاريخنا وعن واقعنا فأصبحنا نحيا في عالم لا ننتمي اليه

تحياتي :)