الاستقالة !!




ما كنت أعرف والرحيل يشدني .. أنى سأترك أحلامي وأقلامي ومكتبتي وكل من حولي !!

ما كنت أعرف أنى انسج مدناً من الأحلام تهشمت فوق رأسي فأفقدتني ذاكرتي الوهمية وأيقظتني على عالم الواقعية.. مدناً تعلوها الحجارة وتسكن الأسارير وجوه معمريها.. مدناً اتخذت منها أسراب الهموم أعشاشاً لها .. ورغم تتناقض الفصول لا تعلن الرحيل..فماذا أفعل في تلك المدن متحجرة الملامح.؟!.

إن اغتربت في ذاتي فهل ستتركني أحجارها دون أن تتراشقنى بنظراتها معلنه حاله من الهيجان على صمتي !!
فقد عشت منذ مولدي أطارد أحلامي ويطاردني هادموها ، كلما هربت يشقون إلىَّ طريق .. ولكن رغم الألم كان عزائي أن تشرق شموس الأمل لتعلن عن مولد حلم جديد .. كلما ضاقت بى السبل أعلنت حالة من الغليان تصهر صلابة مدن الأحزان ..
ولكن في تلك الأيام افتقد أشعة الشروق ولا أدرى لما المغيب ؟
فحاله الغليان أصهرتني ولم استطع انتظار موعد انطلاق البركان ...!!

فإن أخطاتي الطريق فأخبريني ... وان عاد شروقكِ غروب فلما تطلبين منى الانتظار..تباً لتلك السخافات وتباً لذلك الغليان...فاتركيني .. لا أريد ضوءكِ ولا أريد الانتظار ..فلا تطلبين منى البقاء فما عدت طفلك الصغير ..

فدعيني وشأني .. سأرحل .. وليكن غروبكِ كشروقكِ وليكن صيفكِ كربيعكِ وليكن حطامكِ من دمعكِ...
يكفيني منكِ تلك الأنهار ويكفيني منكِ ذلك الحطام ويكفيني منكِ الكلام المسكن للألم ..الذى بات لا يجدي.. أفلم تعلمي أنه أصبح جزء من دمى .. هيا أفيقي واخبريني عن كل ما تقولين أن هناك مدناً للأحلام وان طفلك الصغير من ضمن عباقرة ذلك الزمان وأضحكيني إلى حد البكاء بتلك الخرافات وقولي وقولي وأطربيني أيتها الكاذبة...
أتدرى لماذا لم انظم فيكِ سطور من قبل؟! لاننى أعلم أن السطور ترفض حرفكِ قبل سطركِ .. ورغم ذلك الغباء أسكنت حروفكِ وسطوركِ بل وغيرت معالم قاموسى لقاموسكِ.. وفى الأخير علمت أنى من طائفة الأغبياء.. نعم.. ولما الضحك يا سيدتي !!... أعترف بالغباء فقد يكون الغباء شرف حينما لا يجدي الذكاء ...فإنه سيورثني عقلاً يسكنه التفكير وعندما أفكر ستؤرقني الأفكار وفى الواقع لا مجال للتطبيق .. أعلمتى ؟ .. متى يكون الغباء شرف يا سيدتي ...

وفى الأخير ... تلك حالة تمرد على سطوركِ التي أدمنتنى إياها عندما تطرق أبوابي مدن الأحزان ... فدعيني فلا أريد شروق أملك ولا حر صيفك ... فتقبلي الاستقالة ولكنها موقعه بدمى ... فما عاد طفلك هنا !!




8 التعليقـــــــــــــــات:

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

رغم قوة اللغة وروعة الصور , ولكن يبقي الغموض يسيطر علي الفكرة ويخنقها.

خاصةً أنه مه التقدم في النص كان يجب أن تتضح الفكرة ولكن حدث العكس.

أحس وكأن جزئي الموضوع لا يمتان لبعضهما بصلة

ربما يحتاج لقراءة أكثر , ربما لضعفٍ في لا أدري.

لكن تبقي حالة من اليأس والإستسلام واضحة عبر السطور , والتي أرجو أن تكون مجرد حالة عابرة غير مستمرة.

بالمناسبة من كنتي توجين حديثك في الشطر الثاني
نفسك أم الدنيا أم مدن الأحزان أم الشمس وأشعتها ؟

hasona يقول...

السلام عليكم

جميلة جدا كلماتك

حروفها كالرصاص

بقوة الشلال ينحت في الحجارة

كلمات تمردت فانحدرت وانطلقت مدوية

assafo anaroze يقول...

نور
كلنا نبني لانفسنا قصورا من رمال الاحلام و من زيف خطابات من نتعايش و اياهم
الدنيا جميلة اذا عرفنا كيف نتعايش منها و كيف نستنشق رحيقها
لكن في الواقع كل ذلك زيف و ظلال
في الواقع لا يوجد سوى الاحزان و القليل من السعادة المزيفة
مودتي

ghorBty يقول...

السلام عليكم

ما شاء الله اسلوب جميل جدا ..

هكذا اكون مثلك غارقه في احلامي وعالمي الذي احب ان يرسم لي واجد فيه كل ما اتمناه ويرنو اليه قلبي ولكن لحظه الاصطدام بالواقع يصيبني بالحزن الشديد واظل اسأل نفسي اهذا عيب فيني .. ام في الواقع نفسه الواقع الذي قلت عنه ( مدناً تعلوها الحجارة وتسكن الأسارير وجوه معمريها.. مدناً اتخذت منها أسراب الهموم أعشاشاً لها .. ) وصدقت

هل تظني ان معني ذلك ان نترك الاحلام ؟؟ ونرحل عنها ... لان الواقع لن يتركنا نحلم ..

المقاله بها الكثير من النقاط وتحتاج الي القرءاه اكثر من مره

تحياتي لقلمك

د/عرفه يقول...

فعلا لغة جميلة واسلوب اجمل
ما شاء الله

تامر علي يقول...

الإغراق في (الرثاء للنفس) يقود إلى التشاؤم أحياناً لذلك أفضل أن تكون (استقالة) قريبة تمنحنا فرصاً أقوى وأنجح من (استقالة) بعيدة لا نملك بعدها إلا المزيد من الرثاء للنفس

تحياتي وتقديري

۩ Nour ۩ يقول...

الفكرة فى عموما يا دكتور ياسر.. هى محاولة استقاله من كل الامال الواهيه التى تبث اليك من خلال اشعه ايا كان مصدرها ولكن سريعا ما تنكمش من فوق راسك لتعلن لك عن زيفها ..
فقد يعيش البعض على تلك الاوهام ويبدأ فى بناء بيوت من الرمال ولكن عند الافاقه على الواقع فالاكيد لا مكان لتلك البيوت التى ملاطها حالات الشروق المزيفة...


التوجيه فى عمومه لكل ما يبث من اشاعات مزيفة بغض النظر عن مصدرها..

ومعذرة للغموض فبعض الاوقات كما ذكرت فى التاج اجد سطور تخرج تحوى غموض ..

واشكرك يا دكتور ياسر على تعليقك..
دمت بخير ..

۩ Nour ۩ يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

غربتى..

الفارق اننا نتخد من تلك الاحلام التى اساسها زخارف من حولنا لا نفسنا التى ربما نعلم بخطاها.. مدن ونبدا فى القاء الادوار والاستمتاع بعلو الادوار..
ولكن ما ان تغيب تلك الكمات المزيفه فلابد من الانهيار ذلك البناء لان ملاطه اشعه مزيفه وهل يعقل ذلك ؟
***

اذا لم توجد احلام فاين نذهب بتخيلاتنا بعالم افضل ومستقبل مختلف والحلم بالخيريه فى كل شىء ..
ولكن يبقى التحقق من الزيف ذلك الذى يجب ان نضعه تحت عدساتنا لتدقيها قبل ان نمررها الى عقولنا لاستيعابها والبناء عليها حتى لا تنهار تلك الاحلام ..
اشكرك لتعليقك ولسطورك ..
دمتِ بخير