الكلمة.. كيف تباع ؟!





قالت: لم تعد للكلمة مكان فى زماننا , لقد تراجعت سطوتها , وانطفأ بريقها .. كل شىء فى الحياة الآن تحسمة القوة ويسقط أمام جبروت العلم .. فالناس يخشون القوة ويستكينون أمام إغراءات العلم . الإنسان يخاف من القنبلة .. ويتوه أمام سحر الفيديو والكمبيوتر . إنه يشعر بضألته أمام جندى يحمل مسدساً ويقف مذهولاً فاقد الوعى أمام سفينة الفضاء التى تخترق السماء فى رحلة للقمر.
أما الكلمات فلم تعد تغرى أحداً ..قد نرددها كثيراً فى أشعارنا ولكنها لا تحسم شيئاً.

قلت: حينما تختل الاشياء فليس معنى ذلك غياب الحقيقة . فإذا حملنا شخصاً , وألقينا به فى غرفة مظلمة , وقلنا له إن الشمس غابت ولن تعود , فليس معنى هذا أن الناس خارج غرفته لا يرون الشمس ولا يستمتعون بالنهار .
وفى دول العالم النائم – أقصد الثالث- نسى الناس ان هناك شيئاً اسمة الحرية ..وليس معنى أن الحرية غابت عن الدنيا كلها . فمازال فى العالم أصوات ترفض , وشعوب تثور , وحكومات تحترم إرادة الانسان !!
فإذا كان من صفات الجلاد أن يسجن أو يقتل , فمن حق الانسان أن يحلم وأن يرفع صوتة ..فقد يكون هذا الصوت أقوى من كل أسلحة الجلاد ..والصوت هو الكلمة .. والكلمة هى الانسان !
إن العلم يسحرنا .. والقوة تقهرنا .. ولكن الكلمة الشريفة تحررنا .. وسوف تبقى دائماً أوسع الطرق إلى الخلاص.

قالت : ولكن ماذا تفعل الكلمة أمام طاغوت القوة ؟

قلت : الكلمة حركة بطيئة ولكنها مضمونة فقد تأخذ منا عمراً طويلاً , ولكننا سوف نصل على أجنحتها يوماً ولو تأخر هذا اليوم وإذا لم نصل نحن فسوف تصل أجيال أخرى ستجىء بعدنا.
إن الكلمة تذكرنى بخيوط الحرير التى ننسجها فى سنوات طويلة من العمر وبقدر العمر الذى تأخذه بقدر ما يكون لها من قيمة . إن القوة تغير الاشياء فى لحظة .. ولكنها تبقى بعض الوقت ولا تبقى كل الوقت . والكلمة باقية .والقوة إلى زوال !
إن عضلات الإنسان أسرع رحيلاً ولكن عقلة أطول الاشياء عمراً وحينما يتوقف العقل يموت الانسان .والانسان يخشى القوة ولكنه يحترم الكلمة ..وما أبعد المسافة بين الخوف والاحترام. والانسان يكره الجبروت ويحل الارادة.. والكلمة تصنع الاراده ولكن القوة لا تصنع الارادة فى كل الاحيان وخاصة إذا كانت إرادة غاشمة وغبية .
والارادة أقوى من القوة لانها تسبقها ولانها أطول عمراً والسجان يملك أن يقطع رأسى ولكنه لا يستطيع أن يغتال كلماتى فى أعماق الناس .

قالت : ولكنى أقرأ الآن كلمات أشعر معها بالغثيان .. فهى لا تضيف شيئاً بل تمتهن عقل الانسان.

قلت : الحياة سوق للبيع والشراء .
يوجد فيها التاجر الشريف الذى يخشى الله .
والتاجر اللص الذى يستبيح أموال الناس .
وتوجد السلعة الجيدة ..والسلعة الرديئة.
ويوجد فيها الصادق و المزيف .. والنظيف والردىء.
ولن تتساوى الاشياء فى قيمتها ..وإن أختلت كل الموازين..
لن تتساوى كلمات يضعها الإنسان وساماً على صدره , مع كلمات يضعها الإنسان تحت حذائه.
لن تتساوى كلمات تسكن القلوب .. وأخرى تسكن سلة المهملات .
لن تتساوى كلمات تضىء كالنهار .. مع كلمات تطفىء كل الانوار .
لن تتساوى كلمات تعلم الناس الفضيلة .. وأخرى تفتح أمامهم كل أبواب الرذيلة .
لن تتساوى أبداً يا سيدتى كلمات تقال على المنابر وأخرى مكانها الاوكار والحانات .

قالت : مازلت تؤمن بالكلمة ؟

قلت : إنها عمرى ولن أعيش بعدها يوماً .


تدوين على الهامش




قيل : أفضل ما تمنحه لعدوك هو العفو، ولمنافسك الاحتمال ولصديقك قلبك ، ولطفلك قدوة حسنة، ولوالدك الطاعة، ولوالدتك سلوك يجعلها تفخر بك ، ولنفسك الاحترام، ولجميع البشر المحبة .الكمال في الحياة هو هدف لا يمكن تحقيقه.. فكن أفضل ما تستطيع ، وهذا يكفي .


قال الفيلسوف الامريكي ايمرسون " إن النجاح عصفور صغير يقبع في عش بعيد مرتفع ومحاط بالاسوار وكلنا يريد هذا العصفور، لكن من الذي يصل اليه؟! البعض يقف امام الاسوار في انتظار ان يطير العصفور فيقع بين يديه، وقد يطول به الانتظار فيصاب باليأس وينصرف، والبعض يدور حول الاسوار باحثا عن منفذ او طريق الى العصفور، ومن هذا البعض يصل الناجحون المتفائلون"





عقول الناس



العاقل يجاهد في طلب الحكمة .. والجاهل يظن أنه وجدها



وعين الحكمة أن يحفظ الإنسان نفسه ويعزها ، عز الرجل استغناؤه عن الناس ، وهذا يتطلب منك الجهد الكبير ، غير أن الثمرة أكبر ، على قدر الحاجة يكون التعب ، ولا تتخيل أن التعب للجسد ، فتعب العقل أكبر ، عظمة الإنسان في فكره لا في جسمه ، فمرن عقلك على التبحر في خيالات الكون وعوالم الدنا وخفاياها ، وافتح له على العالم نافذة وافتح للعالم في عقلك نافذةً يتعشق نور الكون مع شذرات عقلك ، عقلك كالمظلة لا يعمل إلا إذا انفتح ، وحرر عقلك على قرطاس فيكتب لك من الحرف مدينة ، ومن الكلمة عالم ، ومن الجملة كون ، ومن الكتاب عقل ، عندها تكون قد ملكت زمام العقل.


عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم .



أقوال صنعت كباراًوغيرت التاريخ

الفن .. والمجتمع !!







السينما متهمة بترويج الخطيئة




قيل " ذكاؤنا الواعي تغيب عن الحقيقة لكن إرادتنا الوضيعة هي التي تغلبنا في كثير من الأحيان وتميل بنا حيث يمل هوى النفس "

في ظل العالم المنفتح الأبواب والتيارات الهوائية العنيفة المحملة بالعديد من الجراثيم الأشد فتكاً على المدى الطويل !! وما لازمها من رزاز مستورد وأناس مستنسخين يدورون كالآلات ولا مانع من الخيط لممارسة لعبة العرائس وتجمع الخيوط في أيدي النخبة !!
فأكثر ما نعانيه في ذلك العصر هو تزاوج المال بالجهل لينتج لنا التخلف الذي اجتاج المجتمعات التي تم تقسيمها إلى دول نائمة عفواً دول نامية وأيضاً متخلفة والعديد من التقسيمات التي تجبرك على النظر إلى تلك الشعوب بالدونية ومحاصرتها في قفص الحيوانات إلى أن يرتقوا ويتخلوا عن ذلك التخلف ويرتقوا بأخلاقهم ويتم السيطرة على عقولهم وزرع أرضهم ليتم نضح أفكارهم كما يحلو وعندما تبدأ الثمار في الظهور نجد الحال غير الحال!!
قيم هدمت .. أمراض استشرت والتهمت الأجساد بأكملها وأصبحت هياكل فقط .. تخبط شديد بين ما هو كائن وما كان وغيره ..
ومن أكثر الأمراض انتشاراً واشد فتكاً من النار بالهشيم .. ذلك الجهاز الصغير الذي هو في حد ذاته صناعة حتى من يقومون عليه هم صناع... السينما .. أصبحت السينما نبته خبيثة .. زرعت في المجتمعات التي يدعونها بالتخلف لمزيد من الوعي ولكن للأسف العكس هو الأصح .


هل نقلت الشاشة الفضية واقع المجتمع أم شوهته ؟!




أصبحت السينما من أكبر الصناعات ،حيث تبث لنا قيم شيطانية وعلاقات مشبوهة بالاضافة إلى أنواع المخدرات المادية والمعنوية .. وأصبح نجوم الفن هم الصفوة والأجدر بالتقليد !!
وأصبح المشاهير طواغيت ويتم تقليدهم فى النفس والهمس واللبس ويا حبذا إذا كان هناك تشابه !!
وبالنظر إلى السينما وما يعرض .. قد يقول البعض أنها مرآة الواقع .. فالسؤال أى نوع من الواقع، الواقع الكائن ام المروج له ؟
قيل "فإن المتتبع لتاريخ السينما المصرية منذ بداياتها في عشرينيات القرن الماضي يجد أنها بدأت أولا تحت مسمى الأخلاق وتمثيل المجتمع وعيوبه ، ثم بدأ الهدف الأساسي من جلب السينما للمجتمع المصري وهى في بداية ظهورها في العالم أي في نفس وقت ظهورها في إنجلترا وأمريكا وفرنسا بدأت في مصر بممثلين من أصول غير مصرية يقبلون التعري والرقص واحتساء الخمر وبدأ دس السم لتدمير المجتمع المصري المتدين المحافظ وذلك بتشجيع السفور بالسخرية من الملابس التقليدية والحض على تقليد الخواجات بدعوى التحضر والتفرنج تلاها السخرية من علماء الدين ومشايخ الأزهر وتصويرهم بأشكال مضحكة وفصول مزرية على إنها كوميدية ولكنها في الحقيقة كانت صاحبة الفضل في خلع المصريات لملابسهن التقليدية وانتشار السفور والتعلق بالموضة ومحاكاة الغرب وكما فعل أتتاتورك في التركيات فعلت السينما بالمصريات وبالمشايخ الذين استبدلوا أيضا ملابس الأزهر التقليدية بالملابس العصرية، وعلى طريق تدمير المجتمع المصري بدءا بقبول العرى وانتشار الرقص والخمور ودس الأفكار الغريبة على المجتمع وإقناعه بقبولها والزواج براقصات الملاهي الليلية ونشر الرذيلة بين الشباب والدعوى إلى حرية الاختلاط وتسليط الضوء على المشاعر و التمرد على الأسرة ورفض الزواج التقليدي والتشجيع على الطلاق ورفض البنت الزواج حتى الحصول على مؤهل جامعي وتشجيعها على العمل وأفضليته على البيت ورعاية الأولاد .."


وفي الحقبة الحالية و المعاصرة نجد نوعية الأفلام كالتالي أفلاما تعالج قضايا و ظواهر اجتماعية و مشاكل غير موجودة في وطننا العربي في الحين الذي تغفل فيه مشاكل هي موجودة حقاً في مجتمعاتنا مما يؤدي إلى مفعول عكسي أي نشر تلك المشاكل الغريبة عنا و المعروضة .. والنوع الثاني هو تقليد أعمى للحقبة السابقة

والنوع الثالث .. أفلام تنشر الرذيلة حيث تظهر مشاهد العري و إقامة علاقات غير شرعية و شرب الخمر كأمر ثانوي اعتيادي و كثيراً ما يتكرر مشهد " شاب هائم في الطريق مع زجاجة خمر ويشرب و يصرخ أو مشهد أخر يتعاطى المخدرات و غيره ." و الخطير في الأمر هو ابعد من موضوع التطبيع لتلك الأمور و الذي يصل إلى حد التشجيع عليها فتظهر على أنها (حاجة روشه ) أو أنها من شيم الأغنياء و كبار القوم. و من طبيعة النفس البشرية التقليد الأعمى دون تفكير بالعواقب
و النوع الرابع نجده في الأفلام السطحية و التي تظهر غاية الربحية المادية للمنتج بشكل جلي منها فالذي يحب أفلام الحركة و الإثارة نعطيه إياها بدلا من إن يستوردها من أمريكا و لنا الأفضلية بسبب تماثل اللغة و هذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان الإعلام العربي يتأثر بالمشاهدين في الحين انه من المفترض أن يكون مؤثرا ايجابيا و ليس متأثرا
و أما النوع الخامس .. أفلام اللعب على المشاعر و الذي بالإضافة إلى انه يبغي الربحية من وراء بيع الأحاسيس للناس و الهدف الاسمي منه هو لاشيء البتة هو يستثير حواسهم و مشاعرهم و أحلامهم و أكثر ما يستثار في تلك الأقلام بالإضافة إلى الشهوة البشرية هو حاسة الأمومة و الأبوة و العاطفة و القومية و الدين و المال و الغنى و الجاه و الأمانة الاجتماعية و الشعبية لكن هذه الاستثارة كما أسلفنا هي من دون هدف معين إنما لمجرد الاستثارة



السينما لها دور كبير في تفشي العلاقات غير المشروعة بين الشباب





هذا ما قاله الناقد السينمائي "محمد ممدوح" في تعليقه عن السينما وعلاقاتها بخطايا الشباب، مؤكدا أنها تناولت علاقات ما قبل الزواج على أنها شيء روتيني، ذاكرا أفلام الفترة الحديثة..ويشير إلى أن السينما المصرية تحاول خصوصا في الفترة الحالية أن تؤكد العلاقات غير الكاملة وأن الرجل الشرقي عليه أن يتخلى عن شرقيته ومرجعيته الدينية والأخلاقية ..مضيفا أن أفلام خالد يوسف تسير في هذا الاتجاه حيث يعتبر نفسه هو ومن يسير على نهجه قوى ضد بعض الأفكار الإسلامية التي يعتبرونها رجعية ومحافظة.

ويوضح محمد ممدوح أن العلاقات غير المشروعة ليست بجديدة على السينما المصرية بل هي موجودة منذ القدم فنجد أن البطل في الأفلام القديمة يرتبط عاطفيا براقصة أو بفتاة تعمل في نواد ليلية، ولكن عقدة الفيلم تكون في كيفية إقناع الأهل والمجتمع بأن يبارك علاقة من هذا النوع، عكس أفلام الفترة الحالية التي تتعامل مع هذه العلاقات على أنها علاقات مسلّم بها، بل تتناول المشاكل العاطفية والنفسية لهذه العلاقات وتحاول حلها.

ويؤكد أن العمل الفني بطبعه عمل متحيز لذلك لا تنقل السينما الواقع بشكل كامل بل تحمل وجهة نظر صانعها وتحيزاته الفكرية والسياسية، وهذا ما حدث عندما رصدت السينما علاقات موجودة في شريحة ضيقة جدا في المجتمع لها خصائص اجتماعية معينة، مضيفا أن هذه الأنماط من العلاقات أشبة للنموذج الأمريكي والغربي.

ويضيف محمد ممدوح أن هناك أنماطا أخرى من العلاقات السوية في المجتمع لها مشاكلها التي تعاني منها فئة كبيرة من الشباب ويمكن للسينما المصرية رصدها ومحاولة إيجاد حلول لها بدلا من التركيز على الأنماط الأخرى المستوردة كالتي رأيناها في الأفلام . "

وادي ذلك السيل المنهمر إلى إفرازات غريبة .. وتحول المجتمع إلى جهاز استقبال بعدما تم السيطرة على العقول وتنويمها مغناطيسا بكل جديد وبمرور الوقت يزداد المخدر وأيضاً يتم إنبات قيم خبيثة واقتلاع غيرها رشيدة ..
وأصبحت السينما بافلامها ومسلسلاتها ونجومها وبالاضافة لاصوتها " الغناء " أكبر جهاز يتم إغداق أموال طائلة عليه
فى حين إن المجتمع ليس بحاجة إلى السينما وإنما إلى ما ينفق عليها ليتم الاعمار بدل من ذلك التخريب المتعمد وتلك الثقاقات والفن الواهى .. وإنه لمن العجيب ان تجد ميزانة طائلة يتم اعداد العدة لها ليتم تفريغها فى شهر واحد فأين العقول !! ومن المستفيد ..

حتى إن مجلة صباح اليسارية المصرية تذمرت من السيطرة الأجنبية على السينما المصرية، وغرسها لأفكار وأخلاق معينة فكتبت في افتتاحيتها:«لقد كنا إلى آخر لحظة نحسن الظن أو نحاول أن نحسن الظن بجماعة الأجانب الذين يحترفون السينما في مصر...وطالما أغمضنا أعيننا عن كثير من الجرائم التي يرتكبونها ويعتدون فيها على كرامة المصري ....أهملوا اللغة العربية وهي لغة السواد الأعظم من أبناء البلاد...»وذلك ما يحدث بالفعل وادي إلى انتشار مفردات جديدة ولغة جديدة " روشنه "
وفي حقبة الأربعينات الميلادية شن أحد النقاد اليساريين حملة قوية على وضع السينما ومضامينها، وكتب المقالات المنتقدة لها، وسماها (سينما المخدرات) لما فيها من مضامين الفساد.. وهاجم نظرية (الفن للفن) التي يرددها الآن بعض بني قومنا المتحمسين للإفساد في بلادنا باسم الانفتاح والإصلاح.
وإنما هي مزرعة لاستنبات الأفكار الغربية المنحرفة في البيئة الشرقية المسلمة، لقد درس ناقد فرنسي إنتاج السينما العربية، وحلل واقعها خلال خمسة عشر عاما ليثبت بعد ذلك السطو الإمبريالي الرأسمالي عليها ويؤكد في دراسته استئثار شركات الإنتاج والتوزيع الأمريكية بها.
ويلخص هذا المعنى أحد أشهر النقاد السينمائيين العرب فيقول:«كانت الأفلام الواردة من خارج الوطن العربي والعالم الإسلامي والأفلام المصنوعة داخل الوطن العربي والعالم الإسلامي تتقاسم قتل المشاهد فكريا وأخلاقيا بصورة تبعث على الدهشة، وكأنما كان هناك نوع من التلذذ بعملية هذا القتل البطيء والمستمر دونما هوادة..» ثم يذكر أن أي دراسة سيكولوجية لتأثير ما أنتجته السينما تُظْهِر بجلاء أنها لعبت دورا كبيرا في تخريب الكثير من القيم الإنسانية، وفي تشويه العقل العربي الخام، ودفعه في اتجاه البحث عن قيم غربية بعيدة عن تقاليده وقيمه.



تأثير السينما على المجتمع




فتك السينما بالأخلاق عظيم، وصياغتها للعقول والأفكار لا ينكره إلا مكابر، وقد كان الزعيم الشيوعي لينين يخاف من تأثير السينما الليبرالية على الشعوب الشيوعية، ويخشى أن تتحول عن الاشتراكية بسببها، وكان يقول:«تسيطر على الفن السينمائي حتى هذه الساعة أيدي تجارية قذرة، وتقدم للمشاهدين أفلاما سيئة أكثر مما هي مفيدة، ففي الكثير من الأحيان يُفْسِد الفن السينمائي المشاهدين بأفلام سيئة المضمون». وهذا ما دعا كاتبا روسيا مرموقا أن يؤلف كتابه: الفن السنيمائي وصراع الأفكار.
إن تأثير السينما على المعتقدات والأخلاق، وصياغتها للعقول والسلوك والأفكار لا ينفيه صانعوها والمروجون لها والمالكون لأكبر إنتاجها، بل يثبتون ذلك، وكذب من زعم من بني قومنا أنها لمجرد الترفيه والتسلية، وأن من يحاربونها يَتهمون غيرهم على غير هدى، فهذا المخترع المشهور توماس أديسون وهو ممن طوروا آليات السينما يقول: «من يسيطر على السينما يسيطر على أقوى وسيلة للتأثير في الشعب..»
ويقول أحد المؤرخين للفنون الأمريكية:«إن السينما سواء أحببنا أم لم نحب هي القوة التي تصوغ أكثر من أي قوة أخرى الآراء والأذواق واللغة والزى والسلوك بل حتى المظهر البدني ...» حتى قيل: السينما أفيون الشعوب، ويقول مفكر أمريكي آخر: «ليست وظيفة السينما أن تزودنا بمعرفةٍ للعالم فحسب وإنما تخلق أيضا القيم التي نعيش بها»
وأما دعوة البعض بإنشاء سينما نظيفة فهي أحلام مخادعة لا رصيد لها من الواقع؛ لأن عماد السينما على الإثارة، والإثارة لا تتأتى إلا بتحطيم القيود الدينية والأخلاقية، يقول أحد كبار المخرجين الألمان:« يحرك الجمهور دافعان: الجنس والعنف، أصبحنا جميعا بهذا المعنى كمتعاطي المخدرات نتحرك عندما يحركوننا، عندما يجذبوننا أو يبعدوننا، ولا يوجد لدينا انسجام مع ذواتنا».
وأما ادعاء البعض بوضع شروط وضوابط لها فهي أضحوكة يلهي بها المفسدون أهلَ الغفلة من الناس، فمن خرقوا دساتير الدول وأنظمتها الإعلامية هل يتقيدون بشروط وضوابط لن تكون إلا حبرا على ورق، وقبل ستين سنة من الآن صدر في مصر قانونٌ للسينما ينص على: مراعاة احترام الأديان وعدم التعرض للعقائد...ولا يسمح بمناظر الحركات المخلة بالآداب بما فيها الرقص الخليع المغري.
وحال الأفلام المصرية التي صدرت بعد هذا القانون خلال ستين سنة ليس يخفى على من شاهدوها في قذارتها وانحرافها وسخريتها بالدين وأهله.
إن السينما إنْ كان المقصود بها نشر الفساد والانحلال في هذه البلاد فهي خطوة من خطوات المفسدين كيف يرضاها العقلاء والمصلحون؟!
إن من الطبيعة التي ألفناها منهم أنهم يعرضون فسادهم خطوة خطوة، ولن يتوقفوا وإنما سيطالبون بتوطين السينما كما حصل في مصر في بدايات القرن الماضي، وتوطينُها يستلزم تخريج جيش من أبناء البلد وبناته ليكونوا ممثلين ومخرجين ومنتجين ومصورين وغير ذلك، وهذا الجيش لا يمكن تخريجه إلا بإنشاء أكاديميات ومعاهد متخصصة في السينما، وبعثات طلابية للجنسين تدرس السينما في الخارج، ثم ستكون الحاجة ملحة لإنشاء مدن سينمائية، واستوديوهات للتصوير وغير ذلك مما يكلف أموالا طائلة في سبيل الشيطان، والسلسلة لن تنتهي.
وإن كان المقصود بها مجرد التسلية والترفيه -كما يزعم الزاعمون- فهلاَّ أنفقوا أموالها الطائلة على مشروعات التنمية التي توفر ما يحتاجه الناس من ضرورات وحاجات بدل إغراقهم في الترفيه المحرم!!
وان الحديث لا يقتصر على السينما فحسب بل يمتد إلى تلك الأصوات التي تتعالى كل يوم ويتم تمهيد الطريق لها والإنفاق على نشازها وجمال والوجوه والأجساد من اجل لفت الأنظار .. وإقامة الحفلات الصاخبة لهم .. وكان اثر كل ذلك أن انقلب المجتمع رأساً على عقب وأصبحت القلوب تهفو إلى هؤلاء النجوم والعيون تسعد برؤيتهم بغض النظر عن العرى .. وما يقومون به من دغدغة المشاعر والرقص على أوتار القلوب .. وجلب الفتن إلى المجتمع وتدمير الحياة الأسرية لأنهم اقتحموا على الناس بيوتهم، ثم لما حدثت ثورة الاتصالات في البث الفضائي والشبكة العنكبوتية صار النظر إلى النساء والرجال وهم بأبهى حلة أمرا مألوفا عند أكثر الناس. والتطلع إلى محاسن كل من تشرق به تلك الصور المتحركة ليتم المقارنة !!
وإن كانت الصور المتحركة والأصوات المسموعة لها دور في إفساد الأخلاق وتشويه المجتمع فإن
دورها لا يقتصر على الفساد والإفساد وإنما تغيب العقول.



ما هي الطريقة الأجدى والأكثر فعالية للسيطرة ؟




التحكم بالعقل .
هم لا يريدون شعباً من مواطنين قادرين على التفكير بشكل ناقد !
هم لا يريدون أناس دوى معرفة متعلمين وقادرين على التفكير بشكل ناقد !
هم لا يريدون ذلك .. ذلك ضد مصلحتهم ..هم لا يريدون أناس أذكياء بحيث يكتشفوا كيف يتم خداعهم !!
ولكن يريدون كما قال جورج كارلين عام 1991هم يريدون عمال مطبعين .. أناس على درجة بسيطة من الذكاء بحيث يتمكنون من إدارة الآلات وإنهاء الأعمال المكتبية !! وعلى درجة من الغباء بحيث يقبلون تلقائياً كل تلك الوظائف ذات الأجور البسيطة والأجور الزهيدة ..
وقيل أيضاً عن السينما وذلك الجهاز المكعب !!







والسلسلة لن تنتهي .. فالبذرة انبتت الكثير واحتلت الارض .. وتم احتلال العقول وتم السيطره على العيون .. وإضافة كل يوم نكهة جدية لمزيد من التنويم ..فالقضية كانت فى البداية دفاع عن اخلاق وأصبحت الآن قضيه لهدم الاخلاق وانتشار السفور والسيطرة على العقول وهدم اركان الاسرة ووضع مفاهيم جديدة لاختيار الطرف الاخر من خلال المقارنة بين نجوم المجتمع إلى أخر السلسة !!

قيل " فأعظم أشكال السيطرة هى عندما تظنون أنكم أحرار ، بينما أنتم فى واقع الامر وبشكل أساسى قد تم التلاعب بكم وإملائكم !!
إن الذى يعانى منه الجنس البشرى هو التنويم المغناطيسى الجماهيرى ! وقد تم تنويمنا مغناطيسياً من قِبّل اناس !!
فالمنوم المغناطيسى الاقوى على كوكب الارض هو عبارة عن علبه مكعبة فى زاوية الغرفة ! أنها تخبرنا بشكل مستمر ما الذى يجب علينا تصديقه على أنه حقيقى !
إن الخطر الاكبر الآن هو العقل الحر المفكر !! والاسلحة التى يتم استخدامها لتدمير ذلك موجودة بين جدران منازلنا تقوم بتسليتنا وأطفالنا وتلقيننا والتأثير علينا تدريجياً دون الانتباه لذلك !!

بيوت من نسيج العنكبوت




أصبحت بيوتنا خاوية مثل بيت العنكبوت بيت ولكنه من اوهن البيوت ، بيوت كارتونية يؤدى كل فرد فيها دوره المرسوم له كأنه مثل الدمية التي يحركها صاحبها ليُضحك بها الأطفال.الآن نفتقد الأسرة التي هي الخلية الأولى في المجتمع ولبنته الأولى الأسرة التي هي محضن الرجال.فأصبحت الأسرة في يومنا هذا كالمسخ أسرة جسداً بلا روح ولا قلب، وبالتالى لا نشعر بدفء الأسرة, بعدما أصبح دور الأب كالبنك "التمويل فقط" وافتقارنا لدور الأم التي هي نصف المجتمع والتي تأتى بالنصف الأخر فمن يوم أن ضاعت نساؤنا ضاعت الأسرة وانطفئت أنوارها ولن نرى نور الأسرة يعود من جديد إلا بعودة نساء حقاََ نساء يحملن بناء بيت في أعناقهن ويعلمن علم اليقين بأهمية الأسرة التي هي جسد المجتمع. تقول باحثة البادية: إنما المرأة كالمرآة بها كل ما تنظره منك ولك .. فهي شيطان إذا أفسدتها وإذا أصلحتها فهي ملك ، فمن أين يصبح الجسد معافى قويآ وحامل هذا الجسد مريضا ؟؟ فما السر في ضياع نساءنا وأمهات المستقبل ، هل هو التقليد الأعمى ، والخضوع للموضة، والفن الهابط بدون أدنى تفكير، أم إفرازات زمن العلمانية والعولمة الذي نعيش فيه ، أم صرخات الحرية المزيفة ، أم غياب الضمير الداخلي بالإضافة للضغوط التي تفرض بمرور الزمن ،أم حالات التمرد ومحاولات التحرربحلم بناء الذات أم ....أم...؟؟؟؟؟؟‏
"(تقول ملك حفني ناصف "إننا لو سلمنا بما يقترح علينا من ضرورة تقليد الغربيين في أمور معاشنا ولباسنا بما قد لا يوافق روح الشرق فإننا نندمج فيهم ونفقد قوميتنا بمرور الزمن وهذا هو ناموس الكون إذ يفنى الضعيف في القوى وإنه لمن العار أن نهمل هذا الأمر يجرى مجراه)"
فالإنسان الفرد ابن زمانه ومكانه‏, ‏ وثقافة عالمه‏, ‏ وهو عالم كافر بكل أنماط الشرعية‏, ‏ عالم يعبد القوة المادية‏, ‏ وكل مظاهر اللذة الحسية‏, ‏ عالم الغرائز المتوحشة عالم كالأدغال المظلمة تقف فيها لا تعلم من أين يأتيك الخطر وأنت منتظر مكتوف اليدين مرتعد الفرائس تتمنا لو أن معك من تفتدى به وتنجى نفسك... فأيـن الأســــرة إذا من ذلك العالم ؟اْجهضت الأسرة عندما ظهرت الأنانية والمصلحة الفردية وضاعت المسئولية وعدم القدرة على تحمل الالتزامات من كلا الطرفين وأصبح الطلاق أسهل كلمه في قاموس حياتنا وحذفنا منه المودة والرحمة.فعندما نقرا ما يحدث من مشاكل أسرية نجد خيانات لأزواج وزوجات وسوء معامله تؤدى لطريق الهلاك ومع كل هذا الظلام تجد أسرة مضيئة ولكنها فتحت الأبواب لشياطين الإنس ليبدوا بالهدم أو تجد أسرة راح احد أطرافها ضحايا لسوء استخدام التقنية الحديثة، ومشاكل لا حصر لها..!وكلها تفضح عذابات النفس‏, ‏ وتفوح قهرا وارتداداً عن الفضائل‏, فقد ساءت الأقوال والأفعال‏, في أقدس وأهم علاقة إنسانية ألا وهي الزواج .وهذا سيدفع الأجيال القادمة إلى عتمه المجهول وقسوة العجز لافتقاد النموذج الذي يحيك عليه أسرته ليسير المجتمع على الدرب والمنوال المرسوم له .نحتاج رجال أباء لديهم قوامه قادرين على تحمل المسئولية والالتزامات (فمن لا يقدر أن يقدر يقوم بدور الأب, فلا حق له أن يتزوج ليصير أبآ)نحتاج رجال أباء بمعنى الكلمة رجال تُنبت نبته طاهرة كالشجرة الطبية تُصبح قدوه يحتذا بها وحسنة جاريه لهم بعد الممات.نحتاج نساء عفيفات نساء زوجات وأمهات بمعنى الكلمة قلباََ وقالباََ نحتاج من تحمل على كتفيها رقى أسرتها وتجعلها الأسرة المثالية في مجتمع يحتاج لأسرتها لتُيقظه من نومه العميق وتدب فيه روح الحياة من جديد ويصبح جسدا كل أعضائه تعمل بكل كفاءة، مجتمع اشتاق لقطرات مطر تسيل على أرضه التي تشققت من كثرة الجفاف لتعيد إليه حيويته ونهضته ‏, ‏ فالأمم التي بادت ماتت من الداخل بموت خليتها التي تبعث فيها الحياة.إن أحظر ما يحدث هو أن يتحول المجتمع إلي حالة خواء ‏فيكون السقوط والانكسار..‏ لأن الأسرة السعيدة المستقرة المتماسكة هي لبنة المجتمع القوي‏.


مقتطفات من كتاب





سنوات كثيرة عبرت .. كأننى في قطار وذهبت في لحظة نوم لا ادري كم طالت ولكنني اكتشفت بعد أن صحوت من غفوتي .. أن محطات كثيرة قد عبرت .. وأن كثيراً من رفاق الرحلة ذهبوا وأن القطار قطع مسافات طويلة .. وان السفر كان مرهقاً ومتعباً وثقيلاً ..


في رحلة القطار رأيت وجوهاً كثيرة أحببتها ووجوهاً أخرى كثيرة رفضتها .. لا أستطيع أن أقول أنني كرهت أحداً .. فأنا أرفض أن أكون صديقاً أو قريباً من احد لكنني لا أستطيع أن أكره .. لأنني أحتقر هذا الإحساس وأعتبره أكثر درجات الضعف البشرى.. وحتى هؤلاء الذين أساءوا إلىّ وألقوا الحجارة على رأسي كنت أتركهم لأنفسهم ليس عن ضعف ولكن عن ترفع ..في رحلة القطار حاولت أن أعيش كما أحب .. ونجحت في بعض الأحيان .. ولكنني لم أنجح في كل الأحيان .. ولكن أعتقد أن هناك أشياء كثيرة لم أفرط فيها .. فلم أدخل في مساومات على عمري وحياتي ولم أحاول العيش كما يريد لي الآخرون.. وفي رحلة القطار تعثرت قدماي .. ووجدت من يحاول أن يدفعني تحت عجلاته وكانت عناية الله أسبق .. ووجدت أيضاً من أخذ بيدي وأرشدني ولم يبخل علىّ بحكمته .. ووجدت قلوباً كثيرة أحبتني وهى لا تعرفني وقلوباً كثيرة أحتوتنى وأيضاً وجدت من ظلمني وهو لا يعرفني .. ولم أندم على شيء لاننى أؤمن عن يقين إن واجبنا أن نعمل ما نستطيع وألا نبخل بالجهد .. وعلى الله قصد السبيل.. ولم أنظر في يوم إلى ما في أيدي الآخرين .. لآن عندهم ما يميزهم وعندي ما يرضيني !!


****


هناك بعض الناس يظهرون علينا فى المواسم مثل بعض الحشرات والطيور ، فالناموس مثلاً يهجم علينا فى الصيف ، وبعض الطيور الانتهازية تهرب من الثلوج فى بلادها لتبحث عن الدفء فى أى مكان آخر ، فإذا طلعت الشمس بقيت ، وإن جاء الجليد هربت ، وهذه الطيور تتعامل بلغة المصالح التى تسود عالمنا الآن ، إنها تسافر حينما يأتى الصقيع ، ولا يهمها إلى أين تسافر ؟ ولا تعرف مع من تسافر ؟ وإلى أين تتجه ؟ إنها تذكرنى بالقطط الضالة التى تطوف الشوارع والبيوت ، ولا تشعر بقيمة أى مكان ، لأن الأشياء عندها تتساوى ، مثل هذه القطط تبحث عن بقايا الطعام سواء كانت هنا أم هناك ، تستطيع ان تنام فى أى جحر ، وأن تلقى نفسها فى أى صندوق قمامة . وهناك أنواع من االبشر تشبه القطط تماماً ، تراها فى كل مكان ، وتقبل عليك إذا احتاجت منك شيئاً ، وتهلل لك إذا كان لها طلب عندك ، وأنا لا أحترم هذه الانواع من الناس ، ولا أقترب منها أبداً



****



كلما قرأت لك أشعر إنك تضيع عمرك في أوراق لن تغير في وجه الحياة شيئاً..تزرع الأحلام في أرض جرداء خاصمتها الخضرة منذ زمان بعيد .. تحاول أن تعيد النبض إلى ضمائر ماتت وقلوب استكانت ونفوس أصابها العطب .. المعادلة يا سيدي ليست في صالحك على الإطلاق .. إنك لا تملك شيئاً غير هذه الأوراق فهل تتصور إنك بالكلام تعيد النبض لأشياء ماتت؟..إن الشمعة التي تحملها لن تضيء أكثر من يديك ..وهناك الآف الزوابع حولها وملايين العواصف التي تجتاح كل ما هو مضيء في هذه الحياة.. أنت يا سيدي تحرث في البحر !!
قلت : إذا كان المرء أمام خياران فلابد من أن يختار أحدهما .. وأنا لا أصلح أن أكون مهرجاً في السيرك ..ولا أستطيع أن أشارك كل يوم في مزاد .. ولا أتصور نفسي كذاباً في زفة .. وكل ما عندي بعض بذور الخير الصغيرة التي أغلقت عليها خزائن عمري وأحاول أن أزرع بعضاً منها في هذا المستنقع .. بعضها يصيبه العفن .. والبعض الآخر تدوسه الأقدام .. ومازلت أنظر لعل بذرة واحدة تقاوم رطوبة الأرض وفساد الجو وترتفع قامتها إلى السماء !!





****


لا تحزني يا صديقتي إذا صرنا أغراباً كالعصافير ، وغنينا وحدنا ولم يسمعنا أحد
قالت : ولكنني أشك في مثاليتك . هل هناك بشر يفكرون كما تفكر ، ويعيشون كما تعيش ؟
قلت : حينما تختل موازين الأشياء يصبح الجمال هو الاستثناء ، ويصير القبح القاعدة . فنقول فلان صادق وكأن الكذب هو القاعدة والصدق هو الاستثناء . فأنا لست مثالياً فكل إنسان يختار حياته ، هناك من يقبل على نفسه أن يلقى فى صناديق القمامة ، وهناك من يقبل أن يكون ذيلاً او حامل مبخرة ، او دجالاً فى السيرك .. وهناك أيضاً من يدفع عمره ولا يقبل أن يكون فى غير مكانه .. لقد اخترت أن أكون فى مكاني حتى ولو كان الثمن كبيراً
قالت : هل اخترت هذا ؟
قلت : تعلمت من الحياة أن البشر معادن .. لكل معدن ثمنه ولكل إنسان قيمته ، لن يتساوى الصفيح مع الذهب .. فنحن نصنع بالصفيح صناديق القمامة ونزين بالذهب صدور النساء ولن يتساوى الزجاج مع الماس رغم أن كليهما يحمل البريق .. فمهما زيفت مصانع الزجاج الألوان والأطياف ، فإن خبراء المجوهرات يعرفون المزيف من السليم، وكثير من الناس ما زالت لديهم البصيرة لأن يدركوا أقدار البشر.




****


تذكر .. أن لكل زمان مذاقاً خاصاً ..وان لكل عمر بهجة مميزه .. وأن الحياة تسرق منا العمر وتعطينا التجربة .. وأن التجربة تأخذ منا الجهد وتترك لنا الحكمة
وإذا أخذت منا الحياة القدرة منحتنا الطمأنينة فتحملنا دروب الشك إلى الإيمان وأمواج الحيرة إلى شواطئ اليقين !!



****


قالت : لماذا اختفى الرجل الفارس ؟
قلت : وما هى الفروسية فى رأيك ؟
قالت : الفروسية عندى الامان .. الفروسية هى الشموخ المتواضع .. والضعف القوى .. والقوة النبيلة .. رجلاً شامخاً يزينه التواضع .. وضعيفاً امام إنسانيته قوياً بالمنطق ..ضعيفاً أمام الحق .. قوة نبيلة ، لآن أسوا ما فى البشر القوة الغاشمة ، إنها لا تعرف الرحمة .. رجلاً يخافه الناس .. ويخاف هو من ضميره .. يرهب العالم بحكمته .. ويمتلك القلوب برحمته .. وتهفو إليه النفوس تعلقاً به .. وليس خوفاً منه.. هذه الانواع من البشر انتهى زمانها .. لقد مضى فعلاً زمن الفرسان
قلت : هذه النماذج التى تتحدثين عنها مازالت بيننا ولكنها بعيدة عن العيون .. إنها مثل اللآلىء الجميلة التى تسكن أعماق البحار وتحتاج إلى جهد كبير لكى نصل إليها .. هناك الرجل الذى يعطى عمره بلا مقابل من أجل قضية .. وحياته بلا ثمن من أجل من يحب .. هناك الرجل الذى لا يغير مواقفه كل يوم ولا يبدل وجهه عشرات المرات لانه يحترم شيئاً اسمه الصدق .. هناك رجال صامدون مخلصون مؤمنون ولكنهم للاسف الشديد بضاعة كتب عليها لصوص هذا العصر " هذه البضاعة للعرض فقط .. وليست للتداول بين الناس "



****


أعرف أن التيار عنيف .. وأن الجسد نحيل .. وأن العمر أقصر من القدرة على الأحلام .. ولكنني رغم ذلك مازلت أحلم ، وليست البطولة في هذا الزمان أن يحمل الإنسان سيفاً .. ولكن البطولة الحقيقة في أن يحمل ضميراً



****


قالت : لماذا تحب أشجار النخيل بالذات ؟
قلت : أشعر فيها بالتفرد والتميز ، فرغم كل نظريات السياسة والاجتماع والاقتصاد فأنا ما زالت احترم فردية الإنسان ..
أن أشجار النخيل تذكرني بالقامات الطويلة من البشر تتزاحم حولها قامات صغيرة كثيرة ولكنها تبدو شامخة
قالت : ولكن هناك بعض أشجار النخيل العملاقة التى لا تعطى ثماراً ؟
قلت : انا لا أتحدث عن القامات الطويلة التى تحمل عقولاً فارغة ، فأنا لا يخدعني الشموخ المزيف ، فقد تطول القامات وتخفى جهلاً وقد يبدو الرجل مهيباً فإذا تحدث نطق كفراً


ً
****




قالت : ما الذي يبقى من المرأة عندك ؟
قلت : لا أنسى عقل امرأة احترمته وعرفت قدره
ولا أنسى وجدان امرأة احتواني في لحظات عمر ثقيل
ولا أنسى امرأة شاركتني حلماً ولو لم يتحقق
ولا أنسى امرأة أعطتني شيئاً ولم تكتبه في أجنده الحسابات لتطالبني به يوماً.. إن المرأة كالرجل تماماً موقف
قالت: وماذا تقصد بالمواقف .
قلت : لن تتساوى امرأة أسعدت إنساناً مع أخرى حولت حياته لمسلسلات من النكد والجحيم .. لن تتساوى امرأة لا تفارق الابتسامة وجهها وأخرى لم تضحك في حياتها إلا مرة واحدة حينما وقع زوجها وثيقة الزواج .. لن تتساوى من تمنح الدفء والأمان .. ومن تفجر براكين السخط والغضب


****



أيقنت وأنا أودع عاماً لن يعود اننى خسرت زماناً وكسبت إنساناً .. وأننا نستطيع أن نعيش العمر مئات المرات مادام في أعماقنا قلب ينبض !!



****


قلت : أجمل أنواع الزواج زواج يقوم على التفاهم .. لان التفاهم يخلق الحب .. ولكن الحب لا يفتح دائماً أبوباً للتفاهم
قالت : وماذا تقصد بالتفاهم ؟
قلت : ان تكون هناك موجات اتصال بين الحبيبين .. ألا يدخل بينهم عمليات التشويش .. ألا يكمل أحدهما كلامه ورغم هذا يفهمه الطرف الأخر .. أن يشعر الإنسان بالأشياء قبل حدوثها ويسمع الكلمات قبل ان تقال .. فإن غياب التفاهم يذكرنا بشخصين يتحدث كل منهما لغة مختلفة .. ولا يفهمان سيئاً ويحاول كل منهما أن يستخدم يديه وعينيه في الحركات والإشارات وينتهي الحوار الصامت إلى اقرب نقطة للبوليس !!




****




قالت : وهل فى الحب عملات مزيفة ؟
قلت : أكثر الأشياء زيفاً في عالم اليوم مشاعر البشر .. كم من الابتسامات تخفى وراءها الخناجر .. وكم من الأحضان تخفى وراء الدفء كل ألوان الغدر ، وكم من أقوال الحب لم تعرف للصدق طريقاً .. إن الحب من أكثر الأشياء التي فقدت بريقها بين الناس ; لان الناس زوروه كثيراً ، هناك عشرات الأقنعة ، وخلف كل قناع تختفي أكذوبة كبرى
قالت : أنت متشائم .
قلت : لست متشائماً ، ولكنني أحب الحياة ، ومشكلتي أنني أريد الحياة التي أحبها .. أو بمعنى آخر أريد الحياة كما أحب .



****


كان الليل صامتاً .. والجدران تنظر إلى ملامح وجهي .. وأثاث الغرفة يتثاءب في كسل غريب.. كان حولي الآف الكتب .. كل كتاب منها اخذ شيئاً من عمري ..وكان معي الآف الأصدقاء .. كل واحد منهم قدم لى شيئاً .. فأنا مدين لهم جميعاً ، ولكنه الدين الذي لا أستطيع أن أرده لهم يوماً .. لقد اعطونى عصارة فكرهم ورحيق عمرهم وضوء عيونهم وتجارب أيامهم..كل صديق من هؤلاء الذين أحاطوني هذه الليلة اعطانى من عمره شيئاً ..و جلست انظر إلى أصدقائي الذين أخذوا مساحة كبيرة فى قلبي وتركوا علامات كثيرة على عقلي !






****


القضية ليست قضية بطون خاوية ولكنها مشكلة قلوب أصابها الخراب ونفوس سكنتها الوحشة وضمائر مات فيها الإحساس !!
حينما تموت قلوب الناس وتتكاسل ضمائرهم وتخبو في أعماقهم معاني الجمال ..يصبح من الضروري أن نقف في آخر القلاع في محاولة أخيرة من اجل إنقاذ الإنسان الإنسان .. وأنا أحاول هذا بقلمي لاننى لا أملك غيره !!




وقفة !!



قيل: نفسك كالسائل الذي يُلون الإناء بلونه فإن كانت نفسك راضية سعيدة رأيت السعادة والخير والجمال وإن كانت متشائمة رأيت الشقاء والشر والقبح .

وقيل:ارضي عن نفسك وتقبلها من المهم جداً أن تنتهي إلى قرار بالرضا عن نفسك والثقة في تصرفاتك وعدم الاهتمام بما يوجه إليك من نقض طالما إنك ملتزم بالصراط المستقيم فالسعادة تهرب من حيث يدخل الشك أو الشعور بالذنب.


وقيل:أخف شيء على الإنسان نفسه لكن من الصعب أن يعرف دخائلها...فاعرف نفسك ولا تحاول التشبه بغيرك.


تعد النفس الجعبة الكبيرة التي يتم إلقاء العديد والعديد من الأفكار والحوارات المتكلمة أو الصامتة بداخلها دون ادني تنقيه ولذلك تختلف النفوس طبقاً لما يتم إفراغه بداخلها .
فإذا أسكنتها  السموم فلا تنتظر غير الشقاء..وإذا أسكنتها كلام كاليقطين فلا تنتظر إلا النجاة من أمعاء الحوت وظلاً ظليل..وهذا هو الكلام.
فحالات السرور البهجة والتي تسبقها أو تعقبها تعاسة مفرطة ننتج من خلال التحاور بين العقل المسيطر والنفس المتمردة ونظرأ لسيطرة العقل يتم إفراغ ما به من أحزان فتتلون هذه النفس بأظلم الألوان أو يفرغ خزعبلات تدفعها لحاله من الجنون.. أو يفرغ بها نغمات من أعذب الألحان لتعزف سيمفونية لتعبر عن نفس راضيه وعقل يشاطرها هذا الرضا...
• هل تعلم أنك تكلم نفسك وأنت لا تدرى ؟
قال أحد خبراء التربية البشرية إن كلا منا يخاطب نفسه بما لايقل عن 70 ألف كلمه في الساعة الواحدة هذا وأنت صامت فكيف هذا الجنون؟
أحياناً تجلس فتجد نفسك تبتسم ولا يوجد ما يدعوك إلى الابتسام أو العكس .وأحياناً تجد عينيك تخترق الجدران وتسافر بعيداً لتنسج لك أحلام وتخبرك بأحداثها وتشاهدها أيضاً..بل وتحاور نفسك لما هذا لونه كذا وهذا هنا وترتب أحداث يومك وأنت في صمت متكلم...
وأحيانا فجاءه تنطق وتصف نفسك بالغباء ولربما بالذكاء أحياناً ...
فتمهل...قبل أن تقتل نفسك بيديك..فلربما كلمة تحيى وتميت..تمهل عند محاورتك لهذه النفس الكامنة بداخلك...
وإذا شعرت بحديث عقيم لايودى بك إلا إلى الجحيم...فإلتمس من يمدك بزهور الربيع..
ليبرز لك محاسن هذه الشخصية وايجابياتها لتضيء هذه النفس وتنطلق من جديد بعيدا عن الحزن العقيم إلى سعادة ترفرف بها على الجميع..

واعلم..... إن السعادة عطراً لا تستطيع أن ترشه على من حولك دون أن تعلق بك قطرات منه...



مملكة الحب .. وتوظيف الأموال !!




قالت : ما الذى يضايقك من حواء ؟

قلت : أن أشعر أحياناً أننى أمام مأمور ضرائب يحاسبنى ولا يثق فيما أقول ، يتشكك فى أوراقى ، ويلعب معى لعبة القط والفأر. أشعر أحياناً أن الحياة أفسدت حواء فنست أن الله خلقها للعطاء ، وأن الأمومة جزء من تكوينها ، والأم هى المنطقة الوحيدة التى لا تستخدم قوانين الربح والخسارة فى العلاقات الإنسانية . كثيراً ما تطلق حواء كلماتها كالصواريخ : أعطيتك عمرى وشبابى وجمالى وأحلى سنوات عمرى . وهبتك العيون يوم أن كانت جميلة ، والضفائر حينما كانت تطاول أشجار النخيل ، والشباب حينما كان بريقاً وتدفقاً وحباً .. أعطيتك كل شىء ..!!
ونسيت حواء أن رجلها أعطاها أيضاً كل شىء : أعطاها شباباً .. وكانت الشعيرات البيض تختفى فى السواد يوم قابلها ..
كان يصعد درجات السلم كالغزال النافر ، وأصبح يتسكع عليه فى رحلة مرهقة .. وكان يسهر الليل والنهار ليوفر لها حياة كريمة مع أبناء سعداء. إن حواء لا تخطىء حينما تقول لرجلها : أعطيتك شبابى ولكنها تخطىء إذا تصورت أنها أعطت وحدها ، وأن عمرها قد ضاع، فهو أيضاً أعطى ، وعمره ضاع !!


قالت : ربما يرجع ذلك لأن حواء خلقت لتكون لرجل واحد ، ولكن الرجل يستطيع أن يجمع بين أكثر من امرأة .

قلت : كان هذا فى زمان مضىء فلا يستطيع الرجل الآن ، بكل المقاييس ، أن يجمع فى حياته بين أكثر من امرأة .. بمقاييس المال لا يستطيع ذلك إلا قلة من أثرياء زماننا .. وعلى المستوى النفسى والفكرى والثقافى ، أعتقد أن تركيبة الرجل تغيرت ، فهو فى أحيان يريد حواء المتكاملة عقلاً وروحاً ، فيبحث فيها عن وجدان يحتويه ، وعقل يخاطبه ، وحوار يجدد ركود أيامه . الرجل فى زماننا مرهق للغاية ، على كل المستويات .. فهو يلهث طول الوقت ليوفر حياة مناسبة ، ولا أقول حياة كريمة ..!! هو مطارد كل الوقت فى حياته وعمله .. إذا نجح حاربه الفاشلون ، وإذا سقط سخر منه الجميع . ولهذا نجده يحارب جهات كثيرة ليحمى نفسه ويحمى من يحب.
وحواء أيضاً أرهقها زماننا .. فهى لم تعد الأميرة التى تأمر فتجيب الحاشية أوامرها ، ولم تعد الأم التى تعطى أبناءها العمر والصحة والشباب ، ولم تعد الحبيبة التى تقضى عشرة أيام من الاسبوع تتغزل فى عيون حبيبها !!
أرهقتها الحياة أيضاً ، فهى مطاردة فى العمل والاتوبيس وطوابير الجمعية ، أو مطاردة بالوقت الضائع والفراغ وحكايات النوادى التافهة. وجلس كل واحد فى جانب يحاول أن يحاسب الآخر : ماذا أعطيت ؟


قالت : ولكن الرجل أنانى بطبعه .

قلت : الأنانية مرض عام لا يخص الرجال وحدهم ، لأن حواء تعانى منه كثيراً ، وإن كنت أتصور أن الأنانية من أبرز أمراض العصر ، لأن كل واحد يحاول أن ينجو ببدنه ، حتى ولو داس الآلاف بأقدامه فى رحلة صعود . وهناك مثل سخيف يقول : " إذا جاءك الطوفان ضع ابنك تحت قدميك " وهو منتهى الأنانية ، وهذا هو منطق العصر الذى نعيشه .

قالت : وماذا تنصحنى؟

قلت : لا أحب أسلوب فتح الملفات فى العلاقات الإنسانية ، فأنتِ حينما أعطيتِ عمرك وشبابك وقلبك ، أعطيتِ عن حب واختيار واقتناع ، ولهذا يجب ألا تندمى .. وهناك طرف آخر أعطى أيضاً عن اقتناع ، فكلاكما لم يمارس لعبه نصب على الآخر ، فهى بلغة الاقتصاد صفقه متكافئة ، لأن كليكما أعطى ، وربطت بينكما أشياء كثيرة ، ذكريات عمر جميل ، حتى الأيام الصعبة تربط بين قلوب الناس ومشاعرهم .
أسوأ ما يصيب الأحباب أن يتصور طرف أنه خدع الآخر ، وسرق منه بعض سنوات عمره ، فالسرقة إحساس ردىء ، ولا يجب أن يدخل دنيا المشاعر ، ولن أكون سعيداً أبداً إذا شعرت بأننى سرقت سنوات عمر انسانة أحببتها ، أو تتصور هى أننى سرقت منها شبابها .. الذى أعرفه أنه لا توجد شركات توظيف أموال فى مملكة الحب !!

من كتاب"عمر من ورق"


أقلامنا فى سطور!!



عندما تصاغ الكلمات وتتعانق الأفكار وتتكاتف العبارات معلنة مولد سطوراً.. يزينها مقدمة براقة تعزف إبداع قلم ، قلماً يحرك الالسان ويقرع الأسماع ويجذب الأنظار لما يسطره من شتى الحروب سواء كانت حروب طاغية لمناصرة الطغيان أو حروبا يصبح فيها محارباً مغوارا متسلحاًً بسيف الحق ودرع الحقيقة .

قيل.. يستطيع القلم أن يفعل ما لا يفعله السيف..!!

لا أعلم من قالها ولكن صدق بعض الشيء وبرغم ذلك نخط هنا بعض من الخطوط العريضة .
عندما يصبح القلم عقيما لا ينتج أي ثمرة تساهم في البناء السليم أو في هدم الواقع المرير..فيجب استبداله أو بالأحرى استبدال من يُمسك بهذا القلم..فليس الحل في القلم وإنما الحل في العقول التي تقبع خلف هذه الأقلام وفى الأجساد التي اكتفت بالأقوال المتناغمة التي تطرب الأسماع لتستجلب مزيد من التصفيق ..لنجد في النهاية حمل مثقل بالعديد من الكلمات ولكن غادرها روح العمل الذي سيخلدها واقع ملموس يساهم في تغير الأوضاع ...


ومن هنا.. يعد القلم أداة خارقة على الرغم من صمتها القاتل وصغر حجمها واختلاف أشكالها ولكن يكمن بريقه في حبره المخبئ بداخله والذي لا نراه إلا عندما يتساقط على الورق ليكتب ما يقوله الكاتب ليبرز لنا ما حواه عقلة من أفكار جهنمية تشعل الخبيث لتفتك به وليتم طرح أفكار تحث الأرض على النماء الطيب...

أقلامنا ...هي ما نمتلكها في ظل زمن أصبح الفعل فيه ماضي ولن يدب فيه روح الحاضر والمستقبل إلا بأقلام تهب لمناصرة الحق واعادة روح الفطرة التى خلقنا الله عليها أقلام تنير طريق الحقيقة المشوشة حالياً ..!!

نحتاج أقلام تقول لتُزيد النماء أو تحث على البقاء من أجل المزيد من العطاء ونحتاج إلى من يقدم لنا حل سريع لقتل من يقبع خلف قلم عقيم ...فلم تخلق لنا أقلام لنرسم بها ما يجول في الأهواء ونزينها ببعض الاقول المعصومة العينين حتى لا ترى الطريق إلى قلوب وعقول من ينشدون للتغير ...بل خلقت أقلامنا لطرح العديد من المشكلات وخط خطوط عريضة ليتم طرح المزيد من الحلول من شتى الأقلام لقضية بعينها والاجتماع على انسب الحلول رغم اختلاف الأفكار ولكنها تهدف إلى قول واحد.

يعد القلم سلاحنا...ولكن سلاح بدون ذخيرة يصبح ليس له أدني وجود كجثه هامدة تنتظر نفح الروح ليدب فيها الحركة لتواصل الحياة..وأقلامنا تحتاج إلى مخزون معرفي من خلال ثقافة حقه تنير عقل وتفتح طريق لنهر ينبع ليتم إنبات ثمار يانعة نافعة....نمتلك القلم ولكن ينقصنا ذلك المجهول الذي يسطر بأفكاره ما يحويه عقله من أفكار ليفصح عن هوية قلمه !! نحتاج إلى أقلام تدعوا لتغير ما ألتبس على الأذهان ولإعادة ما تجرد منه بنو هذا الزمان ..أقلام نابضة بالحق وترشد للحقيقة ....


فنحن ..نعانى دوما من اجتماع الأعضاء البشرية وتمثلها في اللسان الذي لا يكل ولا يمل من الكلام ومهدنا الطريق ليتم أصابه أعضاؤنا بالشلل ليبقى اللسان هو إنسان ولكنه يحتاج إلى من يسانده للنهوض وبالتالي نجد من يساند يزيد من الإعاقة أو يساندك للسير عكس اتجاه السهم ....فلم يخلق الله شيء سدى في هذه الدنيا وعندما خلق القلم خط أقدار البشرية بأكملها..
فحقا فلربما قلم يهز كيان أمة بأسرها ولربما أودعها تحت الأرض ...فشتان بين ما يخطه هذا وذاك..موضوع ربما لم استطع جمع شتاته نظراً لعمق ما يسمو به ، فعندما نقول أقلامنا في سطور لا نعنى كل ما نصول به ونجول خلال أوراق بيضاء نرتكب عليها العديد من الجرائم وهى منها براء .. بل من يقبع خلف هذا القلم ويجبر هذه الورقة للانصياع ليخط ما يحلو له بدون وعى هو يدعوا إلى التعلم ولكن مع اختلاف اتجاه السهم وذلك بالسحب السريع إلى عصر الجهل لنجد الهاوية قريباً بأقلام تحفر قبور تحت مسمى نطمح لمزيد من التغير .
فهلا بتغير يخرس الأقلام النابضة بالحق ويفسح الطريق لأقلام تسكن باطن الأرض ولا تدرى ماذا يصير !!...فلا نحتاج قلم يكلف المحبرة عناءاً كبير ليدعوا إلى كلام يصيب بعقم قريب لكل من لديه نبته فكر رشيد .. فأقلامنا دوما في سطور.....سلاحنا ....نعززها بحبر المعرفة...لنخط سطوراً تجد لها معبراً لعقول ربما تشعل فيها شيء يدفعها لتغير الأوضاع .

______________________________
تم تحديث تاريخ الموضوع مع بعض التعديلات.

الغزو الثقافي يمتد في فراغنا


إن الحق كى يستديم وجوده ويحمى ذاته لابدّ له من قوتين : إحداهما عقلية تبسط حجته وتنفى عنه تهمة الشراسة والعدوان ، والأخرى مادية ترد الهجوم وتؤدب الذين يعيشون على القضم والهضم .. لا يكفى أن يكون الحق وسيماً يستحق الإعجاب ، ينبغى ان يكون كذلك له دارعاً يتحمل العراك وينجو من غوائل الخاطفين والقاطعين !! " (من القطوف البليغة بالكتاب)"


من خلال موضوع " أمة وارثة أم موروثة؟" يتحدث الشيخ الغزالى قائلاً:
مع الخلل الكبير الذي أصاب سياسة الحكم والمال عندنا .. ومع غلبة التقاليد القبلية والبدوية على رقعة رحبة من المجتمع الإسلامي.. ومع الفجوة التي حدثت بين علوم الكلام والفقه من ناحية وعلوم التربية والسلوك من ناحية أخرى وظهور الطرق الصوفية الجاهلية.. ومع استخفاء قضايا حيوية مهمة وبروز قضايا تافهة .. ومع ضعف المستويين الفكري والاجتماعي لدى أعداد من المتحدثين الإسلاميين .
مع هذا ، وغيره من الأسباب أخذت أمتنا تتراجع أمام خصومها ، وتترنح تحت ضربات موجعة وظهر عجزها عن تبليغ رسالتها بعد عجزها عن صنع رغيفها الذي تأكله !!


تحميل الكتاب

وفى موضوع " الاسلام دين المفكرين " يوجه الشيخ محمد الغزالى علامة استفهام بحاجه الى إجابه.. قائلاً:
أريد أن أسأل أناس من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا وينتمون إلى تراثنا ، شاء الله أن يعرفوا اللغات الأخرى ويقتبسوا منهما ويترجموا ..أريد أن أسألهم ماذا أفدتم من هذه المقدرة ؟ وماذا أفادت أمتكم منكم ؟ .. هل استصحبتم دينكم وتاريخكم وأنتم تطالعون الثقافات الأجنبية ؟ هل استوقفكم صديق يحب العدالة أو استشاركم خصم يكره الشرق ويزدرى العرب ، وينال من الإسلام ؟
إنكم لم تترجموا العلوم ، وكنا أفقر إليها من الروايات الغرامية والجنائية التي زحمتم بها لغتنا وشغلتم بها أولادنا ..ونقلتم أكاذيب المستشرقين ومفتريات الناقمين على الإسلام وحضارته وتاريخه المديد ، دون رد ذكى أو عادل ، بل وأحياناً مع الرضا فكيف ساغ لكم هذا ؟
في الحضارة الغربية عباقرة كثيرون عرفوا الإسلام فضله وقدروا له ما أسدى للعلم وللعالم ، أما كان حقاً عليكم أن تعرفوا وتشيدوا بصدقهم وتقدروا شجاعتهم بين قومهم ؟ .. أعتقد أن السكوت هنا لون من الغدر ، بل هو خدمة لكل القوى المعادية للإسلام ..

أوراق من العمــــــر





وداعاً للماضي وأهلا بالمستقبل ..في يوم من الأيام ستمر حياتك أمام عينيك فاجعلها تستحق النظر إليها ..
في البداية .. لنتفق على أن بعض الإجابات لعلامات الاستفهام تعد إيهانه لتلك العلامة وربما تخدش كرامتها وتنال من هيبتها !!
وفى وقت أشبه بفترة النقاهة من جراحه .. يفتر الجسد على الاستطراد في الحديث وفى بعض الأحيان العجز الكامل عن كتابه سطر واحد .. ومن خلال نظرة عابرة على أوراق من الماضي نجد دموع الحاضر تنهمر كينبوع إيقاعي النحيب !!



مع مرور سنوات العمر .. أفكر جدياً في عرض نفسي على طبيب نفسي على الرغم من العداء القائم بيني وبين كل من يمت بصلة للطب ومجالاته المختلفة خصيصا القلب فلى معهم باع طويل !!
وسبب التفكير هو إن لي أصدقاء .. أحدثهم ويحدثونني .. وأعجب بهم واقف موقف العجب منهم .. ولكن لا يراهم أحد غيري !! فهل لديك تفسير لتلك الحالة ؟!
تمهل !! لا تسيء الظن بعقلي .. فإنهم أصدقائي في الخيال الذين تعرفت عليهم من خلال الكتب ، أولئك الذين تَعلمت من تجاربهم التي تسكن بين السطور .
سواء كانت سطور تحكيهم أو يَحكون بها ما يقصونه مما تعلموه من جامعه الحياة ، فالتمس لي بعض العذر على تلك الهواية الغريبة .. فحين يعز الأصدقاء الحقيقيون أو تباعد بيننا وبينهم الحياة أو المسافات فلا بأس من التماس السلوى مع أصدقاء الخيال !! ويبقى السؤال عن الأصدقاء الحقيقيون ؟



خلال مرحلة ما قبل المدرسة ..تعهدنى شيخ جليل رحمه الله ومن بعده ابنته بحفظ سور القرآن الكريم .. وتعلم القراءة والكتابة كما هو معروف باسم الكتَّاب ..وتلك المرحلة تعد أفضل لبنه وضعت في حجر الأساس لتلك الشخصية حيث تم التعليم حول مأدبة القرآن ..بالإضافة إلى القراءة والحفظ والكتابة والواجب.. وكان هناك عقاب وثواب وحضور وانصراف .. أشبه بالحضانة مع فارق الخلو من الغزو الأجنبي..فتم شق طريق اللغة العربية وتشكيل مفرداتها بالإضافة لتعلم النطق ..وتم البناء من خلال سنوات الدراسة باختلاف غزوها على تلك اللبنة الأساس في بناء التكوين ..وبغض النظر عن الحضانة.. كان الأفضلية لذلك الطريق .. فمع بعض المقارنة .. نجد في الوقت الحالي الطفل ينشأ على مسلسلات الكارتون وما يتم بناءه من A أبل تفاحه ..إلى أن نصل إلى التربة وجذورها فذلك الخط العكسي الذي نسلكه .. فالأصل البدء من التربة التي تخرج التفاحة !!



في المرحلة الابتدائية تم تمهيد طريق معرفتي بالمكتبة من خلال حصة المكتبة التي من اختصاص مدرسة اللغة العربية بإفراد حصة أسبوعية للمكتبة بخلاف حرية الذهاب في الفسحة .. وفى تلك المرحلة كانت الكتب المتاحة لمن في أعمارنا المكتبة الخضراء " شبه الكارتون المرئي الحالي و كل الكتب تمت بصلة للون الأخضر ربما لأنها تنمى موهبة التخيل "
وبصراحة شديدة كنت لا أحبذ تلك القصص الخضراء ولكنها جعلتني أحب كل ما هو أخضر مزروع .. وخلال مراحل التقدم العمري والدراسة بدأت أتمرد على تلك الخضراء بالذهاب إلى غيرها من المتاح لنا ..وكنت أتعثر في الفهم ومعاني الكلمات و كنت اتخذ من مدرسة اللغة العربية مرشداً لإزالة غموض الكلمات وتوطدت علاقتي بكل من قام بتدريس اللغة العربية خلال المراحل المختلفة نظراً لذلك السبب.. وعندما بدأ موضوع التعبير يعرف طريقه إلى الكراسات وإنشاء كراسه مخصوصة له اتضحت ثمار المكتبة .. وعند تعارض الحصص مع الآخرين فإنه يتم جعل الحصة للتناقش حول ما تم قراءته سابقا أو يتبرع بعض الطلاب بالتحدث ونقوم بالإنصات ..
ومن هنا مع بداية كل سنه دراسية أصبحت من ضمن من يلقبون بأصدقاء المكتبة ويتم إهداء قلم ليس على الوجه وإنما لإضافة أفكار إلى العقل..والحال الآن .. يعد إيهانه للسؤال ؟



في الصف الثاني الابتدائي .. قامت صديقة تجلس بجواري بالمشاجرة مع زميلة في الفصل .. فقامت الأخيرة بالذهاب لمدرسة اللغة العربية وكانت لتلك المدرسة لها مكانة من التقدير والحب داخلي وكانت المسئولة عن الفصل .. فعندما توجهت الزميلة بالشكوى وهى تصطنع الدموع قامت المدرسة بعصبية شديدة بالدخول إلى الفصل وتوجهت لي وما شعرت إلا بأصابع يدها على وجهي .. ورسم على وجهي علامات ممزوجة من الاستفهام والدهشة ألجمت لساني عن النطق .. فأسرعت الصديقة المجاورة " بأن مش نور اللي ضربتها دى أنا " !! وحدث اللبس نظراً لتشابه الاسم بالإضافة إلى القرب المكاني !! وقامت المدرسة بالاعتذار وإضافة لمسه حنان ..وكان ذلك أول قلم تم منحه لوجهي !! ولا ألوم المدرسة .. ولكن لربما كان القلم من نصيب الغير وامتنع عن الذهاب وسكنه الخوف من تلك الدوائر الإلزامية .. فأين التروي والتأني ؟!



مع بدأ المرحلة الثانوية .. بدأت في الانعزال ليس من أجل معسكر الثانوية العامة .. وإنما كانت تلك السمة في حالة طفولة غير ناضجة وعندما بدأت المرحلة الثانوية أصبحت من السمات الرئيسية لملامح الشخصية الناضجة مما جعل من الدائرة محدودة ولا يتم السماح والولوج في إيطار الدائرة إلا لمن يساهم في الدوران ولا يقوم بالتخريب أو التوقف عن الدوران.. و الكتب في تلك المرحلة اتخذت طابع ديني أكثر من غيرها .. وكانت لي صديقه تشاطرني ذلك الطريق ..
وطرق ذهني خلال تلك الفترة وراثة الإسلام رغم مرور مرحلة الإنبات واللبنة الأولى في التكوين ولكن ..حاولنا القفز سريعاً لا بالأجساد وإنما بالأرواح على علم يوازى مرحلة النضج ..وكنت على يقين أن الفطر السليمة تستطيع أن ترى النور ولو في عمق المحيط..وكان لابد من طرق باب التفسير والتعرف على مناقب الشخصيات المشهود لها.. والتزود من الكتب التي تساهم في الإيضاح والتقويم .. والتطرق لكتب الزهد والرقائق .. وخلال تلك المرحلة لم يصمت بركان الأسئلة .. وعلى الرغم من الأمواج العاتية كان الحق جلي متزن .. وبدأ التشكيل بعيدا عن الأمواج وإنما على الحق الذي لا يتجادل فيه من ولد على الفطرة..وكانت تلك المرحلة لبنه أقوى من سابقتها ولكن يجتمعان في نقطه الالتقاء فالأولى قلبت التربة وقامت بالتنقية وتمهيد الطريق والثانية قامت بالزراعة والتسميد ..!! فالسؤال لما يتم التشويش والخوف من الطريق ؟ّ!



من أكثر الصفات مضايقة لمن يحفظ عينه ببرواز من الزجاج أن يتم اتهامه بأنه "موس " وخصوصاً عندما يمتلك بعض المقاومات للفوز بذلك اللقب بجدارة بين الرفاق .. ومن الطريف أن يتم إطلاق صفة الدكتور كذلك.. ولا أدرى لماذا ربما لان الموس سيتحول إلى دكتور ؟ ولكن اختلفت الموازين حينما تم إغماض العين وتوقف الموس عن المذاكرة في منتصف الصف الثاني الثانوي !! ولم يرى الحروف إلا على أعتاب الامتحان!! ومن هنا ولدت حاله من العصيان على ذلك البرواز!! ولكن هل يدرى من يطلق صفه الموس انه يصدأ أو تثلم حدته .. وهل ذلك ينطبق على العقول التي تتصف بالديناميكية ؟!



حرصت دوماً على قراءة تجارب الآخــرين .. والتطرق إلى الاجتماعيات .. لمعرفة أسباب هجوم ذلك السوس الذي ينهش ويلتهم بدن المجتمع وخصوصاً على المستوى الأسرى، لم يكن ذلك من أجل البكاء على ذلك الجسد العليل .. وإنما لمعرفة تلك الثقوب ومحاولة سدها في تلك الشخصية .. فالحياة تعطينا الدروس ولكن القليل من يمتلك العيون والعقول..فالغبي من يسير على خطوط السابقين رغم احتضارها..وإذا كان القلب تلك المضغة التي تُقوم حال البدن فالعقل يترجم ويبعث بالرسائل .. وكل شيء قابل للتمرين والتدريب !! وهنا التحقت بمدرسة الأدب الاعترافى على يد الأستاذ عبد الوهاب مطاوع – رحمه الله - ومازال التحصيل .. والسؤال لما نغمض الأعين عن قراءة من حولنا ونقع في الحفرة على الرغم من وجود العيون وفى الأخير نتهم الأقدار ؟!



لم تربطني علاقة قويه بالرياضيات .. إلا من أجل الامتحانات ..لذا لم أفكر في الالتحاق بأي شيء له صلة بتلك الأرقام حتى لا اتهم الظروف والأقدار والعيب يكمن في شخصي .. وعلى الرغم من التحاقي بكلية القانون " الحقوق"( ولا أدرى ما هي تلك الحقوق فالأفضل القانون .. فالحقوق مكتسبه والقانون يهضمها وربما يعيد تشكيلها وكلاً حسب موسمه السنوي !! )
ولكن الحسنه التي يتم احتسابها في تلك المرحلة هي دراسة الشريعة الإسلامية من خلال الفرق المختلفة ابتداء بالفقه وإحكام الزواج والطلاق والميراث والوصية والوقف وبعض النظريات"العقد والحسبة وغيرها .. ولكن هنا وقفه !!
في الفرقة الثالثة تُدرس أحكام الميراث والوصية وخلال المحاضرات المتوالية تعالت الأصوات بإعلان حالات من التخلف "الرسوب" فالمادة ثقيلة للغاية بالإضافة إلى شبح القضايا الذي يفرض في الامتحان .. وبدأ البعض شطب المادة من جدول المحاضرات والبعض بالجلوس لمجرد تواجده بالمكان والآخرين للإنصات .. ورغم ذلك كان العدد كبير ولكن الفهم ومحاولة التقسيم في وجود هيبة القضايا قليل !! على الرغم من أفضليه تلك المحاضرة والمحاضر !!
والسؤال .. لما يحدث ذلك على الرغم من وجود الأحكام في سورة من القرآن ..؟!



شيء مضحك حد البكاء .. أن يقوم دكتور الشريعة الإسلامية بإعلان عدم دخوله المحاضرات إلا إذا تم الفصل التام بين الكوكتيل المختلط .. وهنا تبدأ حالات من الاستعداد لخوض حرب للخروج من باب المدرج وتبدأ الحشائش في الابتعاد ويخيب مخططها في التشويش على الأشجار والنخيل .. والإجابة على ذلك السؤال يفتح سيلاً من الايهانه لتلك العلامة ؟



من المواد التي عكرت صفو علاقتي بتلك الكلية القانون الدولي العام .. وخصوصا عندما كانت الدراسة بخصوص المعاهدات الدولية وأعالي البحار .. فكان عالم البحار من ابغض التقسيمات للفرقة نظراً لصعوبته وربما لضعف شرح المحاضر ..فكانت المعاهدات خير عوض في محاولة ترميم ذلك التصدع .. فقمت بمحاولة تلخيص تلك المعاهدات تلخيص ذاتي بعيداً عن التيك اواى إلى يتم صنعه خارج أسوار الكلية .. وعندما انتهيت كنت قد ألممت بأجزاء ذلك القسم وعن وعى تام واحتفظ بالتلخيص لحين موعد الامتحان ليتم المراجعة السريعة .. ومن باب التعاون أخذت الدائرة الخاصة المحيطة من الصديقات ذلك التلخيص .. وفى يوم الامتحان كان التجمع وتعالت الدعوات فكان التلخيص وافى لما جاء بالامتحان والجميع توقع لي تقدير لا يقل عن جيد .. ولكن تثقل تلك المادة كاهلي للعام التالي ويحالف النجاح الغير !! فكان ذلك العجب العجاب !! وعلمت أن تلك الكلية لا أمان ولا أمانه لها !! وتظل الايهانه لتلك العلامة .. ؟ أن التحصيل له حسابات أخرى خصوصا فى جامعه العمالقة !!



يتم المدح على ذلك الخط الذي يملا دفاتري وكان من الطريف جدا .. خلال الامتحانات خصوصا في المراحل الاولى .. عندما يقوم المراقبون باللجنه بمهمة مراجعه البيانات والإمضاء ..باعلان تلك الحقيقية وتبدأ الأسئلة" في سؤال مش عارفه إجابته " وهنا علمت أن التعليم لا يحكمه المذاكرة وإنما للغش طرق أخرى !!



وتتزايد الاسئلة مع أوراق العمر


قــــــريباً






لحظة وداع سابقة ... ولحظة ميــــــلاد قــــادمة ...

ونــــور فجراً ولـــيد .. يخرج من رحم اللـــــيل الكحيل ..




الشَّباب الحّائــــر




نحن في حاجة إلى وقفة عاقلة مع شبابنا .. إننا كثيراً ما نظلمهم في مواقفنا وأحكامنا .
إننا نتهمهم بالتهور والاندفاع .. وليس هناك شباب بلا تهور لان الشباب هو سن الاندفاع .
إن الشباب هو الفترة التي تتمثل فيها خصوبة الإنسان بأكمل جوانبها ، إبتداء بالجسم وانتهاء بالوجدان
فالشباب هو الحب الطائش .. والاحساس المتدفق .. والقلوب المتمردة.
ولكننا نريد أن يعيش الشباب كما نحب .. رغم إننا عشنا شبابنا كما أرادنا.
نريد أن نحرمهم من أشياء كثيرة لم نحرم أنفسنا منها حينما كنا فى اعمارهم ..إنهم يحلمون .. ونحن يوماً مثلهم حلمنا .. ولكننا لا نريد لشبابنا أن يحلم .
الشباب يتمنى لو تجاوز حدود عصرنا وزماننا.. ولكننا نريد من الشباب أن يظل واقفاً في مكانه مثلنا..ولو سبقنا الزمن وهربت منا الأيام .
الشباب يريد حقه اليوم .. ونحن نقول له إن حقك سيكون غداً .. وهذا الغد لا يجيء.
الشباب يريد أن يبنى نفسه .. ونحن نقول له إنك متسرع ومندفع ومجنون ..
وعليك أن تعيش كل الخطوات التي عاشها من جاءوا قبلك .
الشباب يريد عالماً من الطهارة والتجرد والنقاء .. ونحن نريد له أن يعيش كما عشنا .. في صناديق القمامة.


وبعد ذلك كله نلوم الشباب ونتهمهم بالضحالة والقصور والتطرف !!


تركنا شبابنا زماناً طويلاً فريسة لمسلسلات التليفزيون الهابطة التي سطحت عقله .. وهبطت وجدانه
تركنا الشباب " لمافيا " الاغانى الهابطة والمذاكرات السياسية التي أفسدت ضميره وشوهت عقله وتركته حائراً بين الكذب والضلال .. والبطولات المزيفة للأدعياء والأفاقين .
تركناه حائراً أمام القدوة الغائبة وأمام نماذج إنسانية ضعيفة ..
تركناه يترنح أمام نظام تعليمي متخلف .. ومناهج دراسية تشجع البلاهة .
تركناه يضيع أمام أباء لا وقت لديهم للأبناء ..وأمهات حائرات في النوادي أو ضائعات أمام طوابير الجمعية .
تركناه وهاجرنا بحثاً عن المال في بلاد الله .. وعندما رجعنا بالمال .. لم نجد الأبناء .
وسقط شبابنا في الحيرة واليأس والمخدرات .. وانقسموا أمام الحياة ومطالبها..
فمنهم القادر جلس في النادي يشم الهيروين .. ومنهم المسكين لا يجد بيتاً ولا حلماً
فهرب من ضيق الدنيا إلى التطرف .

وبعد كل ذلك نلوم الشباب !!


إن الأرض الفاسدة لن تعطى أبداً ثماراً جيدة .. والثمرة الرديئة لن تكون أبداً إنساناً متوازناً .
فنحن الذين غرسنا البذور قبل أن نتخلص من ملوحة الأرض وأمراضها ..
ونحن الذين صنعنا المجتمع الذي لا يمكن أن ينجب إنساناً متوازناً ..
وبعد هذا جلسنا ننعى حظ أبنائنا ونقول إنها مشكلة الأجيال الجديدة ..
ولكن لم نسأل أنفسنا بصدق على من تقع المسئولية ..


حينما نناقش قضايا الإدمان يجب أن نناقش قضايا الأسرة ، وهذا الصرح العظيم الذي تساقط أمامنا مع إغراءات المال وتكاليف الحياة والأب الغائب والأم المهاجرة والأبناء الضائعين.
حينما نناقش قضايا التطرف لابد أن نناقش قضايا الحلم الخاسر والقدوة الغائبة وغربة الإنسان في وطنه .
حينما نناقش قضايا التخلف العقلي والفكري لابد أن نناقش قضية التعليم والثقافة والإعلام وكيف تركت أثارها على عقول شبابنا ..
حينما نناقش قضايا السلبية واللامبالاة والانتماء الغائب لابد أن نناقش قضية الحقوق والواجبات .. وحق الوطن والمواطن .


بعد هذا .. يمكن أن نسأل أنفسنا بأمانه .. ضياع الشباب مسئولية من .. ؟!




من كتاب عمر من ورق
مع الحذف والاضافة

ألوان مبهجة للموت




اللون الأبيض لون جميل ننشده .. والأخضر لون عزيز نأمله ..والأحمر لون الحياة وإعلانها ..والأسود لون غروب الحياة وأنت تنظر إلي غروبك !!

****

الحياة .. حروف ولكن بطول السطور .. لديها أبواب.. ترسل إليك مع بزوغ الفجر بريد ممهور بحبرها السري ، لتجده بقرب وسادتك لتخبرك باستضافة لبضعة أيام في إحدى الأبواب .. وكلما أصبحت من الأصدقاء المقربين كلما إزداد البريد فربما تشتاق إليك جميع الأبواب فتجد حالة من الهذيان لا تستطيع معها تلبية النداء.. ومهما حاولت الافتعال والاستنجاد بشماعة الظروف.. فليس هناك مفر.. والغريب أن البريد يعرف طريقه إليك مهما تغير العنوان ..إذاً الحل الوحيد هو رحيل الساكن !!

****

أقسى حقيقة هي التي تفصح لك عن قبولك في الأقطاب السالبة وتم رفضك على ممر الأزمان في الأقطاب الموجبة ..
وأخف الحقائق وطأً أن تعترف بفشلك حينما يشيع الآخرين جثمان نجاحك المبهر !!
فالنجاح كلمة يسيرة الحروف لذيذة النكهة .. ولكـــــن .. عند الفشل يتناسى بنو أدميتك ما شيعوه وتجد السواد أصبح ذكرى لك !!

****

عند الغوص في بحر القراءة متسلحة بالعقل والقلم من شده الأمواج المتلاطمة التي في بعض الأوقات تشعرني بغرق محدق .. وعند محاولة تشخيص الحالة أجد الحقيقة المموجة بأني أعانى من حاله إفلاس عقلي والأدهى والآمر اكتشف انه ليس عقلاً ربما قطعه من الصفيح علاها الصدأ ..وسريعا ما أعنف النفس على ذلك الاتهام واهب مسرعة لإثبات دليل الآدمية بما لدى من أوراق لبنى الإنسان .. ولكن للأسف ترمقني النفس بنظرات الهزيمة لتعلن الإفلاس.. وامتلاك قطعه حديد على الرغم من أسعاره الملتهبة ولكنه يظل يصدأ.. فتلك المعاناة التي تنصهر دوماً عندما اقرأ لكل من يحاول التعليم ولكن بطريقه فين ودنك؟!

****

قد يكون القتل لذيذ ومشروع ..وبلا عقاب ..ولما الاستغراب ..فهو مشاهد بملء الأعين .. ولكن ما يتم إباحته هو قتل الأقلام الجارحة والتي تسلك طريق الدماء وتحاول العبث والتخريب وهنا تتم البراءة ولن تكون بحاجه إلى إثبات توافر شروط الدفاع عن القلم !!

****

اعلم أن موتى قريب !! فالأشجار يتم وأدها والأوراق تجهض أرواحها ..والنداء ضعيف ..والهواء كثيف ولكن هل من أكسجين !!

****

لما غادر الإنسان عالم الكهوف ؟! ورحل إلى عالم جديد يختلف كليةً عن تلك الأحجار وقام بالتشييد والاختراع والتفجير .. ولكن رغم ذلك يعود إلى نظرية الكهوف ...فالضجيج لا يخرسه إلا أحجار الكهوف التي يسكنها الهدوء .. وبعد حالة الصفاء والتصالح الذاتي نعاود الكره إلى تلك المطارق لتعاود الطرق !!

****

بين المرض و المقاومة دقائق من العذاب والألم الشديد .. كلما أعلنت حالة من الهدوء والراحة التامة.. كلما أيقظني ذلك العقل للتنفس عبر الأفكار .. فإلى متى ستظل تلك العقول تؤرقنا؟!

****

التأمل كلمة ولكنها قاموس يحوى الحياة .. وكلما أزهرت أثمرت حالة من الروحانية .. ولكن عندما تحاول التأمل فتجد المدن في باطنها بركان يعلن الانطلاق فذلك التأمل المميت !!

علامـــة استفهام



في ظل التقدم الصاروخي والحداثة المتوهجة نجد أنفسنا نقف على مفترق الطرق فنجد العديد من علامات الاستفهام تطرق عقولنا .. وللأسف ... وفي ظل عصر المعلومات التي أحياناً نجهل هويتها ومصدقتيها نقف مكتوفي الأيــدي ، مذبذبين ننحدر إلى اليسار أحياناً ويجذبنا اليمين تارة .. ونظل هكذا بين الأمواج العاتية تلهو بنا كيفما تشاء وفى أي اتجاه ، وأحياناً نهيم مع التائهين هرباً من الواقع الأليم ..
فالعيون قد أصابها العمى والقلوب أصابها الصمم فلا نستطيع الرؤية ولا الاستماع نظراً لكثرة من هو عليل اللسان متسلط علينا بنفاقه اللعين ...

وحينما نتحدث عن المجتمع نشير إلى خليته الأولى وهــــــــــــــنا
وقفه
ترسم علامة استفهام للسؤال عن أطراف الاتهام المسئولان سوياً عن ذلك الكيان !!