عصر الغزلان !!




قضية المرأة بين الإفراط والتفريط .. إشكالية تفرض نفسها كل فترة زمنية إن لم تكن بصفة مضطردة فيتناول كل من لديه قلم أو لسان ناطق هذه القضية المثيرة للجدل والافتراءات ليتوهج الحديث بالجدل العقيم إن لم يكن بالسباب أحياناً. فلا أحد يُنكر دور المرأة... وهذا ليس مجال الحديث ..
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ماذا نريد من المرأة؟!
أنريد امرأة زوجة ، متدينة ،عاملة، مربية ، عفيفة ، محترمة ، أنيقة ، رشيقة ، رومانسية ، مثقفة..
هل نسيت بعض الصفات ؟! نريد الكمال في مخلوقٍ ضعيف خلق من ضلعٍ اعوج إن أتيت تُقومه كسرته هذه حقيقة لا يُنكرها أكابر القوم أو أراذلهم..

فأصبحت النساء تضاهى عارضات الأزياء وعلِيه القوم من نجوم الفن الرفيع بعد ما أخرست ضميرها وقتلت حياؤها بدعوى من التحرر والتطور العصري...فاصطدم هذا التحرر بالدين والعادات والتقاليد الشرقية وأنكرته القلوب وإن ارتضته العيون..وننطلق من أولى الصرخات التي بدأت تُنادى بالتحرر و المساواة مع الطرف المتسلط " الرجل" من وجهه نظر مدعى التحرر.


فتوالت الصرخات وارتفعت للمناداة في بداية الطريق..
بجاهلية الحجاب وانه عادةً ليس بها ثواب ولا عقاب وإنما هي تفرقة عنصرية بين أصناف البشر فمنذ بدء الصرخة الأولى تراجع الحجاب إلى الخلف ليظهر ألون الشعر ومع توالى الصرخات سقط الحجاب تحت الأقدام وأوقد فيه النيران لمزيد من التدفئة وكان من الغريب أن يسقط غطاء الرأس و الوجه وأن يصبح الجسد مغطاة بأوسع الثياب فكان لابد من بعض الصرخات لمزيد من فتحات التهوية لاستنشاق الهواء النقي المحمل برزاز الغرب وبالفعل هبت الموضة العالمية لتخدم القضية وانطلقت حرية الملبس وقيدت حرية الرأي تناقض يجبرك على التصفيق..

وبدّت فاعليه المخطط المرسوم فكلما تشرت العرى كلما غيبت الوعي وأمسكت بالنواصي وأفقدت البصر والبصيرة النورانية وأذهبت العقل ولن يبزغ الفجر ولن تسمع زقزقة العصافير ...

ومن هنا اعتبرت المرأة كسلاح ردع لكل من تسول له نفسه بالتحرك و الإصلاح .. مع الاحتفاظ بالطابع المنادى بالمساواة إلى أن جاء اليوم الذي سنجد فيه الرجال تطالب بالمساواة نظراً لهضم الحقوق المقابلة لدعوى المساواة..
ومع مرور الوقت ولمزيد من الغيبوبة.. لابد من ظهور نماذج بها لمسه سحريه تفعل ما لا يستطيع المشعوذ فعله ببعض البخور.. وبناءاً عليه ظلت تطفح البركة بنساء كالشياطين تغزو وتدمر كالنمل الأبيض إلى الآن.. وهكذا كلما هبت ثوره لإعادة المرأة إلى رشدها الكامل المحدد خارج إيطارالقوانين الوضعية .. فيتصف المنادى بالتخلف وعصر ما قبل الغزلان..!
فلقد وعى أصحاب المخطط لأهمية المرأة وترسخ في أذهانهم مدى فتنتها وتأثيرها على المجتمع بأسره .. فأمن الجميع بأقوال الرسول - عليه الصلاة والسلام- وتفهموها فهماً واعياً رغم كفرهم بصاحب الرسالة وانطلقوا من عند صاحبة الفتنه الثورية...ومع مرور الزمن اجتاح المخطط الشيطاني جميع الدول وتبدلت العقائد والمعتقدات وأصبح العرى هو التحرر ولنفصح بالحقيقة بل أصبح هو إثبات للمرأة الغريبة ولعالمها بمدى تطورنا مثلهم ومعرفتنا بحقوقنا وإن لدينا القدرة على التقدم ومواكبتهم ومنذ هذه النظرة لذاتنا أصبحنا متهمين بالرجعية في قفص الدين والعادات والتقاليد...
وإنها لجاهلية معاصرة أن يقارن التقدم بتجرد المرأة من حجابها وثيابها وعاداتها ونطلق عليه مواكبه التقدم والتطور وإن كان العرى هو التقدم فلنعد رجالا ونساء إلى عصر أوراق الشجر.... فالتقدم أيها السادة يقارن بالمستوى الاقتصادي ولكن من الغباء المقارنة على مستوى الاجتماعيات المطعمة بالتزيف الذي نعاينه الآن ..فاختلت موازين التقدم والمواكبة.. نجح شياطين الإنس من أن يخمدوا العقول وان يتم تنويمنا تنويماً مغناطيسياً ويتم سحب أفكارنا والسهر على إرادتنا فتقدموا ونحن مازلنا في نومنا المستيقظ....
وبمرور الزمن استيقظ بعض أصحاب الفطر السليمة منادين بالرجوع ... وبدء البعض يفيق من غيبوبته وعاد هدم ذلك المخطط وعادت بعض النسوة وعاد شحذ الهمم على الإنجاز...فهب أصحاب المخطط للقضاء على تلك الصحوة التي ستقلب المجتمع رأساً على عقب بدعوى الدين الذي جعل السابقين يسيطرون على الكره الأرضية ويسطرون تقدماً خارقاً لقدراتهم .. فعملوا على تربيه نبته خبيثة ترعرعت في تربتهم وأشربت من أخلاقياتهم وغذيت على أفكارهم الشيطانية وبسرعة البرق انطلقت النبتة الخبيثة لترسم صورة شنيعة لتطلق عليهم شتى الأسماء ليتم زيادة التفرقة والكراهية بين أفراد المجتمع الواحد ..
وعلى الجانب الأخر تم التركيز على نجوم المجتمع وإغداق الأموال الطائلة على ذلك القطاع لإعطاء حقنة مخدره عند إفاقة الوعي تضم الحقنة شتى الأفكار المهدئة للعاطفة والمريحة للنظر بشتىء الطرق وكل فترة يتم إضافة ماده جديدة لزيادة التأثير والتخدير..
وهكذا أصبح المجتمع بشتىء قطاعاته يتخبط تارةََ إلى اليمين والى اليسار.. يركن إلى الدين وعندما يمل من التكاليف يركن إلى التحرر المزيف... فبضياع الفنان ضاعت الريشة والألوان فزيفت لوحه المرأة والزوجة والمربية الفاضلة بدعوى التحرر
أصبحت الأم والبنت وجدران البيت في تحرر وبالتالي سقط البيت وانهارت الرقابة وهضمت حقوق الزوج أمام جماعات التحرر المزيفة من أقصى بلاد الضلال .. فنجد نماذج كالممثلات متناقضات تمتلك العديد من الشخصيات أب وقور وأم محتشمة بجوارهم عارضه أزياء..
وتوالت الأجيال فهب البعض إلى إعلاء الأصوات لجمع الكلمات المترامية الأطراف في كلمه التوحد.. فبدأ التغير .. فرد العدو اللدود بدعاة من النار يبدلون الأصول بالفروع والمنكر بالمعروف ليتم التخبط الشديد وبدلاً من أن يتم الحوار حول وسائل التقدم أصبح الحديث عن الحقوق المستوردة المهضومة وإمامه المرأة ..وغيرها

وهكذا ندور في دائرة مفرغه نعود من حيث البداية بدون أدنى إنجاز... وتبقى قضايا المرأة الشغل الشاغل وتبقى الأسئلة تدور هل هذا هو المطلوب وهل هذا صحيح هل هل هل هل.....؟والإجابة واضحة ولكن المخدر أذهب العقول وأعمى الأبصار..

وإن كان السلاح المستخدم هو نساؤنا وتعويم قضاينا فيجب على ذكورنا الانتباه فقد يكونوا هم سلاح أشد فتكا يدفع المرأة إلى أن تنافس فتيات الكليبات والراقصات وبذلك يكون حقق المخطط الشيطاني نجاحاً أودى بحياة المجتمع إلى الهاوية باقتلاع الفكر السليم وإنبات الفكر الخبيث...كيف؟
لقد أصبح شبابنا يطالبون بزوجات لديهن رشاقة عارضات الأزياء وتحرر الراقصات وأجساد من نحات بارع النحت ووجوه من صنع أشهر طبيب تجميل.. فصار كلا منا يتقدم بقائمه طلبات لمصنع العرائس ليخرج له هذه الدمية ليقتنيها ويا حبذا إذا وضعها في المتحف ليتباهى بها أمام الجميع....فهذه هي الجاهلية.. أن نقف في سوق الأحرار ونشترى من نريد.... أصبحنا متخبطين بين دفتا المركب لا ندرى متى النجاة ومتى الغرق الشنيع ؟!
بعد أن صار كلا منا يبحث عن جوهراً من الماس والأخريين يريدونه كالنحاس وفتح هذا الباب إلى قضايا اشد فتكاً وخطراً منها تأخر سن الزواج نظراً للبحث من كلا الطرفين عن أصحاب الدرر الفريدة..
وظهور قضية الأقنعة المزيفة حتى يتم التمكين وبمرور بعضاً من الشهور يظهر المعدن الرخيص لنجد محاكم تشتعل وشباب شاخت اعمارهم وتبددت ألوان حياتهم ..
فهذا الجمع المركب من القضايا أصاب العقول بالعقم وهى في مرحله مراهقة متوهجة...
فانتكست الفطرة وعميت القلوب وأطربت الأذان لذلك النشاز ... وتم تعقيد المرأة برموز غريبة لم نفقهها ومهدنا لها الطريق لتصبح أكثر تعقيداً من تخصيب اليورانيوم....
فلماذا يجب أن أكون فرشاه وألوان وبيدي أن أكون أنا الفنان؟
فعلى المرأة أن تستعيد هوية الفنان الذي يرسم بنفسه... ولا تكون الريشة التي يُرسم بها...أو الألوان التي تُمزج حسب أهواء القريب قبل من هم خارج خارطة الطريق !!

4 التعليقـــــــــــــــات:

assafo anaroze يقول...

سيدتي
شكرا على زيارتك
انا مع فكرة تحرر المراة و اخدها لحقوقها اسوة بالرجل
انا ضد تشييء المراة وجعلها سلعة و استغلال جسدها في الاشهار و تمييع المطالبة بحقوقها و ستغلالها بالاجندة السياسية للمرتزقة على حساب حقوقها
لكنني ايضا ضد الحجاب لانه اصلا ليس بواجب ديني
انا لن استفيض في الموضوع بل ساترككي تتابعين مقالا للاستاذ شكيب في تلخيصه للقضية
*******
ما الغاية من الحجاب؟
بين المفكر شهاب الدمشقي والدعاة الجدد

في فلك السؤال عن ما الغاية من الحجاب وما الحكمة من فرضه ينبش شهاب الدمشقي في بطون أمهات كتب التفسير سابرا أغوار الآية الكريمة: ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) (الأحزاب : 59 ) فإلى ماذا سيقودنا هذا البحث الشيق؟
أولا لا بد أن نضع إجابة الخلف الصالح في الإعتبار، فالغاية من الحجاب لدى الكثير من الدعاة الجدد هي حفظ العفاف وصون المرأة اعتبارا لمكانتها، فهي الجوهرة المكنونة داخل صدفة الحجاب، نفيسة لا تقدر بثمن، وهي الدرة المصونة. ويضيف البعض أن السفور هو استفزاز للرجل وإثارة له، وحفظا له
ذا الرجل من الوقوع في الزنى شرع الحجاب من باب سد الذرائع.
لا ننكر أن هذه الإجابات تنطوي على اجتهادات عقلانية وقدرة فذة على تحيين النصوص وعصرنتها.
السؤال الذي يطرحه شهاب الدمشقي هنا هو : الى أي حد كانت هذه الأحكام والمضامين الأخلاقية التي يحدثنا عنها اسلاميو اليوم حاضرة عند فرض الحجاب لأول مرة ؟؟

في بحثه في كتب التفسير المعتمدة يقدم لنا شهاب الدمشقي مادة دسمة ومرتبطة ارتباطا مباشرا بالسؤال المطروح: ما الغاية من فرض الحجاب؟

أولا- في تفسير القرطبي وتبيانه لسبب نزول آية الحجاب السالفة الذكر: ( لما كانت عادات العربيات التبذل ، وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الاماء ، وكان ذلك داعية الى نظر الرجال اليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسوله ان يأمرهن بارتداء الحجاب عليهن اذا اردن الخروج الى حوائجهن ، وكن يتبرزن في الصحراء قبل ان تتخذ الكنف ، فيقع الفرق بينهن وبين الأماء .... وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فيتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمة ، فتصيح به فيذهب ، فشكوا ذلك الى النبي فنزلت هذه الآية )

ثانيا- في تفسير ابن كثير: ( كان فساق أهل المدينة يخرجون بالليل ........ فاذا رأوا المرأة عليها جلبابا قالوا : هذه حرة فكفوا عنها ، واذا رأوا المرأة ليس عليها جلبابا قالوا : هذه أمة !! فوثبوا عليها !!!!! ) ( ابن كثير : 3/855 )
ثالثا- في طبقات ابن سعد: ( كان نساء النبي يخرجن بالليل لحاجتهن ، وكان الناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين ، فشكوا ذلك ، فقيل ذلك للمنافقين فقالوا : انما نفعل ذلك بالاماء !!! فنزلت هذه الآية - أي آية الحجاب ) ( طبقات ابن سعد : 8/141 )
وهكذا ....... ( لما كانت الحرة تخرج فتحسب أنها أمة فتؤذى ..... أمرهن الله أن يخالفن زي الاماء ، ويدنين عليهن من جلابيبهن ) ( طبقات ابن سعد : 8/141 )
ثالثا- في تفسير البيضاوي: ( و ذلك ادنى أن يعرفن يميزن من الاماء والقينات فلا يؤذين فلا يؤذيهن أهل الريبة بالتعرض لهن)( تفسير البيضاوي : 4/386 )
رابعا- يقول الطبري في تفسيره: ( يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين ا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهن فاسق إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول ) ( تفسير الطبري : 22/45 (

خامسا- في تفسير الصنعاني: - عن الحسن قال كن إماء بالمدينة يقال لهن كذا وكذا كن يخرجن فيتعرض لهن السفهاء فيؤذوهن فكانت المرأة الحرة تخرج فيحسبون أنها أمة فيتعرضون لها ويؤذونها فأمر النبي المؤمنات أن يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن من الإماء أنهن حرائر فلا يؤذين ) ( تفسير الصنعاني : 3/123 )

هذا غيض من فيض مما أورده شهاب الدمشقي فهو لم يترك كتابا من كتب تفسير السلف للقرآن، إلا أورد إجابته المتطابقة مع ما أوردناه أعلاه، وانطلاقا من كل هذا نستخلص:
- إجماع التفاسير على أن الغاية الأساسية من الحجاب هي تمييز الأمة من الحرة.
يثير شهاب الدمشقي سؤالا جديدا لا أحسب الدعاة الجدد يكلفون أنفسهم عناء الإجابة عنه، لكن السلف الصالح من الأئمة الكبار وفقهاء المذاهب أفاضوا في الإجابة عنه. السؤال كان عن حدود حجاب الأمة؟؟
1- إجابة المذهب الحنفي: الأمة كالرجل في العورة مع ظهرها وبطنها وجنبها ، لقول عمر : الق عنك خمارك يا دفار ، اتتشبهين بالحرائر ؟؟؟ ( الدر المختار - تبيين الحقائق )
2- إجابة المذهب المالكي: عورة الامة هي السوأتان مع الاليتين ( الشرح الصغير - بداية المجتهد ).
3- إجابة المذهب الشافعي :عورة الأمة كالرجل في الاصح الحاقا لها بالرجل بجامع أن راس كل منهما ليس بعورة . (مغني المحتاج - لمهذب ).
4- إجابة المذهب الحنبلي: عورة الأمة كالرجل تماما : ما بين السرة والركبة على الراجح ، لحديث : ( اذا زوج أحدكم أمته فلا ينظر الى شئ من عورته فان ما تحت السرة الى الركبة عورة ) ( رواه البيهقي )و عورة الرجل و الأمة ما بين السرة و الركبة ( شرح العمدة :4/261 ).
إلى هنا تبدو إجابة السلف الصالح فيما بينهم منسجمة إلى حد التطابق رغم أنها أبعد ما يكون عن روح العصر وأقرب ما يكون إلى أسباب نزولها، لكنها لا تمت بصلة لتفسيرات الدعاة الجدد عن الحشمة وصيانة المرأة، وهذا يدفعنا إلى الاتفاق مع خالد منتصر حين قال أن "مسألة الحجاب لا نستطيع ان ندرسها ونحللها بعيداً عن السياق الاجتماعى الذى ظهرت فيه قديماً وحديثاً ." لكن عباءة النصوص فضفاضة وباع الدعاة الجدد طويل في التلاعب بالنصوص والسيطرة على العقول.
شكيب أريج 06/01/2008
*******
سيدتي
اتمنى ان تتقبلي مروري
و اختلافنا في الراي لا يفسد للود قضية
مودتي
يسعدني تواصلك

۩ Nour ۩ يقول...

نبدأ من حيث انتهيت ... يسعدني تعلقك ومرورك الكريم ...
والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه.. تلمع المعادن حينما تنصهر..
*********
لن نختلف كثيراً إلا لم يكن دوماً في ظل السطور...
فمنذ أن أقحمنا الدين على المائدة المفاوضات والتقسيم والتشريح حسب الأهواء مستندين إلى جهابذة المخططين والمسطرين للأقوال ولكن ألا تعتقد أن الجميع يأخذ من يقوله ويرد وتلك القاعدة ولا يوجد لها إلا استثناءً وحيداً..
ولقد أفردت سطورك لبداية بيت القصيدة وكنت أود أن تكمل ليتضح التعليق .. فلم تحوى السطور قضية بعينها بل العديد..
وبرغم الاختلاف المجمل مع السطور اتفق معك في أن "( أنا ضد تشييء المرأة وجعلها سلعة و استغلال جسدها في الإشهار)"
ونعلم جميعاً.. أن كل نتيجة مترتبة على فعل فكيف نطالب بعدم التهميش والاستغلال والإشهار ونحن في عصر السفور والفجور المترتب على ذلك المخزون
وبما أن سطورك حوت قضيه الحجاب فقط فلنسرد حديثاً مقتضبً.مما قرأته ..
إن من يصفون الحجاب بأنه مظهر من مظاهر التخلف يزينون كلماتهم،وحيث أنه يحاول أن يدفع هذا البلد فى طريق التقدم، فإنه بلا شك يعرف مؤشرات التقدم، ومن ثم يعرف أيضاً مؤشرات التخلف، وقد جعل الحجاب إحداها! ولنحاول أن نحلل كل من يحذو حذوه. إنهم يتحدثون عن حرية التعبير والإبداع، باعتبارهما مطلق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهذه صيحة يطلقونها فى وجه كل من يتجرأ ويحتج على رأى ما. وإن الاعتراض يعد شكلاً من أشكال الرقابة على حرية الفكر والإبداع، هذا المنطلق العلماني الجديد. أليس من حق المجتمع أن يدافع عن نفسه ضد أى اتجاهات تفككيه عدمية؟وهؤلاء الذين يدافعون عن حرية التعبير والذين جعلوا الفن مطلقاً، سحبوا الإطلاق من الدين وأى قيم مطلقة (أخلاقية كانت أم إنسانية) وجعلوا من الدين شأناً خاصاً، وأمر من أمور الضمير، وتصوروا أن الدين يوجد فى قسم خاص فى وجدان الإنسان منفصل تماماً عن عالم السياسة وعالم الاقتصاد وعالم الاجتماع الإنسانى، (وكأن الضمير الفردى لا علاقة له برقعة الحياة العامة). ولذا حين يتم تناول ظاهرة ما فهى إما أن تكون ظاهرة دينية أو غير دينية، انطلاقاً من تعريف العلمانية أنها فصل الدين عن الدولة (أى الدنيا ومجمل حياة الإنسان). ولكن هذه رؤية سوقية للعالم وللنفس البشرية، فالإنسان كائن مركب، وكذا الفعل الإنساني. فالدينى يتداخل مع السياسى والاقتصادي والنفسى. ويرى هؤلاء الذين يفصلون الدين عن بقية مجالات الحياة أنه لو ظهر فى الحياة العامة فإن هذا مظهر من مظاهر التخلف، وفى ذهنهم بطبيعة الحال المشروع العلمانى الغربى وما يسمى مشروع النهضة العربى الذى جعل شعاره اللحاق بأوروبا، بحلوها ومرها، وخيرها وشرها، وكأننا ببغاءات عقلها فى أذنيها.. فلماذا لا ننضج وننفض عن أنفسنا المؤشرات الاختزالية، وننظر لواقعنا بعيون لا تغشيها غشاوات أجنبية تعمينا عن رؤية الحقيقة الثرية المركبة بكل أبعادها المادية وغير المادية المتداخلة ؟!

وفى الأخـــير .. الحق أحق أن يتبع..

دمت بخير ...

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

أجمل حاجة فى المقال بعدياً عن أسلوبه الرئع وكلامه القوى الناضج العاقل المتزن
إنه كلام من أنثى
الأنثى التى ركز عليها الغزو الفكرى طيلة عقود
وجعلوا لها النصيب الأكبر من دعواتهم الجاهلية المضمون والتقدمية الشعار والإعلان والتغليف
والله أنا أجد فى قلبى حرقة وفى حلقى غصة كلما قرأت من يتكلم فى كون تغطية شعر المرأة ليس بواجب
كما يقال
إن المن المعضلات شرح الواضحات
وليس يصح فى الأذهان شىءٌ .. إذا إحتاج النهار إلى دليل
كيف نخالف قضية حسمت من قرون
لم نتكلم فى نقاب أو لبس واسع فضاض أو أو
نتكلم فقط عن تغطية الشعر
والغريبة أنهم أناس من جلدتنا ويتكملون بمثل حديثنا .. لكن نعرف منهم وننكر بفضل الله
يقتطعون الكلام ويقوممون بلى ذراع الأدلة لتناسب هواهم ...
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} (43) سورة الفرقان

ومهما بينت لهم الأدلة ووضحت .. يبقوم على مذهبهم ومعتقدهم

{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (50) سورة القصص

لكنهم لا يثنونا أبداً
طالما فى الأمة من يعلن كلمة الحق دون هوى ..

{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (28) سورة الكهف

أستغفر الله العظيم

Ebraheem Aadam يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,

و جزاكم الله خيرا أختي الكريمة على هذه الكلمات ,
نفع الله بكِ , و هدانا الله رجالا و نساءاً و وفقنا لما يحب و يرضى ,

--------------

و ردا على صاحب أول تعليق , و ما أورده عن " المدعو " شهاب الدمشقي هذا , و نبشه الذي لا أدري أين نبشه , فأنقل ردا على ما قال :


طبعا تفسير الآيات التي ذكر و أسباب نزولها ليس فيه شك ,
لكن ليس معنى أن هذه الآيات نزلت في حادثة معينة أنها تختص بهذه الحادثة ,
فكما يقول الفقهاء : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ,

ثم إن أدلة فرضية الحجاب ليست محصورة على هذه الآيات فحسب ,

فأين أنت من قوله تعالى :

(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور 31.

قال الحافظ ابن كثير في (تفسيره):

(أي: لا يظهرن شيئاً من الزينة للأجانب، إلا ما لا يمكن إخفاؤه، قال ابن مسعود: كالرداء والثياب، يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها، وما يبدو من أسافل الثياب، فلا حرج عليها فيه، لأن هذا لا يمكن إخفاؤه ) .

وقال ابن عطية : ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بأن لا تبدي، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن، ونحو ذلك فـما ظهر على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه ) .

وقال القرطبي : ( قلت : هذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة، وذلك في الصلاة والحج، فيصلح أن يكون الاستثناء راجعاً إليهما(. انتهى .

يقول العلامة ابن كثير في تفسيره :-

قال مجاهد كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال فذلك تبرج الجاهلية . وقال قتادة " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " يقول إذا خرجتن من بيوتكن وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج فنهى الله تعالى عن ذلك وقال مقاتل بن حيان " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " والتبرج أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج .انتهى .

ومن ذلك(وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) النور 60.


أفلا تدلنا هذه الآيات , و هذه التفاسير على فرضية الحجاب ؟؟

.
.
.
.


و بالنسبة لأقوال المذاهب الأربعة في الحجاب ,
فلا أدري من أين جاء بها ذاك المدعو " بالباحث " !!

فأقوال المذاهب في الحجاب معروفة و هي :





مذهب الحنفية :- في كتاب لاختيار " من كتب الحنفية يقول :-

( ولا ينظر إلى الحرة الأجنبية، إلا إلى الوجه والكفين، إن لم يخف الشهوة.. وعن أبي حنيفة: أنه زاد القدم، لأن في ذلك ضرورة للأخذ والإعطاء، ومعرفة وجهها عند المعاملة مع الأجانب، لإقامة معاشها ومعادها، لعدم من يقوم بأسباب معاشها .

قال: وأما القدم، فروي أنه ليس بعورة مطلقًا لأنها تحتاج إلى المشي فيبدو، ولأن الشهوة في الوجه واليد أكثر، فلأن يحل النظر إلى القدم كان أولى .

وفي رواية: القدم عورة في حق النظر دون الصلاة الاختيار لتعليل المختار، تأليف عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي 4/156 ).




مذهب المالكية:-

وفي الشرح الصغير للدردير المسمى " أقرب المسالك إلى مذهب مالك ":.

(وعورة الحرة مع رجل أجنبي منها أي ليس بمحرم لها جميع البدن غير الوجه والكفين.. وأما هما فليسا بعورة ).

وقال الصاوي في حاشيته معلقا: ( أي فيجوز النظر لهما لا فرق بين ظاهرهما وباطنهما، بغير قصد لذة ولا وجدانها، وإلا حرم ).




في مذهب الشافعية:-

وقال الشيرازي صاحب " المهذب " من الشافعية .

(وأما الحرة فجميع بدنها عورة، إلا الوجه والكفين ) قال النووي: إلى الكوعين لقوله تعالى: ) ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال ابن عباس: وجهها وكفيها )قال النووي " في المجموع ": هذا التفسير المذكور عن ابن عباس قد رواه البيهقي عنه وعن عائشة رضي الله عنهم)، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- " نهى المحرمة عن لبس القفازين والنقاب ) الحديث في صحيح البخاري، عن ابن عمر رضي الله عنهما : " لا تنتقب المحرمة، ولا تلبس القفازين) ولو كان الوجه والكف عورة لما حرم سترهما، ولأن الحاجة تدعو إلى إبراز الوجه للبيع والشراء، وإلى إبراز الكف للأخذ والعطاء، فلم يجعل ذلك عورة ).

وأضاف النووي في شرحـه للمهذب " المجموع )إن مـن الشافعية مـن حكى قولاً أو وجها أن باطن قدميها ليس بعورة، وقال المزني: القدمان ليستا بعورة، والمذهب الأول). )المجموع 3/167، 168 ).




في مذهب الحنابلة:-

وفي مذهب الحنابلة نجد ابن قدامة في " المغنى" (المغني 1/1، 6، ط المنار).يقول (لا يختلف المذهب في أنه يجوز للمرأة كشف وجهها في الصلاة، وأنه ليس لها كشف ما عدا وجهها وكفيها، وفي الكفين روايتان:.

واختلف أهل العلم، فأجمع أكثرهم على أن لها أن تصلي مكشوفة الوجه، وأجمع أهل العلم على أن للمرأة الحرة أن تخمر رأسها إذا صلت، وعلى أنها إذا صلت وجميع رأسها مكشوف أن عليها الإعادة .

وقال أبو حنيفة: القدمان ليستا من العورة، لأنهما يظهران غالبًا فهما كالوجه .

وقال مالك والأوزاعي والشافعي: جميع المرأة عورة إلا وجهها وكفيها، وما سوى ذلك يجب ستره في الصلاة لأن ابن عباس قال في قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الوجه والكفين ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى المحرمة عن لبس القفازين والنقاب، ولو كان الوجه والكفان عورة لما حرم سترهما، ولأن الحاجة تدعو إلى كشف الوجه للبيع والشراء، والكفين للأخذ والإعطاء .

وقال بعض أصحـابنا: المـرأة كلهـا عـورة ؛ لأنه قد روي في حـديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- (المرأة عورة) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح لكن رخص لها في كشف وجهها وكفيها لما في تغطيته من المشقة، وأبيح النظر إليه لأجل الخطبة لأنه مجمع المحاسن، وهذا قول أبي بكر الحارث بن هشام، قال: المرأة كلها عورة حتى ظفرهـا)



فانظر أين نبش هذا " الدمشقي " ؟؟!!

و هذه فتوى بما نقلت :
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528622732


و جزاكم الله خيرا ,
و عذرا على المداخلة الطويلة .