تأملات على المسرح



الحياة .. مسرحًً كبيراًً يضم جموع من البشرية بمختلف ألوانهم وتنوع ألسنتهم ، ولكلاً من ذلك الجمع الغفير دوراً مخطوطاً على ذلك المسرح .
منهم من يقوم بدوراً فعال ، ومنهم من يقوم بدوراً كالبهلوان ، ومنهم من يسير مع السائرون ويقف حيثما يتوقفون ، ومن البشر من يسير في طريقه كالخط المستقيم لا ينحرق يميناً ولا يساراً ، ومنهم لا يـــدرى ما هو دوره المخول له فيتخبط دوماً فى الجميع ويفتقد بذلك البصيرة التى ترشده للاهتداء .. وهكذا يصير التنصيف تبعاً للأدوار على المسرح .
فالمسرح لا يمنع احد من الحركة ، وإنما الحياة تقف جانباً لتسمح لكل من يعرف وجهته بالمرور !!
وبعد انتهاء العرض تقف الدنيا د ندم الحائرين والتائهين في وقت شاب فيه الجنين وأصبح الحلم مستحيل والسير زحفا على الوجوه والأجساد.
***
فالدنيا كالمنجم مختلط فيها الماس بالنحاس لا ترى حقيقة لا تعتريها شائبة.......
وفي زمن صار كل شيء نسبى خاضع للغة السوق والموضة والإعلانات والفن الهابط صار البشر كالبهلوانات كلا منهما يرتدى مسكات وأقنعه ليختفي وراءها أو يطلى وجهه بألوان مزيفه ، و أصبحت القيم في حاله انكماش ، والصدق في حاله اغتراب ، فأصبح التمثيل والتقمص أسهل وأرخص الطرق لستر العيوب. فأصبحنا ممثلين وممثلات نلعب أدواراً عبثيه في كوميديا سوداء أو تراجيديا مضحكة !!
***
فالآن تنقصنا " العين " لنرى الحقيقة ! تنقصنا أعين لا تستحي من الحق ولا تخاف الظلام عين كالنور يلتف حولها البشر ليرى الحائر طريقه ويهتدي الضال على أنوارها . أعين تنبع كالنيل لا تأتى على مكان إلا وتتركه كالبستان أعين تفتك بالأقنعة وتبرز الوجوه الفطرية أعين كالمحراث تقلب مجتمعنا رأسا على عقب لتفتك بكل نبتة خبيثة وتحي لنا كل نبتة طيبه لتخرج لنا مجتمع طاهر مثمر مجتمع لسان حاله كما ذكر الكاتب مصطفى لطفى المنفلوطى..
***
" كن الناطق الذي تحمل الأرض صوته إلى مشارق الأرض ومغاربها ، ولا تكن الريح التي تختلف إلى أذان الناس بأصوات الناطقين من حيث لا يأبهون لها ..
كن النبتة النضرة التي تعتلج ذرات الأرض في سبيل نضرتها ونمائها، ولا تكن الذرة التي تطؤها الأقدام وتدوسها الحوافر والأخفاف.
كن زعيم الناس إن استطعت، فان عجزت فكن زعيم نفسك ولا تطلب العظمة من التشيع للعظماء والتلصق بهم أو مناصبتهم العداء والوقوف في وجوههم فان فعلت كنت التابع الذليل وكانوا الزعماء والأعزاء.
***
إن حاله غياب الوعي التي يعيشها مجتمعنا البشرى لابد لها من تجريف حتى تعود الأرواح إلى الأبدان وتضيء شموس التقوى العقول وتفيض عصارة اليقين من القلوب .
***

4 التعليقـــــــــــــــات:

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

فكر ناضج
وتحليل واقعى
لغة أدبية بديعة
إقتباسات موفقة

يسرنى ويشرفنى كونى صاحب ضمن قائمة المعلقين على هذا البوست
سعيد بزيارتك لمدونتى المتواضعة
مع تمنياتى بدوام التواصل

من غير عنـــوان يقول...

ساعات بأحس إن القول ضايع

وإنت قلت.. وقلت صح...

ما شاء الله على هذا الفكر المرتب

أنمنى أن يصل

تحياتي

Soul.o0o.Whisper يقول...

نور الجميلة

معلش بأعتذر على التأخير

موضوعك فعلا مهم و شاغل تفكيرى فعلا
و البوست قبل الاخير و اللى قبله كانوا تقريبافى نفس الموضوع

ماحدش فينا يا نور بيتولد عارف طريقه
لكن لازم نمشى و نخبط و نعرف عشان نحدد احنا عاوزين ايه

و اللى مش هيتخبط و يتعلم مش بيمشى
و غالبا بيكون عايش فى احلامه اللى مش بتتعدى حيز هذا الحلم

دا شئ اتعلمته بجد
يمكن هنرسم الطريق
و نحضر الادوات اللى هنستخدمها
بس لازم تقعى و تقومى و تحودى يمين و تحودى شمال
لكن بقينك فى ربنا و حسن توكلك عليه بتوصلى

و على فكرة انا قرأت بوست اللغة العربية بس مالحقتش أعلق عليه

انتى عندك حق يا نور ان اللغة العربية اصبحت غلى انحدار بين شباب هذا الجيل اللى اصبحت لغته اقرب الى الاجنبى منه الى العربية

لكن لازم نفصل بين العامية و بين اللهجات و المصطلحات الدخيلة

العامية ابدا مش مرفوضة و لا مذمومة ، بل هى للتسهيل على ابناء منطقة ما

اما الدخيل التفرنج فمالوش معنى غير اننا اصبحنا غير مقتنعين بلغتنا


خالص ودى لكى يا جميلة

۩ Nour ۩ يقول...

عزيزتى.. همس الروح..
Soul.o0o.Whisper

أولاً: ولا يهمك.. يكفى مرورك بمدونتى..

ـ ـ ـ ـ

الدنيا ما هى الا طرق وعره ومتعرجه الملامح نعلم جميعاً ما سيكون عليه حالنا على قارعة طريقها.. ولكـــن الاهم من يحزم عزيمته ويوقظ إرادته ويعزم على انه أذا وقع ينهض مسرعاً مدوناً تلك العثره دافع للتقدم ولاشعال الهمه..
فالحالم من يقتنع ان الطريق مفروشاً بالورد وسيمسع تغريد البلابل وزقزقه العصافير فى ظل تلك الاعاصير.. فالمسأله ليست مسأله اجساد بقدر ما هى همم وإيمان.. وإن الله مع الصابرين ..

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

اللغة العربية أصبحت فى حالة أغتراب نوعاً ما .. فالخطوره تكمن فى امتزاجها سواء كانت بالانجليزية " الفرانكو ارب" و العامية المتروشنة..

فان العديد من الاجيال هيحدث بينها قطيعه لكل كتاب فى مكتبه او اى نص مثقل بتلك العربية .. وسنجد كما يحدث من يقول لك أقرا وبعد ذلك لخص باسلوب بسيط..

ولا ننكر اللغه العاميه المتوزانه التى نعلمها وليست الكوكتيل الحالى..


دمتِ بخير..