عقول الناس



العاقل يجاهد في طلب الحكمة .. والجاهل يظن أنه وجدها



وعين الحكمة أن يحفظ الإنسان نفسه ويعزها ، عز الرجل استغناؤه عن الناس ، وهذا يتطلب منك الجهد الكبير ، غير أن الثمرة أكبر ، على قدر الحاجة يكون التعب ، ولا تتخيل أن التعب للجسد ، فتعب العقل أكبر ، عظمة الإنسان في فكره لا في جسمه ، فمرن عقلك على التبحر في خيالات الكون وعوالم الدنا وخفاياها ، وافتح له على العالم نافذة وافتح للعالم في عقلك نافذةً يتعشق نور الكون مع شذرات عقلك ، عقلك كالمظلة لا يعمل إلا إذا انفتح ، وحرر عقلك على قرطاس فيكتب لك من الحرف مدينة ، ومن الكلمة عالم ، ومن الجملة كون ، ومن الكتاب عقل ، عندها تكون قد ملكت زمام العقل.


عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم .



أقوال صنعت كباراًوغيرت التاريخ

الفن .. والمجتمع !!







السينما متهمة بترويج الخطيئة




قيل " ذكاؤنا الواعي تغيب عن الحقيقة لكن إرادتنا الوضيعة هي التي تغلبنا في كثير من الأحيان وتميل بنا حيث يمل هوى النفس "

في ظل العالم المنفتح الأبواب والتيارات الهوائية العنيفة المحملة بالعديد من الجراثيم الأشد فتكاً على المدى الطويل !! وما لازمها من رزاز مستورد وأناس مستنسخين يدورون كالآلات ولا مانع من الخيط لممارسة لعبة العرائس وتجمع الخيوط في أيدي النخبة !!
فأكثر ما نعانيه في ذلك العصر هو تزاوج المال بالجهل لينتج لنا التخلف الذي اجتاج المجتمعات التي تم تقسيمها إلى دول نائمة عفواً دول نامية وأيضاً متخلفة والعديد من التقسيمات التي تجبرك على النظر إلى تلك الشعوب بالدونية ومحاصرتها في قفص الحيوانات إلى أن يرتقوا ويتخلوا عن ذلك التخلف ويرتقوا بأخلاقهم ويتم السيطرة على عقولهم وزرع أرضهم ليتم نضح أفكارهم كما يحلو وعندما تبدأ الثمار في الظهور نجد الحال غير الحال!!
قيم هدمت .. أمراض استشرت والتهمت الأجساد بأكملها وأصبحت هياكل فقط .. تخبط شديد بين ما هو كائن وما كان وغيره ..
ومن أكثر الأمراض انتشاراً واشد فتكاً من النار بالهشيم .. ذلك الجهاز الصغير الذي هو في حد ذاته صناعة حتى من يقومون عليه هم صناع... السينما .. أصبحت السينما نبته خبيثة .. زرعت في المجتمعات التي يدعونها بالتخلف لمزيد من الوعي ولكن للأسف العكس هو الأصح .


هل نقلت الشاشة الفضية واقع المجتمع أم شوهته ؟!




أصبحت السينما من أكبر الصناعات ،حيث تبث لنا قيم شيطانية وعلاقات مشبوهة بالاضافة إلى أنواع المخدرات المادية والمعنوية .. وأصبح نجوم الفن هم الصفوة والأجدر بالتقليد !!
وأصبح المشاهير طواغيت ويتم تقليدهم فى النفس والهمس واللبس ويا حبذا إذا كان هناك تشابه !!
وبالنظر إلى السينما وما يعرض .. قد يقول البعض أنها مرآة الواقع .. فالسؤال أى نوع من الواقع، الواقع الكائن ام المروج له ؟
قيل "فإن المتتبع لتاريخ السينما المصرية منذ بداياتها في عشرينيات القرن الماضي يجد أنها بدأت أولا تحت مسمى الأخلاق وتمثيل المجتمع وعيوبه ، ثم بدأ الهدف الأساسي من جلب السينما للمجتمع المصري وهى في بداية ظهورها في العالم أي في نفس وقت ظهورها في إنجلترا وأمريكا وفرنسا بدأت في مصر بممثلين من أصول غير مصرية يقبلون التعري والرقص واحتساء الخمر وبدأ دس السم لتدمير المجتمع المصري المتدين المحافظ وذلك بتشجيع السفور بالسخرية من الملابس التقليدية والحض على تقليد الخواجات بدعوى التحضر والتفرنج تلاها السخرية من علماء الدين ومشايخ الأزهر وتصويرهم بأشكال مضحكة وفصول مزرية على إنها كوميدية ولكنها في الحقيقة كانت صاحبة الفضل في خلع المصريات لملابسهن التقليدية وانتشار السفور والتعلق بالموضة ومحاكاة الغرب وكما فعل أتتاتورك في التركيات فعلت السينما بالمصريات وبالمشايخ الذين استبدلوا أيضا ملابس الأزهر التقليدية بالملابس العصرية، وعلى طريق تدمير المجتمع المصري بدءا بقبول العرى وانتشار الرقص والخمور ودس الأفكار الغريبة على المجتمع وإقناعه بقبولها والزواج براقصات الملاهي الليلية ونشر الرذيلة بين الشباب والدعوى إلى حرية الاختلاط وتسليط الضوء على المشاعر و التمرد على الأسرة ورفض الزواج التقليدي والتشجيع على الطلاق ورفض البنت الزواج حتى الحصول على مؤهل جامعي وتشجيعها على العمل وأفضليته على البيت ورعاية الأولاد .."


وفي الحقبة الحالية و المعاصرة نجد نوعية الأفلام كالتالي أفلاما تعالج قضايا و ظواهر اجتماعية و مشاكل غير موجودة في وطننا العربي في الحين الذي تغفل فيه مشاكل هي موجودة حقاً في مجتمعاتنا مما يؤدي إلى مفعول عكسي أي نشر تلك المشاكل الغريبة عنا و المعروضة .. والنوع الثاني هو تقليد أعمى للحقبة السابقة

والنوع الثالث .. أفلام تنشر الرذيلة حيث تظهر مشاهد العري و إقامة علاقات غير شرعية و شرب الخمر كأمر ثانوي اعتيادي و كثيراً ما يتكرر مشهد " شاب هائم في الطريق مع زجاجة خمر ويشرب و يصرخ أو مشهد أخر يتعاطى المخدرات و غيره ." و الخطير في الأمر هو ابعد من موضوع التطبيع لتلك الأمور و الذي يصل إلى حد التشجيع عليها فتظهر على أنها (حاجة روشه ) أو أنها من شيم الأغنياء و كبار القوم. و من طبيعة النفس البشرية التقليد الأعمى دون تفكير بالعواقب
و النوع الرابع نجده في الأفلام السطحية و التي تظهر غاية الربحية المادية للمنتج بشكل جلي منها فالذي يحب أفلام الحركة و الإثارة نعطيه إياها بدلا من إن يستوردها من أمريكا و لنا الأفضلية بسبب تماثل اللغة و هذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان الإعلام العربي يتأثر بالمشاهدين في الحين انه من المفترض أن يكون مؤثرا ايجابيا و ليس متأثرا
و أما النوع الخامس .. أفلام اللعب على المشاعر و الذي بالإضافة إلى انه يبغي الربحية من وراء بيع الأحاسيس للناس و الهدف الاسمي منه هو لاشيء البتة هو يستثير حواسهم و مشاعرهم و أحلامهم و أكثر ما يستثار في تلك الأقلام بالإضافة إلى الشهوة البشرية هو حاسة الأمومة و الأبوة و العاطفة و القومية و الدين و المال و الغنى و الجاه و الأمانة الاجتماعية و الشعبية لكن هذه الاستثارة كما أسلفنا هي من دون هدف معين إنما لمجرد الاستثارة



السينما لها دور كبير في تفشي العلاقات غير المشروعة بين الشباب





هذا ما قاله الناقد السينمائي "محمد ممدوح" في تعليقه عن السينما وعلاقاتها بخطايا الشباب، مؤكدا أنها تناولت علاقات ما قبل الزواج على أنها شيء روتيني، ذاكرا أفلام الفترة الحديثة..ويشير إلى أن السينما المصرية تحاول خصوصا في الفترة الحالية أن تؤكد العلاقات غير الكاملة وأن الرجل الشرقي عليه أن يتخلى عن شرقيته ومرجعيته الدينية والأخلاقية ..مضيفا أن أفلام خالد يوسف تسير في هذا الاتجاه حيث يعتبر نفسه هو ومن يسير على نهجه قوى ضد بعض الأفكار الإسلامية التي يعتبرونها رجعية ومحافظة.

ويوضح محمد ممدوح أن العلاقات غير المشروعة ليست بجديدة على السينما المصرية بل هي موجودة منذ القدم فنجد أن البطل في الأفلام القديمة يرتبط عاطفيا براقصة أو بفتاة تعمل في نواد ليلية، ولكن عقدة الفيلم تكون في كيفية إقناع الأهل والمجتمع بأن يبارك علاقة من هذا النوع، عكس أفلام الفترة الحالية التي تتعامل مع هذه العلاقات على أنها علاقات مسلّم بها، بل تتناول المشاكل العاطفية والنفسية لهذه العلاقات وتحاول حلها.

ويؤكد أن العمل الفني بطبعه عمل متحيز لذلك لا تنقل السينما الواقع بشكل كامل بل تحمل وجهة نظر صانعها وتحيزاته الفكرية والسياسية، وهذا ما حدث عندما رصدت السينما علاقات موجودة في شريحة ضيقة جدا في المجتمع لها خصائص اجتماعية معينة، مضيفا أن هذه الأنماط من العلاقات أشبة للنموذج الأمريكي والغربي.

ويضيف محمد ممدوح أن هناك أنماطا أخرى من العلاقات السوية في المجتمع لها مشاكلها التي تعاني منها فئة كبيرة من الشباب ويمكن للسينما المصرية رصدها ومحاولة إيجاد حلول لها بدلا من التركيز على الأنماط الأخرى المستوردة كالتي رأيناها في الأفلام . "

وادي ذلك السيل المنهمر إلى إفرازات غريبة .. وتحول المجتمع إلى جهاز استقبال بعدما تم السيطرة على العقول وتنويمها مغناطيسا بكل جديد وبمرور الوقت يزداد المخدر وأيضاً يتم إنبات قيم خبيثة واقتلاع غيرها رشيدة ..
وأصبحت السينما بافلامها ومسلسلاتها ونجومها وبالاضافة لاصوتها " الغناء " أكبر جهاز يتم إغداق أموال طائلة عليه
فى حين إن المجتمع ليس بحاجة إلى السينما وإنما إلى ما ينفق عليها ليتم الاعمار بدل من ذلك التخريب المتعمد وتلك الثقاقات والفن الواهى .. وإنه لمن العجيب ان تجد ميزانة طائلة يتم اعداد العدة لها ليتم تفريغها فى شهر واحد فأين العقول !! ومن المستفيد ..

حتى إن مجلة صباح اليسارية المصرية تذمرت من السيطرة الأجنبية على السينما المصرية، وغرسها لأفكار وأخلاق معينة فكتبت في افتتاحيتها:«لقد كنا إلى آخر لحظة نحسن الظن أو نحاول أن نحسن الظن بجماعة الأجانب الذين يحترفون السينما في مصر...وطالما أغمضنا أعيننا عن كثير من الجرائم التي يرتكبونها ويعتدون فيها على كرامة المصري ....أهملوا اللغة العربية وهي لغة السواد الأعظم من أبناء البلاد...»وذلك ما يحدث بالفعل وادي إلى انتشار مفردات جديدة ولغة جديدة " روشنه "
وفي حقبة الأربعينات الميلادية شن أحد النقاد اليساريين حملة قوية على وضع السينما ومضامينها، وكتب المقالات المنتقدة لها، وسماها (سينما المخدرات) لما فيها من مضامين الفساد.. وهاجم نظرية (الفن للفن) التي يرددها الآن بعض بني قومنا المتحمسين للإفساد في بلادنا باسم الانفتاح والإصلاح.
وإنما هي مزرعة لاستنبات الأفكار الغربية المنحرفة في البيئة الشرقية المسلمة، لقد درس ناقد فرنسي إنتاج السينما العربية، وحلل واقعها خلال خمسة عشر عاما ليثبت بعد ذلك السطو الإمبريالي الرأسمالي عليها ويؤكد في دراسته استئثار شركات الإنتاج والتوزيع الأمريكية بها.
ويلخص هذا المعنى أحد أشهر النقاد السينمائيين العرب فيقول:«كانت الأفلام الواردة من خارج الوطن العربي والعالم الإسلامي والأفلام المصنوعة داخل الوطن العربي والعالم الإسلامي تتقاسم قتل المشاهد فكريا وأخلاقيا بصورة تبعث على الدهشة، وكأنما كان هناك نوع من التلذذ بعملية هذا القتل البطيء والمستمر دونما هوادة..» ثم يذكر أن أي دراسة سيكولوجية لتأثير ما أنتجته السينما تُظْهِر بجلاء أنها لعبت دورا كبيرا في تخريب الكثير من القيم الإنسانية، وفي تشويه العقل العربي الخام، ودفعه في اتجاه البحث عن قيم غربية بعيدة عن تقاليده وقيمه.



تأثير السينما على المجتمع




فتك السينما بالأخلاق عظيم، وصياغتها للعقول والأفكار لا ينكره إلا مكابر، وقد كان الزعيم الشيوعي لينين يخاف من تأثير السينما الليبرالية على الشعوب الشيوعية، ويخشى أن تتحول عن الاشتراكية بسببها، وكان يقول:«تسيطر على الفن السينمائي حتى هذه الساعة أيدي تجارية قذرة، وتقدم للمشاهدين أفلاما سيئة أكثر مما هي مفيدة، ففي الكثير من الأحيان يُفْسِد الفن السينمائي المشاهدين بأفلام سيئة المضمون». وهذا ما دعا كاتبا روسيا مرموقا أن يؤلف كتابه: الفن السنيمائي وصراع الأفكار.
إن تأثير السينما على المعتقدات والأخلاق، وصياغتها للعقول والسلوك والأفكار لا ينفيه صانعوها والمروجون لها والمالكون لأكبر إنتاجها، بل يثبتون ذلك، وكذب من زعم من بني قومنا أنها لمجرد الترفيه والتسلية، وأن من يحاربونها يَتهمون غيرهم على غير هدى، فهذا المخترع المشهور توماس أديسون وهو ممن طوروا آليات السينما يقول: «من يسيطر على السينما يسيطر على أقوى وسيلة للتأثير في الشعب..»
ويقول أحد المؤرخين للفنون الأمريكية:«إن السينما سواء أحببنا أم لم نحب هي القوة التي تصوغ أكثر من أي قوة أخرى الآراء والأذواق واللغة والزى والسلوك بل حتى المظهر البدني ...» حتى قيل: السينما أفيون الشعوب، ويقول مفكر أمريكي آخر: «ليست وظيفة السينما أن تزودنا بمعرفةٍ للعالم فحسب وإنما تخلق أيضا القيم التي نعيش بها»
وأما دعوة البعض بإنشاء سينما نظيفة فهي أحلام مخادعة لا رصيد لها من الواقع؛ لأن عماد السينما على الإثارة، والإثارة لا تتأتى إلا بتحطيم القيود الدينية والأخلاقية، يقول أحد كبار المخرجين الألمان:« يحرك الجمهور دافعان: الجنس والعنف، أصبحنا جميعا بهذا المعنى كمتعاطي المخدرات نتحرك عندما يحركوننا، عندما يجذبوننا أو يبعدوننا، ولا يوجد لدينا انسجام مع ذواتنا».
وأما ادعاء البعض بوضع شروط وضوابط لها فهي أضحوكة يلهي بها المفسدون أهلَ الغفلة من الناس، فمن خرقوا دساتير الدول وأنظمتها الإعلامية هل يتقيدون بشروط وضوابط لن تكون إلا حبرا على ورق، وقبل ستين سنة من الآن صدر في مصر قانونٌ للسينما ينص على: مراعاة احترام الأديان وعدم التعرض للعقائد...ولا يسمح بمناظر الحركات المخلة بالآداب بما فيها الرقص الخليع المغري.
وحال الأفلام المصرية التي صدرت بعد هذا القانون خلال ستين سنة ليس يخفى على من شاهدوها في قذارتها وانحرافها وسخريتها بالدين وأهله.
إن السينما إنْ كان المقصود بها نشر الفساد والانحلال في هذه البلاد فهي خطوة من خطوات المفسدين كيف يرضاها العقلاء والمصلحون؟!
إن من الطبيعة التي ألفناها منهم أنهم يعرضون فسادهم خطوة خطوة، ولن يتوقفوا وإنما سيطالبون بتوطين السينما كما حصل في مصر في بدايات القرن الماضي، وتوطينُها يستلزم تخريج جيش من أبناء البلد وبناته ليكونوا ممثلين ومخرجين ومنتجين ومصورين وغير ذلك، وهذا الجيش لا يمكن تخريجه إلا بإنشاء أكاديميات ومعاهد متخصصة في السينما، وبعثات طلابية للجنسين تدرس السينما في الخارج، ثم ستكون الحاجة ملحة لإنشاء مدن سينمائية، واستوديوهات للتصوير وغير ذلك مما يكلف أموالا طائلة في سبيل الشيطان، والسلسلة لن تنتهي.
وإن كان المقصود بها مجرد التسلية والترفيه -كما يزعم الزاعمون- فهلاَّ أنفقوا أموالها الطائلة على مشروعات التنمية التي توفر ما يحتاجه الناس من ضرورات وحاجات بدل إغراقهم في الترفيه المحرم!!
وان الحديث لا يقتصر على السينما فحسب بل يمتد إلى تلك الأصوات التي تتعالى كل يوم ويتم تمهيد الطريق لها والإنفاق على نشازها وجمال والوجوه والأجساد من اجل لفت الأنظار .. وإقامة الحفلات الصاخبة لهم .. وكان اثر كل ذلك أن انقلب المجتمع رأساً على عقب وأصبحت القلوب تهفو إلى هؤلاء النجوم والعيون تسعد برؤيتهم بغض النظر عن العرى .. وما يقومون به من دغدغة المشاعر والرقص على أوتار القلوب .. وجلب الفتن إلى المجتمع وتدمير الحياة الأسرية لأنهم اقتحموا على الناس بيوتهم، ثم لما حدثت ثورة الاتصالات في البث الفضائي والشبكة العنكبوتية صار النظر إلى النساء والرجال وهم بأبهى حلة أمرا مألوفا عند أكثر الناس. والتطلع إلى محاسن كل من تشرق به تلك الصور المتحركة ليتم المقارنة !!
وإن كانت الصور المتحركة والأصوات المسموعة لها دور في إفساد الأخلاق وتشويه المجتمع فإن
دورها لا يقتصر على الفساد والإفساد وإنما تغيب العقول.



ما هي الطريقة الأجدى والأكثر فعالية للسيطرة ؟




التحكم بالعقل .
هم لا يريدون شعباً من مواطنين قادرين على التفكير بشكل ناقد !
هم لا يريدون أناس دوى معرفة متعلمين وقادرين على التفكير بشكل ناقد !
هم لا يريدون ذلك .. ذلك ضد مصلحتهم ..هم لا يريدون أناس أذكياء بحيث يكتشفوا كيف يتم خداعهم !!
ولكن يريدون كما قال جورج كارلين عام 1991هم يريدون عمال مطبعين .. أناس على درجة بسيطة من الذكاء بحيث يتمكنون من إدارة الآلات وإنهاء الأعمال المكتبية !! وعلى درجة من الغباء بحيث يقبلون تلقائياً كل تلك الوظائف ذات الأجور البسيطة والأجور الزهيدة ..
وقيل أيضاً عن السينما وذلك الجهاز المكعب !!







والسلسلة لن تنتهي .. فالبذرة انبتت الكثير واحتلت الارض .. وتم احتلال العقول وتم السيطره على العيون .. وإضافة كل يوم نكهة جدية لمزيد من التنويم ..فالقضية كانت فى البداية دفاع عن اخلاق وأصبحت الآن قضيه لهدم الاخلاق وانتشار السفور والسيطرة على العقول وهدم اركان الاسرة ووضع مفاهيم جديدة لاختيار الطرف الاخر من خلال المقارنة بين نجوم المجتمع إلى أخر السلسة !!

قيل " فأعظم أشكال السيطرة هى عندما تظنون أنكم أحرار ، بينما أنتم فى واقع الامر وبشكل أساسى قد تم التلاعب بكم وإملائكم !!
إن الذى يعانى منه الجنس البشرى هو التنويم المغناطيسى الجماهيرى ! وقد تم تنويمنا مغناطيسياً من قِبّل اناس !!
فالمنوم المغناطيسى الاقوى على كوكب الارض هو عبارة عن علبه مكعبة فى زاوية الغرفة ! أنها تخبرنا بشكل مستمر ما الذى يجب علينا تصديقه على أنه حقيقى !
إن الخطر الاكبر الآن هو العقل الحر المفكر !! والاسلحة التى يتم استخدامها لتدمير ذلك موجودة بين جدران منازلنا تقوم بتسليتنا وأطفالنا وتلقيننا والتأثير علينا تدريجياً دون الانتباه لذلك !!

بيوت من نسيج العنكبوت




أصبحت بيوتنا خاوية مثل بيت العنكبوت بيت ولكنه من اوهن البيوت ، بيوت كارتونية يؤدى كل فرد فيها دوره المرسوم له كأنه مثل الدمية التي يحركها صاحبها ليُضحك بها الأطفال.الآن نفتقد الأسرة التي هي الخلية الأولى في المجتمع ولبنته الأولى الأسرة التي هي محضن الرجال.فأصبحت الأسرة في يومنا هذا كالمسخ أسرة جسداً بلا روح ولا قلب، وبالتالى لا نشعر بدفء الأسرة, بعدما أصبح دور الأب كالبنك "التمويل فقط" وافتقارنا لدور الأم التي هي نصف المجتمع والتي تأتى بالنصف الأخر فمن يوم أن ضاعت نساؤنا ضاعت الأسرة وانطفئت أنوارها ولن نرى نور الأسرة يعود من جديد إلا بعودة نساء حقاََ نساء يحملن بناء بيت في أعناقهن ويعلمن علم اليقين بأهمية الأسرة التي هي جسد المجتمع. تقول باحثة البادية: إنما المرأة كالمرآة بها كل ما تنظره منك ولك .. فهي شيطان إذا أفسدتها وإذا أصلحتها فهي ملك ، فمن أين يصبح الجسد معافى قويآ وحامل هذا الجسد مريضا ؟؟ فما السر في ضياع نساءنا وأمهات المستقبل ، هل هو التقليد الأعمى ، والخضوع للموضة، والفن الهابط بدون أدنى تفكير، أم إفرازات زمن العلمانية والعولمة الذي نعيش فيه ، أم صرخات الحرية المزيفة ، أم غياب الضمير الداخلي بالإضافة للضغوط التي تفرض بمرور الزمن ،أم حالات التمرد ومحاولات التحرربحلم بناء الذات أم ....أم...؟؟؟؟؟؟‏
"(تقول ملك حفني ناصف "إننا لو سلمنا بما يقترح علينا من ضرورة تقليد الغربيين في أمور معاشنا ولباسنا بما قد لا يوافق روح الشرق فإننا نندمج فيهم ونفقد قوميتنا بمرور الزمن وهذا هو ناموس الكون إذ يفنى الضعيف في القوى وإنه لمن العار أن نهمل هذا الأمر يجرى مجراه)"
فالإنسان الفرد ابن زمانه ومكانه‏, ‏ وثقافة عالمه‏, ‏ وهو عالم كافر بكل أنماط الشرعية‏, ‏ عالم يعبد القوة المادية‏, ‏ وكل مظاهر اللذة الحسية‏, ‏ عالم الغرائز المتوحشة عالم كالأدغال المظلمة تقف فيها لا تعلم من أين يأتيك الخطر وأنت منتظر مكتوف اليدين مرتعد الفرائس تتمنا لو أن معك من تفتدى به وتنجى نفسك... فأيـن الأســــرة إذا من ذلك العالم ؟اْجهضت الأسرة عندما ظهرت الأنانية والمصلحة الفردية وضاعت المسئولية وعدم القدرة على تحمل الالتزامات من كلا الطرفين وأصبح الطلاق أسهل كلمه في قاموس حياتنا وحذفنا منه المودة والرحمة.فعندما نقرا ما يحدث من مشاكل أسرية نجد خيانات لأزواج وزوجات وسوء معامله تؤدى لطريق الهلاك ومع كل هذا الظلام تجد أسرة مضيئة ولكنها فتحت الأبواب لشياطين الإنس ليبدوا بالهدم أو تجد أسرة راح احد أطرافها ضحايا لسوء استخدام التقنية الحديثة، ومشاكل لا حصر لها..!وكلها تفضح عذابات النفس‏, ‏ وتفوح قهرا وارتداداً عن الفضائل‏, فقد ساءت الأقوال والأفعال‏, في أقدس وأهم علاقة إنسانية ألا وهي الزواج .وهذا سيدفع الأجيال القادمة إلى عتمه المجهول وقسوة العجز لافتقاد النموذج الذي يحيك عليه أسرته ليسير المجتمع على الدرب والمنوال المرسوم له .نحتاج رجال أباء لديهم قوامه قادرين على تحمل المسئولية والالتزامات (فمن لا يقدر أن يقدر يقوم بدور الأب, فلا حق له أن يتزوج ليصير أبآ)نحتاج رجال أباء بمعنى الكلمة رجال تُنبت نبته طاهرة كالشجرة الطبية تُصبح قدوه يحتذا بها وحسنة جاريه لهم بعد الممات.نحتاج نساء عفيفات نساء زوجات وأمهات بمعنى الكلمة قلباََ وقالباََ نحتاج من تحمل على كتفيها رقى أسرتها وتجعلها الأسرة المثالية في مجتمع يحتاج لأسرتها لتُيقظه من نومه العميق وتدب فيه روح الحياة من جديد ويصبح جسدا كل أعضائه تعمل بكل كفاءة، مجتمع اشتاق لقطرات مطر تسيل على أرضه التي تشققت من كثرة الجفاف لتعيد إليه حيويته ونهضته ‏, ‏ فالأمم التي بادت ماتت من الداخل بموت خليتها التي تبعث فيها الحياة.إن أحظر ما يحدث هو أن يتحول المجتمع إلي حالة خواء ‏فيكون السقوط والانكسار..‏ لأن الأسرة السعيدة المستقرة المتماسكة هي لبنة المجتمع القوي‏.


مقتطفات من كتاب





سنوات كثيرة عبرت .. كأننى في قطار وذهبت في لحظة نوم لا ادري كم طالت ولكنني اكتشفت بعد أن صحوت من غفوتي .. أن محطات كثيرة قد عبرت .. وأن كثيراً من رفاق الرحلة ذهبوا وأن القطار قطع مسافات طويلة .. وان السفر كان مرهقاً ومتعباً وثقيلاً ..


في رحلة القطار رأيت وجوهاً كثيرة أحببتها ووجوهاً أخرى كثيرة رفضتها .. لا أستطيع أن أقول أنني كرهت أحداً .. فأنا أرفض أن أكون صديقاً أو قريباً من احد لكنني لا أستطيع أن أكره .. لأنني أحتقر هذا الإحساس وأعتبره أكثر درجات الضعف البشرى.. وحتى هؤلاء الذين أساءوا إلىّ وألقوا الحجارة على رأسي كنت أتركهم لأنفسهم ليس عن ضعف ولكن عن ترفع ..في رحلة القطار حاولت أن أعيش كما أحب .. ونجحت في بعض الأحيان .. ولكنني لم أنجح في كل الأحيان .. ولكن أعتقد أن هناك أشياء كثيرة لم أفرط فيها .. فلم أدخل في مساومات على عمري وحياتي ولم أحاول العيش كما يريد لي الآخرون.. وفي رحلة القطار تعثرت قدماي .. ووجدت من يحاول أن يدفعني تحت عجلاته وكانت عناية الله أسبق .. ووجدت أيضاً من أخذ بيدي وأرشدني ولم يبخل علىّ بحكمته .. ووجدت قلوباً كثيرة أحبتني وهى لا تعرفني وقلوباً كثيرة أحتوتنى وأيضاً وجدت من ظلمني وهو لا يعرفني .. ولم أندم على شيء لاننى أؤمن عن يقين إن واجبنا أن نعمل ما نستطيع وألا نبخل بالجهد .. وعلى الله قصد السبيل.. ولم أنظر في يوم إلى ما في أيدي الآخرين .. لآن عندهم ما يميزهم وعندي ما يرضيني !!


****


هناك بعض الناس يظهرون علينا فى المواسم مثل بعض الحشرات والطيور ، فالناموس مثلاً يهجم علينا فى الصيف ، وبعض الطيور الانتهازية تهرب من الثلوج فى بلادها لتبحث عن الدفء فى أى مكان آخر ، فإذا طلعت الشمس بقيت ، وإن جاء الجليد هربت ، وهذه الطيور تتعامل بلغة المصالح التى تسود عالمنا الآن ، إنها تسافر حينما يأتى الصقيع ، ولا يهمها إلى أين تسافر ؟ ولا تعرف مع من تسافر ؟ وإلى أين تتجه ؟ إنها تذكرنى بالقطط الضالة التى تطوف الشوارع والبيوت ، ولا تشعر بقيمة أى مكان ، لأن الأشياء عندها تتساوى ، مثل هذه القطط تبحث عن بقايا الطعام سواء كانت هنا أم هناك ، تستطيع ان تنام فى أى جحر ، وأن تلقى نفسها فى أى صندوق قمامة . وهناك أنواع من االبشر تشبه القطط تماماً ، تراها فى كل مكان ، وتقبل عليك إذا احتاجت منك شيئاً ، وتهلل لك إذا كان لها طلب عندك ، وأنا لا أحترم هذه الانواع من الناس ، ولا أقترب منها أبداً



****



كلما قرأت لك أشعر إنك تضيع عمرك في أوراق لن تغير في وجه الحياة شيئاً..تزرع الأحلام في أرض جرداء خاصمتها الخضرة منذ زمان بعيد .. تحاول أن تعيد النبض إلى ضمائر ماتت وقلوب استكانت ونفوس أصابها العطب .. المعادلة يا سيدي ليست في صالحك على الإطلاق .. إنك لا تملك شيئاً غير هذه الأوراق فهل تتصور إنك بالكلام تعيد النبض لأشياء ماتت؟..إن الشمعة التي تحملها لن تضيء أكثر من يديك ..وهناك الآف الزوابع حولها وملايين العواصف التي تجتاح كل ما هو مضيء في هذه الحياة.. أنت يا سيدي تحرث في البحر !!
قلت : إذا كان المرء أمام خياران فلابد من أن يختار أحدهما .. وأنا لا أصلح أن أكون مهرجاً في السيرك ..ولا أستطيع أن أشارك كل يوم في مزاد .. ولا أتصور نفسي كذاباً في زفة .. وكل ما عندي بعض بذور الخير الصغيرة التي أغلقت عليها خزائن عمري وأحاول أن أزرع بعضاً منها في هذا المستنقع .. بعضها يصيبه العفن .. والبعض الآخر تدوسه الأقدام .. ومازلت أنظر لعل بذرة واحدة تقاوم رطوبة الأرض وفساد الجو وترتفع قامتها إلى السماء !!





****


لا تحزني يا صديقتي إذا صرنا أغراباً كالعصافير ، وغنينا وحدنا ولم يسمعنا أحد
قالت : ولكنني أشك في مثاليتك . هل هناك بشر يفكرون كما تفكر ، ويعيشون كما تعيش ؟
قلت : حينما تختل موازين الأشياء يصبح الجمال هو الاستثناء ، ويصير القبح القاعدة . فنقول فلان صادق وكأن الكذب هو القاعدة والصدق هو الاستثناء . فأنا لست مثالياً فكل إنسان يختار حياته ، هناك من يقبل على نفسه أن يلقى فى صناديق القمامة ، وهناك من يقبل أن يكون ذيلاً او حامل مبخرة ، او دجالاً فى السيرك .. وهناك أيضاً من يدفع عمره ولا يقبل أن يكون فى غير مكانه .. لقد اخترت أن أكون فى مكاني حتى ولو كان الثمن كبيراً
قالت : هل اخترت هذا ؟
قلت : تعلمت من الحياة أن البشر معادن .. لكل معدن ثمنه ولكل إنسان قيمته ، لن يتساوى الصفيح مع الذهب .. فنحن نصنع بالصفيح صناديق القمامة ونزين بالذهب صدور النساء ولن يتساوى الزجاج مع الماس رغم أن كليهما يحمل البريق .. فمهما زيفت مصانع الزجاج الألوان والأطياف ، فإن خبراء المجوهرات يعرفون المزيف من السليم، وكثير من الناس ما زالت لديهم البصيرة لأن يدركوا أقدار البشر.




****


تذكر .. أن لكل زمان مذاقاً خاصاً ..وان لكل عمر بهجة مميزه .. وأن الحياة تسرق منا العمر وتعطينا التجربة .. وأن التجربة تأخذ منا الجهد وتترك لنا الحكمة
وإذا أخذت منا الحياة القدرة منحتنا الطمأنينة فتحملنا دروب الشك إلى الإيمان وأمواج الحيرة إلى شواطئ اليقين !!



****


قالت : لماذا اختفى الرجل الفارس ؟
قلت : وما هى الفروسية فى رأيك ؟
قالت : الفروسية عندى الامان .. الفروسية هى الشموخ المتواضع .. والضعف القوى .. والقوة النبيلة .. رجلاً شامخاً يزينه التواضع .. وضعيفاً امام إنسانيته قوياً بالمنطق ..ضعيفاً أمام الحق .. قوة نبيلة ، لآن أسوا ما فى البشر القوة الغاشمة ، إنها لا تعرف الرحمة .. رجلاً يخافه الناس .. ويخاف هو من ضميره .. يرهب العالم بحكمته .. ويمتلك القلوب برحمته .. وتهفو إليه النفوس تعلقاً به .. وليس خوفاً منه.. هذه الانواع من البشر انتهى زمانها .. لقد مضى فعلاً زمن الفرسان
قلت : هذه النماذج التى تتحدثين عنها مازالت بيننا ولكنها بعيدة عن العيون .. إنها مثل اللآلىء الجميلة التى تسكن أعماق البحار وتحتاج إلى جهد كبير لكى نصل إليها .. هناك الرجل الذى يعطى عمره بلا مقابل من أجل قضية .. وحياته بلا ثمن من أجل من يحب .. هناك الرجل الذى لا يغير مواقفه كل يوم ولا يبدل وجهه عشرات المرات لانه يحترم شيئاً اسمه الصدق .. هناك رجال صامدون مخلصون مؤمنون ولكنهم للاسف الشديد بضاعة كتب عليها لصوص هذا العصر " هذه البضاعة للعرض فقط .. وليست للتداول بين الناس "



****


أعرف أن التيار عنيف .. وأن الجسد نحيل .. وأن العمر أقصر من القدرة على الأحلام .. ولكنني رغم ذلك مازلت أحلم ، وليست البطولة في هذا الزمان أن يحمل الإنسان سيفاً .. ولكن البطولة الحقيقة في أن يحمل ضميراً



****


قالت : لماذا تحب أشجار النخيل بالذات ؟
قلت : أشعر فيها بالتفرد والتميز ، فرغم كل نظريات السياسة والاجتماع والاقتصاد فأنا ما زالت احترم فردية الإنسان ..
أن أشجار النخيل تذكرني بالقامات الطويلة من البشر تتزاحم حولها قامات صغيرة كثيرة ولكنها تبدو شامخة
قالت : ولكن هناك بعض أشجار النخيل العملاقة التى لا تعطى ثماراً ؟
قلت : انا لا أتحدث عن القامات الطويلة التى تحمل عقولاً فارغة ، فأنا لا يخدعني الشموخ المزيف ، فقد تطول القامات وتخفى جهلاً وقد يبدو الرجل مهيباً فإذا تحدث نطق كفراً


ً
****




قالت : ما الذي يبقى من المرأة عندك ؟
قلت : لا أنسى عقل امرأة احترمته وعرفت قدره
ولا أنسى وجدان امرأة احتواني في لحظات عمر ثقيل
ولا أنسى امرأة شاركتني حلماً ولو لم يتحقق
ولا أنسى امرأة أعطتني شيئاً ولم تكتبه في أجنده الحسابات لتطالبني به يوماً.. إن المرأة كالرجل تماماً موقف
قالت: وماذا تقصد بالمواقف .
قلت : لن تتساوى امرأة أسعدت إنساناً مع أخرى حولت حياته لمسلسلات من النكد والجحيم .. لن تتساوى امرأة لا تفارق الابتسامة وجهها وأخرى لم تضحك في حياتها إلا مرة واحدة حينما وقع زوجها وثيقة الزواج .. لن تتساوى من تمنح الدفء والأمان .. ومن تفجر براكين السخط والغضب


****



أيقنت وأنا أودع عاماً لن يعود اننى خسرت زماناً وكسبت إنساناً .. وأننا نستطيع أن نعيش العمر مئات المرات مادام في أعماقنا قلب ينبض !!



****


قلت : أجمل أنواع الزواج زواج يقوم على التفاهم .. لان التفاهم يخلق الحب .. ولكن الحب لا يفتح دائماً أبوباً للتفاهم
قالت : وماذا تقصد بالتفاهم ؟
قلت : ان تكون هناك موجات اتصال بين الحبيبين .. ألا يدخل بينهم عمليات التشويش .. ألا يكمل أحدهما كلامه ورغم هذا يفهمه الطرف الأخر .. أن يشعر الإنسان بالأشياء قبل حدوثها ويسمع الكلمات قبل ان تقال .. فإن غياب التفاهم يذكرنا بشخصين يتحدث كل منهما لغة مختلفة .. ولا يفهمان سيئاً ويحاول كل منهما أن يستخدم يديه وعينيه في الحركات والإشارات وينتهي الحوار الصامت إلى اقرب نقطة للبوليس !!




****




قالت : وهل فى الحب عملات مزيفة ؟
قلت : أكثر الأشياء زيفاً في عالم اليوم مشاعر البشر .. كم من الابتسامات تخفى وراءها الخناجر .. وكم من الأحضان تخفى وراء الدفء كل ألوان الغدر ، وكم من أقوال الحب لم تعرف للصدق طريقاً .. إن الحب من أكثر الأشياء التي فقدت بريقها بين الناس ; لان الناس زوروه كثيراً ، هناك عشرات الأقنعة ، وخلف كل قناع تختفي أكذوبة كبرى
قالت : أنت متشائم .
قلت : لست متشائماً ، ولكنني أحب الحياة ، ومشكلتي أنني أريد الحياة التي أحبها .. أو بمعنى آخر أريد الحياة كما أحب .



****


كان الليل صامتاً .. والجدران تنظر إلى ملامح وجهي .. وأثاث الغرفة يتثاءب في كسل غريب.. كان حولي الآف الكتب .. كل كتاب منها اخذ شيئاً من عمري ..وكان معي الآف الأصدقاء .. كل واحد منهم قدم لى شيئاً .. فأنا مدين لهم جميعاً ، ولكنه الدين الذي لا أستطيع أن أرده لهم يوماً .. لقد اعطونى عصارة فكرهم ورحيق عمرهم وضوء عيونهم وتجارب أيامهم..كل صديق من هؤلاء الذين أحاطوني هذه الليلة اعطانى من عمره شيئاً ..و جلست انظر إلى أصدقائي الذين أخذوا مساحة كبيرة فى قلبي وتركوا علامات كثيرة على عقلي !






****


القضية ليست قضية بطون خاوية ولكنها مشكلة قلوب أصابها الخراب ونفوس سكنتها الوحشة وضمائر مات فيها الإحساس !!
حينما تموت قلوب الناس وتتكاسل ضمائرهم وتخبو في أعماقهم معاني الجمال ..يصبح من الضروري أن نقف في آخر القلاع في محاولة أخيرة من اجل إنقاذ الإنسان الإنسان .. وأنا أحاول هذا بقلمي لاننى لا أملك غيره !!




وقفة !!



قيل: نفسك كالسائل الذي يُلون الإناء بلونه فإن كانت نفسك راضية سعيدة رأيت السعادة والخير والجمال وإن كانت متشائمة رأيت الشقاء والشر والقبح .

وقيل:ارضي عن نفسك وتقبلها من المهم جداً أن تنتهي إلى قرار بالرضا عن نفسك والثقة في تصرفاتك وعدم الاهتمام بما يوجه إليك من نقض طالما إنك ملتزم بالصراط المستقيم فالسعادة تهرب من حيث يدخل الشك أو الشعور بالذنب.


وقيل:أخف شيء على الإنسان نفسه لكن من الصعب أن يعرف دخائلها...فاعرف نفسك ولا تحاول التشبه بغيرك.


تعد النفس الجعبة الكبيرة التي يتم إلقاء العديد والعديد من الأفكار والحوارات المتكلمة أو الصامتة بداخلها دون ادني تنقيه ولذلك تختلف النفوس طبقاً لما يتم إفراغه بداخلها .
فإذا أسكنتها  السموم فلا تنتظر غير الشقاء..وإذا أسكنتها كلام كاليقطين فلا تنتظر إلا النجاة من أمعاء الحوت وظلاً ظليل..وهذا هو الكلام.
فحالات السرور البهجة والتي تسبقها أو تعقبها تعاسة مفرطة ننتج من خلال التحاور بين العقل المسيطر والنفس المتمردة ونظرأ لسيطرة العقل يتم إفراغ ما به من أحزان فتتلون هذه النفس بأظلم الألوان أو يفرغ خزعبلات تدفعها لحاله من الجنون.. أو يفرغ بها نغمات من أعذب الألحان لتعزف سيمفونية لتعبر عن نفس راضيه وعقل يشاطرها هذا الرضا...
• هل تعلم أنك تكلم نفسك وأنت لا تدرى ؟
قال أحد خبراء التربية البشرية إن كلا منا يخاطب نفسه بما لايقل عن 70 ألف كلمه في الساعة الواحدة هذا وأنت صامت فكيف هذا الجنون؟
أحياناً تجلس فتجد نفسك تبتسم ولا يوجد ما يدعوك إلى الابتسام أو العكس .وأحياناً تجد عينيك تخترق الجدران وتسافر بعيداً لتنسج لك أحلام وتخبرك بأحداثها وتشاهدها أيضاً..بل وتحاور نفسك لما هذا لونه كذا وهذا هنا وترتب أحداث يومك وأنت في صمت متكلم...
وأحيانا فجاءه تنطق وتصف نفسك بالغباء ولربما بالذكاء أحياناً ...
فتمهل...قبل أن تقتل نفسك بيديك..فلربما كلمة تحيى وتميت..تمهل عند محاورتك لهذه النفس الكامنة بداخلك...
وإذا شعرت بحديث عقيم لايودى بك إلا إلى الجحيم...فإلتمس من يمدك بزهور الربيع..
ليبرز لك محاسن هذه الشخصية وايجابياتها لتضيء هذه النفس وتنطلق من جديد بعيدا عن الحزن العقيم إلى سعادة ترفرف بها على الجميع..

واعلم..... إن السعادة عطراً لا تستطيع أن ترشه على من حولك دون أن تعلق بك قطرات منه...