سنة جديدة.. وأسئلة جديدة




مشكلتي الحقيقة التي بدأت تتضح ملامحها أنني أدمنت الصمت عوضاً عن البوح وأتقنت الإشارات بدلاً من القلم وهويت الظلام كالخفافيش واتخذت منه وقتاً للعمل وتجميع الغيوم التى تزيد الظلمة وهجرت مدن الأحلام فلا يستقيم لي حلم ولا سطر دون أن تأكله الحريق فتتركه رماداً ينتظر هبوب الريح ليتم دفنه مبعثراً في كل أرضا حتى لا تقوى على تجميعه ولو للذكرى القصيرة . فلماذا؟
سؤال سخيف وعلامة تحجم الحركة للإجبار على التفكير ولكن ما استطيع أن اجزم به انه عندما يتم التحول من الظلام إلى مدن النور سنجد الجواب ولكن الآن أريد أن أتحدث عن موضوع جد خطير لماذا يتحول الإنسان هل الظروف الشماعة الدائمة التي يتم الاتكاء عليها أم الرفاهية المصحوبة بالغرور وذلك الكلام ليس من عالم افتراضي مكانة الأحلام وإنما هو وليد ارض الواقع يتم لمسة فى طباع البشر؟




ماذا يريد الشباب ؟ سؤال مرن وطويل لا تستطيع استخلاص نموذج أجابه له لأنة يضم نقاط عدة على جوانب مختلفة فأصبحت المطالب ليست حكراً على الصعيد المادي وإنما امتدت إلى الجانب الاجتماعي وزحفت إلى الجانب النفسي
فعندما تجد المادة تصبح عاجزاً أمام الجانب الاجتماعي والحياتي حيث ستأخذ الطرق ذهاباً وإياباً للبحث عن من هو مناسباً لك وتلك الكلمة لا تضم شق معين بذاته بل أصبحت حسابات مطولة تحاول تجميعها وترتيبها والتغاضي عن البعض والتأقلم مع البعض فى سبيل الخروج بنتيجة على الأقل مرضية تستطيع معها بدأ الطريق دون التنازل عن اساسيات بدونها ينهار البنيان وإن وجدت من هو يقارب حساباتك فاعلم انك من أصحاب الحظوظ !



مشكلة الناس فى الوقت الحالي الهموم والمشاكل وضغوط الحياة ولقمة العيش وسطور عديدة من هذا القبيل. فأصبح الناس كالآلات يعملون ليلاً ونهار بالتتابع متناسين أنفسهم والوقوف لتفقد أحوالهم النفسية وإذا حدث ذلك ستجد هموم ومشاكل لا حصر لها فأكثر ما يحتاج إليه الناس في الوقت الحالي من يستمع إليهم نعم فلو ان شخصاً تبرع وجلس ليستمع إلى هموم الآخرين سنجد طوابير تفوق طوابير الخبز الكل يحكى ويشتكى ويبكى فالهموم كثيرة والقلوب أصبحت ضعيفة والأجساد أصبحت نحيلة لا تقوى على التحمل ومازلت الآلات مستمرة فى الدوران وتلك هي الدوامة الكبرى!



سنة مرت وبداية اشراقة جديدة .. لحظة ميلاد جديدة تخرج من رحم الليل لتعلن سنة جديدة من عمرى..فعند تفقد الاحوال.. تجد انه قد تكسب اناس فتجد الارض تحولت إلى جنه الله ،وقد تخسر اناس وتجد الارض اجدبت وأصبحت صحراء جرداء وشمس محرقة وانت وحيداً لا تملك زاداً وظلاً ! وهذه مفارقات الحياة وهناك أناس من أصحاب الحظوظ وأعد انا منهم ولكنى من أصحاب الحظوظ الكبيرة !
وفى هذه السنة بدات أفتح ابواب وحدتى لاسمح لبعض صديقاتى بمعهد اللغات الذى التحقت به بعد ما أنهيت دراستى الجامعية بمجالستى ومؤانستى فانة لشعور جميل ان تجد ممن حولك يتفقدونك ويفتقدونك إذا غبت ويتودون إليك وليس هناك مصلحة ولكن ما أصعب أن تجد أن خسارتك كبيرة ودموعك تجاوزت عدد ضحكاتك ولحظات سعادتك لم تضمد لحظات ألمك !
أما بخصوص الامنيات الجديدة والحديث عنها فانها تعد كمدونتى الشخصية لا يستطيع احد قرأءتها لانها انا!!
معذرةً ! فلا اسمح للجميع أن يقرأونى !!


5 التعليقـــــــــــــــات:

فارس عبدالفتاح يقول...

أولاً :

كل سنة وأنت طيبة ، أطال الله بقاءك وأعزك وأكرمك وأتم نعمته عليه وأيدك بالسلامة والسرور وقرنها بالنعمة التي ‏لا تزول والكرامة التي ‏لا تحول . ‏

ثانياً : ‏

اسمحيلي أنا طبيعتي الصراحة المباشرة واعتقد انك لمستي في تعليقاتي هذا .. مع ان الردود كانت قليلة جداً وكانت ‏مقتضبة .. المهم

على كلن :

أنا من فهمي واستيعابي لكتاباتك ان إنسانه دائمة اليقظة ومتحفظة ودائمة الملاحظة والتفكير وطرح الأسئلة والبحث ‏عن إجابات لها .. ولكن في هذا الموضوع تقومين بطرح جانب آخر هو التواصل مع الآخرين .. وتسألين لماذا يتحول ‏الإنسان ..؟

هل الظروف الشماعة الدائمة التي يتم الاتكاء عليها .. أم الرفاهية المصحوبة بالغرو..؟

اذا قلن ا الظروف هي الشماعة .. فلم افهم ماذا تقصدين بالرفاهية المصحوبة بالغرور .. هل تقصدين البحث عن المال ‏وبالبحث عن الراحة وبناءً عليه ينتج الغرور من هذا المال وهذه الراحة البدنية .. ؟ أم تقصدين غير ذلك ..؟ ‏

المهم : ‏

تغير الإنسان له عدة أسباب وكل إنسان على حسب مبادئه وتمسكه بها وعلى حسب بيئته وعلى حسب متطلباته وعلى ‏حسب إمكانياته وعلى حسب قدراته وعلى حسب الأفكار السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه . ‏

على كلن : ‏

اعتقد انه لا يتغير إنسان صاحب مبدأ حقيقي وراسخ إلا اذا تغير إلى التمسك به اكثر وقد يصل به الأمر إلى المغالة . ‏

وهنا أنا اقصد المبادئ الحقيقية للقيم الإنسانية والفكرية والسياسية والدينية التي تستند إلى قيمة حقيقية تسمو بالنفس ‏والعقل وتروض الوجدان . ‏

ولا اقصد الاسترزاق والتكسب والفساد والنفاق والمراءات والمداهنات أو التنطع أو التضليل والتجبر والطغيان والظلم ‏أو النظر إلى الناس من منطلق طبقي ، أو سلطوي .. هذا هو منتهى الغرور والتكبر والكفر بالله .. كما فعل إبليس عليه ‏لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .‏

ومع ذلك أنا اعتقد أيضاَ ان البحث بين الناس على نموذج مثالي ليكون صديق أو ان يكون خليل فلن تجدي لان مصالح ‏الناس والأصدقاء والإخوان تتضارب وبناء عليه يحصل الاختلاف وهذا امر طبيعي وإنساني إلى ابعد مدى ممكن . ‏

لذلك قال الشعبي : تعايش الناس بالدين زماناً حتى ذهب الدين ، ثم تعايشوا بالمروءة حتى ذهبت المروءة ، ثم تعايشوا ‏بالحياء حتى ذهب الحياء ، ثم ‏تعايشوا بالرغبة والرهبة ، وسيتعايشون بالجهالة زماناً طويلاً . ‏

وقال : أطول الناس سفرا ً من سافر في طلب صديق ..!‏

وقال : الصديق ..!

إنسان هو أنت ، إلا أنه بالشخص غيرك ..! ‏

وقال عبدالله بن المعتز: ان الناس قد مسخوا خنازير ، فاذا وجدت كلباً فتمسك به . ‏

۩ Nour ۩ يقول...

أولاً : شكراً يا أستاذ فارس وكل عام وانتم بخير.
ثانياً : الجانب الآخر الذي طرحته من حيث التواصل مع الآخرين وجدت فيه تغيير إيجابى أثر فى حياتى بالايجاب ودفعنى إلى إعادة النظر فى موضوع الانعزال والجدير بالذكر إن ذلك لم ينتج من مصالح متبادلة وإنما العكس وذلك مما قل وربما ندر.
وذلك دفعنى إلى طرح الجانب الاخر وايضاً الشعور الجميل أن هناك أناس مازالوا من نوعية البشر الحقيقين.تجدهم يتفقدونك ويفتقدونك فى غيابك ويتوددون اليك دون مصالح تدفعهم.


أما من حيث المثالية فى الصداقة والاصدقاء وأن تجد صديق تجعله مراءة نفسك فذلك من المستحيل فى الوقت الحالى فلن تجد من هو نفسك ولا أمين عليك وحريص أكثر من نفسك وإن تم فعل غير ذلك فلا نلوم إلا أنفسنا.. ولفت انتباهى جدا ما ذكرته فى خاتمة تعليقك.



هل تقصدين البحث عن المال ‏وبالبحث عن الراحة وبناءً عليه ينتج الغرور من هذا المال وهذه الراحة البدنية .. ؟ أم تقصدين غير ذلك ..؟

‏أما بخصوص تحول الانسان فذلك نظراً لتحول حياة الانسان من اوضاع إلى النقيض وما بها من قوة مادية تجعله يستشعر بقوة ما أل اليه حاله ويتناسى ما كان عليه ضعف حاله فيما سبق وما يصاحب كل ذلك من النسيان الكامل لاولى الفضل وتفقد الذاكرة ولا يتذكر منها الا حالة النعمة الفارهةالمغموس فيها وربما هى ابتلاء فإن الله لا يفتح على الناس فى ابواب الرزق وهم عكس الدرب او متناسين لشكر العباد ورب العباد "فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله" فليس دليل ذلك برهان محبة فقد يكون ابتلاء ومكر واستدراج فان الله يرزق ويفتح على الكافرين والظالمين والطغاة فى الأرض.

أما بخصوص التحول عن المبادى فتلك كتغير الجلد ومعه لا تستقيم الامور
فمن الممكن العدول عن راى او مبدء خطأ ولا مجال للشك فى ذلك ،،اما المبادىء القائمة على اسس فصاحبها كالشجرة الممتده جذورها فى الارض ان اقتلعت جذورها اصبحت الشجرة فى مهب الرياح تلقى بها يمنة ويسره وتتخطفها الشبهات والشهوات لانها ليس هناك دعائم ومرجع يستند اليه وأصول.

أما المثالية فلا اتطلع اليها ولكن اتطلع إلى أفضل ما أستطيع ان اكون عليه ، والمثالية والبحث عنها فى الاخرين فلا انكر ان ذلك كان تفكيرى فى سابق العهدولم يكن يقتصر على الصديقات فحسب ولكن لم تكن المثالية الآقرب إلى الكمال فأنى أعلم إن تلك أستحالة ولكن المثالية المتعلقة بالافضلية ، حيث كان لى امور معينة وفى اوقات عديدة لا اتجاوز اى كلمة من دون وضعها فى الحسبان ولما قيلت وما يترتب عليها وما تاثيرها واستطيع من خلالها استشف معالم شخصية الاخرين ممن ربما احاول اتخاذ بعضهم مقربين لى ومن خلال تلك الطريقة اتضح لى الفشل الزريع فوجدت أن هناك علامات كثيرة تزعجنى.

لان المشكلة لا تكمن فى اختيار الاصدقاء او من هم يشاركون حياتك ولكن الخطورة تكمن فيما بعد والنتائج فإن تجاوزت عن أمور وتهاونت فى تصرفات وغضضت الطرف عن عيوب معضلة ستعيق امورك فلا مجال للبكاءلانك المتحمل الاكبر لتلك الخسارة التى لا تكون نتائجها ايجابيه ولكن ربما تكون سلبية وتسحب ثقتك ونظرتك الخيرية فى الناس عموما .

ن يقول...

السلام عليكم
الرقيقة .. نور
لست ادرى لماذا أراك كفراشة رقيقة رغم ان التواصل بيننا لا يتعدى صفحتى وصفحتك .
أشكرك على الزيارة والمعايدة وكل عام وانتى بخير .
مع خالص تحياتى

فارس عبدالفتاح يقول...

أيه الكلام ده كله الظاهر فعلاً فيه تغير حقيقي وملموس .. على العموم يا ستي ربنا يوفقك وانا معك في هذا لا مفر ‏من ‏مصاحبة الناس ولكن بحيطه وتيقظ .. على فكره أنا من المتابعين لمدونتك من أول ما عرفتها وتقريباً كل يوم ‏ادخل ‏عليها انظر اذا أضيف موضوع جديد أو لا لأقرئه وأعجبني الجانب العقلاني والواقعي فيها وهذا أسلوبي في ‏التفكير ‏واعتقد انه من المفروض على البشر جميعاً ان يكون هذا أسلوبهم الذي ينعكس على سلوكياتهم وأخلاقهم .. ‏ولكن ليس ‏كل ما يتمناه المرء يدركه . ‏

لأن هذا من طبائع الأمور لانهم بشر ولأن الله سبحانه وتعالى ميزهم بالعقل والفضيلة على جميع الكائنات .. ‏والا ‏اصبح ادنى مرتبه من البهائم والجمادات . ‏

وعلى فكرة مفيش إنسان مثالي حتى أنا وأنت حتى المصطفين الأخيار فيهم صفات البشرية ولكن الله سبحانه وتعالى ‏يقوم سلوكهم وأخلاقهم بالأمر والنهي في حينه ولكم عاتب الله سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيرا رسول الله في ‏أمور كثيرة .. والقرآن الكريم يذكر ذلك .. وهذا مدعاة وحري بنا أن نغفر ونسامح عن من اخطأ في حقنا ولكن لا ‏يكون هذا التسامح سبب في إهانات متكررة .‏

ربنا يوفقك وأتمنى لك كل توفيق وأن يزيدك الله من فضلة وأن ينير عقلك وبصيرتك .. تقبلي التحية والاحترام ‏

فارس عبدالفتاح .. قومي عربي ‏

۩ Nour ۩ يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أستاذه أمل،، تسعدنى زيارتك وتعليقك أيضاً. وأنا بحترم حضرتك جداً وعندما أقرأ لك فى المدونة أشعر بانى فى صرح تعليمى يفوق قدراتى ،، وعلى الرغم من ان التواصل بيننا لا يتجاوز صفحتك وصفحتى وذلك هو الحال مع الجميع أيضاً.. فانى أكن لك كل تقدير واحترام وارجو من الله أن تكونى دوماً فى أتم صحة وعافية.