بدون عنوان



أشعر وكأنه الشتاء الغزير يكاد يغرقني بأمطاره المنهمرة، لا أدرى ما بى ولكن أشعر بأنه ربما اختلع ذاتي إلى مكان بدون عنوان لا أرى فيه إلا شخصية واحده ولا اهتم فيه إلا بشخصية واحده ربما هي الأنانية المفرطة ولكن اشعر أنه علاجي الوحيد. فالأمطار كادت أن تغرقني في تلك الفترة ما أن التقط الأنفاس تهب سحابة مليئة بالغيوم تحلق فوق رأسي ولا تتوانى ابداً .. أشعر وكأنها النهاية لبداية مغلقة . فاحياناً اشعر وكأنني فرد غريب في عالم يتحدث بلغة ومفردات مختلفة وكأني اسكن وسط الهنود و أتكلم العربية لا استطيع الفهم ولا يستطيعون فهمي لا يستطيعون الشعور بى ولا تقديري ! فماذا افعل ومن حولي يسقطون واحدا تلو الأخر .. فتأخذ الحياة أغلى الناس وتلك هي سنة الحياة وذلك الباب الذي لا مفر من دخوله ولكن عندما تكون وحيدا ما أصعبه من إحساس عندما تأخذ منك الدنيا من كنت تتوكأ عليه في هذه الدنيا الغريبة، فتشعر بعدها بالعجز الكامل لا تقوى على الحركة ولا على الكلام ولا على الحياة ذاتها وعندما تبدأ في الإفاقة تجد عاصفة أخرى تجلسك مكانك فمتى ستهدأ سمائي فأني بحاجه إلى صيف قريب أو ربيع قادم فلم اعد أقوى على تحمل أمطار الشتاء ولا غضب الخريف.!

6 التعليقـــــــــــــــات:

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

أسلوب أدبي رفيع
كانت جولة مميزة بين بعض المشاعر والحروف

فارس عبدالفتاح يقول...

أولاً : إني أحث من بعد فترة التدوين انه هناك شيء غير طبيعي لم اعتد عليه في طباع الناس أراه في شخصيتك المهم في شيء أنا أراه أكثر سكونا وأكثر عمقاً في نفسك


اسمحي لي بكل احترام


ثانياً : أرى انك تعيشين بمنطقين مختلفين .. وهذا تخمين لا أكثر بسبب عدم الاحتكاك بل هذا مجرد استقراء .. أحث انك تواجهين الحياة بكل شجاعة وبكل صرامة وأحياناً أتخيل الحدة والجفوة في الطبع . مع أني اعلم انك على غير هذا الطبع والطبيعة بل هو مجرد عدم قدره على التواصل مع الآخرين بسبب عدم وجود أسباب منطقية ووجيه في طبيعة وطباع الآخرين من خلال تصرفاتهم وأفعالهم تجاهك أو تجاه الغير


ومع ذلك لديك تفاعلات ومفاعلات داخلية مزعجة جداً .. وأظن بل اجزم أن لم أكن مخطأ انك تعيشين مع ما بداخلك أكثر مما تعيشين في الحياة الواقعية المجردة .. تبحثين عن إجابات لكثير من التساؤلات .. ترفضين الواقع من خلال الواقع نفسه .. وتطالبين بواقع أكثر كمالاً يعني بحث أن هناك نظرة طوباوية


مع تقديري لكل الأمور الداخلية التي تشعرين بها وبكل الأسئلة المؤرقة التي تطرحيها في تدويناتك لكن يا بنت الحلال أنت كده سوف تغرقين في بحر من اليأس الأسود المميت



ابحثي عن إنسان يكون أكثر عقلانية وأكثر واقعيه لتفضي إليه ما بداخلك وتشاركيه أسئلتك وحاولي أن تواجهي الواقع كما هو كحقيقة وواقع لا فرار منه ولا انفكاك عنه

فهناك حقيقة أيضا تفرض نفسها وبشدة بل هي حقيقة ضرورية بل حتمية وهي انك مادمت لم يصبك الموت فعليك أن تعيشي ... لأنه ليس هناك مفر لا خيار ثاني ولكن عليك أن تختاري أن تعيشي ليس بسبب قلة الموت أو عدم مجيئه ... وإنما من واقع فرض ذاتك وفكرك ومثلك ومبادئك حتى ولو لم يؤمن بها احد المهم أن تجهري بها وان تجعليها واضحة للناس .. دون انغلاق أو دون تعسف


تقبل أطيب التمنيات وبالغ التقدير والاحترام


فارس عبد الفتاح .. قومي عربي

۩ Nour ۩ يقول...

منذ فتره ولم أقم بالتعليق واكتفى بالقراءة فقط ولكن استوقفني تعليق أستاذ فارس وما به وقرأته في محاولة لاستيعابه جيدا .في البداية الشيء الغير طبيعي ذلك لم يكن أمراً أثار الدهشة في نفسي فقد عهدت على ذلك القول ممن حولي ومن خلال المقارنة بيني وصديقاتي ومن خلال حديثهم لي فتلك النظرة ليست بدافع الحاجة للتغير ولكن نظرة بها إعجاب وتقدير اراها فيمن حولى . فأنى لست شخصية مثالية أعيش في قصر عاجي احلق في عالم خيالي لا يمكن تحقيقه على ارض الواقع انشد بناء مدينة كاملة لان على الأرض لا مجال للحديث عن الكمال ولا القرب إليه. ولكن ما اعلمه عن نفسي جيداً أنني لا اندمج في الكثير مما يعج به المجتمع من اختلاط وتواجد في المحافل والخروج لتنزه وغيرها من الأمور التي تتسم بالعادية في وقتنا الحالي ولست من هواه مد جسور للتواصل بسبب الدراسة وغيرها واعلم ما يجب أن يكون وما لا يكون وما هي الحدود والضوابط وتلك طبيعتي وذلك تفكيري وعلى يقين أن ذلك ليس خاطئ بل أصبح مستغرب ورغم ذلك فأنى أعيش الواقع ولكن بتفكيري بما اسكنه داخلي من مبادئ ومعتقدات لا بما يفرض عليا من ضرورة مسايرة العصر والتطور في كافة أمور حياتي واجعل ذلك منهج استمد منه ما يجب أن يكون عليه عقلي و أفكاري وشكلي واختيار ملابسي والمرونة مع الطرف الأخر . فأنى ربما اختلف عن من هم مثلى ولكنى نشأت على ذلك .
وأنا لست بطبعي حادة الطبع ولكنى مع الطرف الأخر لا أحبذ المرونة فنحن في وقت من تقول له كلمة لا يردها إليك واحده بل جملة كاملة ولا يضع لها خاتمة .
أما بخصوص التفاعلات والمفاعلات الداخلية المزعجة فتلك تنتج مما يقابلني في حياتي سواء في المحيط العام أو الخاص واصطدامه بما داخلي فينتج السؤال من الخطأ؟ وعندما أحاول معرفة الخطأ سواء ممن حولي واعلم اننى لست خطأ فتبدأ علامة التعجب إذا لما يحدث ذلك ومن المفترض إن ذلك غير صحيح إذا كان صاحبه لدية عاقل ناضج !
و
" أنت كده سوف تغرقين فى بحر من اليأس الاسود المميت"
لا أنكر إن ذلك يحدث نظرة لطبيعة شخصيتى الحساسة عندما أبدا فى محاولة معرفة من الخطأ وعندما اعلم الحقيقية انتقل لمرحلة أخرى إذا لما انقلب الصح خطأ والخطأ أصبح هو الصحيح وعندما لا أجد الإجابة اشعر انه لابد من وجود من هم مثل ذلك التفكير وتلك المبادئ ولم تلتبس عليهم الأمور من الطرفين.
أستاذ فارس أنا أعيش الواقع لكن في محيط من حولي ولا احلم كغيري بعالم يمله الورود وعالم خيالي التحقيق ضاربة بعرض الحائط مصاعب تلك الحياة والعيش فيها .
أما بخصوص ما ختمت به تعليقك فانا لا اهرب من الواقع بالتفكير في الموت فذلك ليس من شيم المؤمن فالحمد لله اشعر أنى راضيه بما أنا عليه ولكن منذ فتره توفى أبى رحمه الله على حين غفلة وكنت أكثر تعلقاُ به فذلك ربما جعلني افقد طعم تلك الحياة .

فارس عبدالفتاح يقول...

ببالغ العرفان لكم الشكر الجزيل على الاهتمام ..

صمت المشاعر يقول...

اسلوبك جميل جدا ولمس جوايا اووي


دمتي بالف خير وحب وسعاده يارب

۩ Nour ۩ يقول...

د.ياسر عبد الفتاح شكراً لتعليقك.

صمت المشاعر اشكرك لتعليقك ودعواتك ودمتِ بخير