عادت تدق أبواب أيامى



عادت تدق أبواب أيامي ..



قالت: لم يبق إلا كل شيء جميل.. كلما تذكرتك طافت في رأسي تلك الأيام الجميلة التي قضيناها معاً.. ومرت على قلبي صورة الأحلام في برأتها والعمر في أحلى لياليه.
قلت: كنت دائماً أذكرك وأقف أمامك باحترام شديد.. وأشعر أن لك مكانه عميقة في نفسي وان ظلال الخريف التي عبرت على أيامنا لم تستطع أبداً أن تنزع جذور ذكرياتنا. كلما طافت أمام عيني نماذج قبيحة من البشر تذكرت قلبك الكبير الذي أحتوانى يوماً. إن الإنسان منا يشبه خريطة الكون هناك مناطق فقيرة وأخرى غنية هناك مناطق تغرقها الأمطار وأخرى يقتلها الجفاف والناس مثل خريطة الحياة هناك من يغرقون الحياة بعطائهم وهناك من لا يعرفون شيئاً اسمه العطاء.
بعض الناس مثل الأرض التي لا تعطى غير الملح و بعض الناس مثل الأرض الخصبة تعطى كل كنوزها كلما تدفقت في شرايينها المياه وأنت من هذا النوع الأخير .. كنت دائما أجد فيك وطناً جميلاً يعلم أبناءه كيف يكون الحب.. إنك نموذج غريب من الناس أصبح الآن نادراً في هذا الزمن ولذلك وضعتك في جزء بعيد من قلبي وأغلقت عليك خزينة ذكرياتي.
كنت دائما أخاف أن تهب على أيامك رياح النسيان ولكنني تأكدت أن قلوبنا لا تنسى إلا ما يستحق النسيان وأن في قلب الإنسان ميزاناً صغيراً يبقى ما يستحق البقاء. هناك بعض الناس يعبرون في قطار أيامنا ولا نستطيع أن ننساهم وأنت من هذا النوع من البشر كنت أشعر أن قدرتي على نسيانك عبء لا أقوى على تحمله.
قالت: تمنيت كثيراً لو عاد بنا الزمان وعشنا أياماً معاً مرة أخرى.
قلت: إننا لا نستطيع أن نعيد الزمان ولكننا نستطيع أن نحافظ على مشاعرنا ومادام الإحساس في داخلنا يمكن أن نعيش زماناً أخر. لقد كنت أشعر دائماً أن ما كان بيننا لم يصل إلى نهاية رغم أننا أسدلنا الستار والشيء الغريب إننا افترقنا دون استئذان وانسحبنا في هدوء واخذ كل منا أشياءه وفى حزن رحل. كنت دائماً أسال عنك وكنت أتألم وأنا أرى أمواج الحياة تلقى بك هنا وتدفعك إلى هناك وأنا لا أستطيع أن أمد يدي إليك في أحيان كثيرة لم أكن أريد شيئاً أكثر من أن أسمع أخبارك وأعرف ماذا صنعت بك الحياة ؟
قالت: ولكنني كنت أعرف كل شيء عنك .
قلت: هذا هو الفرق بين حياتي وحياتك أنت تعيشين في برجك العاجي البعيد وأنا أعيش فوق أوراق الشجر حياتي مشاع بين الناس وحياتك لا يعرفها أحد.. أيامي تتناثر أمامي كالزجاج المكسور فوق أرصفة الشوارع.. وأيامك زجاجة عطر معتقة وصورة جميلة في برواز أنيق، أيامك واحة تحيط بها الأشجار والزهور من كل جانب وأيامي بحر صاخب يتغير كل يوم وكل ساعة عشرات المرات. كم تمنيت أن أعيش بعيداً عن ضجيج الناس وتفاهتهم وأخطائهم لكنني لا استطيع لقد تعودت أن أعيش الحياة بكل متاعبها وأحزانها سيرك كبير نعيش فيه ومازلنا نسمى الناس بشراَ رغم أن كل شيء في هذه الحياة فقد كل معاني الإنسانية.
قالت: مازلت تحبني .
قلت: أجمل الأشياء أن أحب إنساناً وأحترمه إن ذلك أعلى مراتب الحب، أن يجتمع الإحساس مع التقدير أن تتوحد مشاعر القلب والروح مع حسابات العقل وأنا مازلت أحبك وأحترمك.
قالت: هل تجمعنا صدفة أخرى.
قلت: أجمل الأشياء في حياتنا تحملها صدفة.. وسوف أعيش على أمل أن تتكرر هذه الصدفة.

3 التعليقـــــــــــــــات:

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Unknown يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
فارس عبدالفتاح يقول...

.. عفواً


اتفهم مثل هذه الامور جيداً ولكن اختلف معها تماماً


لانه ليس هناك انسان كامل ومادام ليس هناك انسان كامل فلن يكون هناك حب مثالي او تقدير بدون نكسة او احترام بدون كبوة

وارى ايضا ان الحب والتقدير والاحترام اشياء اذا افصح عنها فقدت معناها

فهي اشياء تحس ولا يصرح بها